يشهد المجال الترابي لعمالة المضيقالفنيدق حركية دؤوبة ودينامية اقتصادية جديدة تهم إدراج سلسلة من البرامج والمشاريع المندمجة الجاري تنفيذها على أرض الواقع، التي تروم إعادة هيكلة مجموعة من الأحياء السكنية والمحاور الطرقية لإعادة الانسيابية لحركة السير والجولان ،و كذا تطوير البنية التحتية وتدعيم أنشطة اقتصادية تضمن تأطير الاقتصاد غير المهيكل وتوفير سوق عمل جديد يتماشى وحاجات الساكنة المحلية كبديل للأنشطة السابقة التي كانت تعتمد على التهريب، فضلا عن جعل المنطق جذابة وسياحية بامتياز، على غرار مجموعة من المناطق بمدن شمال المغرب. و في هذا المجال ، انطلق بتراب جماعة مرتيل كغيرها من جماعات العمالة ، مجموعة من المشاريع التنموية المهمة ستنضاف إلى مشاريع تهيئة أخرى ، فضلا عن مشروع المنطقة الاقتصادية ، و ستكون لهذه المشاريع انعكاسات إيجابية على أوضاع الساكنة و البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية بالمدينة ، هي بالفعل مشاريع هادفة منها ما أنجز و أخرى في طور الإنجاز تهم تهيئة بعض الشوارع التي تدخل في إطار تنفيذ برامج الجماعة المتعلقة بصيانة و تجهيز بعض الطرق الحضرية ، تشمل مجموعة من المقاطع الطرقية ، و فتح بعض الشوارع المهيكلة التي يمكنها تخفيف من مشاكل اكتظاظ السير و الجولان ، مع فك العزلة عن العديد من الأحياء الهامشية.
خدمات التهيئة هذه يتم تنفيذها بعناية تامة وتتبع من ياسين جاري عامل عمالة المضيقالفنيدق، وبتنسيق مع مختلف المكاتب والمصالح المتدخلة، وستمكن أشغال التهيئة ضمان انسيابية عملية المرور بين عدد من الشوارع، التي ستمكن لا محالة من تخفيف حركة السير والجولان بمدخل ووسط المدينة الذي هو مركز لمجموعة من الأسواق المركزية والثانوية والعشوائية ...
فالأشغال الجارية ، جاءت لإعادة الثقة للساكنة في المنتخبون و رفع التحدي وجعل المدينة التي هي بوابة عمالة المضيقالفنيدق والواجهة الأمامية ، أكثر حيوية و جاذبية واستقطابا للسياحة المغاربة و الأجانب، هذا بعد أن كانت البنية التحتية للمدينة جد مهترئة و محل انتقادات من طرف المعارضة و المجتمع المدني ،مما جعل الجماعة تقوم بدورها في تنفيذ مجموعة من المشاريع التنموية الهامة التي تتمثل في تجديد البنيات التحتية لشبكة الإنارة العمومية و هيكلة شبكة الصرف الصحي و قنوات التطهير، لحماية الساكنة من خطر الفيضانات المدمرة التي تشهدها المدينة كل فصل الشتاء حيث تفضح هشاشة البنية التحتية ، فضلا عن إحداث شبكات طرقية و مسالك جديدة لفك العزلة عن بعض الأحياء السكنية الهامشية و تخفيف الضغط على عدد من الشوارع الرئيسية بالمدينة.
و الملاحظ كذلك أن جماعة مرتيل بدعم من السلطات الإقليمية و المحلية عازمة كل العزم على تنظيم كذاك أنشطة الباعة "الجائلين"، التي غزت المنطقة بشكل ملفت للنظر وهي في تزايد مستمر منذ الجائحة و اغلاق بوابة العار سبتة ، وما كان يسببه هذا النشاط الغير منظم من عرقل واضحة لعملية السير و الجولان، و حول شوارع المدينة إلى مجموعة من النقط السوداء الناتجة عن هذه الأنشطة الهامشية، التي تشوه جمالية المدينة التي تعتبر بوابة الإقليم ، مما يستوجب التدخل السديد و العاجل لمحاصرة الظاهرة حتى لا يصعب وقفها مستقبلا ...
وفي هذا الإطار هناك استعدادات جارية لاستقبال الموسم الصيفي، انسجاما مع ما خلص إليه الاجتماع المنعقد بباشوية مرتيل بخصوص دراسة آليات جديدة لتنظيم الأنشطة المدرة للدخل بالشريط الساحلي لمدينة مرتيل، انعقد مؤخرا اجتماع بمقر جماعة مرتيل ترأسه باشا مدينة مرتيل مراد دودوش بحضور رئيس جماعة مرتيل مراد أمنيول و النائبة الثانية لرئيس مجلس عمالة المضيقالفنيدق السيدة رشيدة أشبون ، فضلا عن حضور ممثلي وزارة التجهيز و الماء و وزارة السياحة و الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني و ممثلي مختلف المؤسسات المعنية وممثلي المصالح الجماعية و مديرة و طلبة المدرسة الوطنية للهندسة بتطوان و المجتمع المدني.
وخصص الاجتماع لتدقيق وتفصيل فكرة مشروع تدبير الشاطئ وتنظيم أنشطته التجارية، في أفق إخضاعه للمساطر التنظيمية المعمول بها، وطرح حلول عملية وواقعية من شأنها أن تسهم في جعل شاطئ مرتيل نموذجي ومواكب للتطورات التي تشهدها بلادنا باعتبار المدينة قطبا سياحيا مهما على الصعيد الوطني.
وأكد الباشا أن الأولوية حاليا ستمنح للواجهة البحرية مشيرا أنه من الضروري وضع برنامج عقلاني لتدبير هذا الفضاء وجعل الأنشطة التجارية التي يتم ممارستها به خاضعة لمجموعة من الضوابط والأسس التي ستنظمها، كما أوضح أن إشراك المنتخبين في هذه العملية ضروري لإنجاح المشروع بحكم ارتباطهم الوثيق وقربهم من الساكنة.
من جهة أخرى قدم الباشا مجموعة من المعطيات المتعلقة بالمشروع، حيث أشار إلى إنشاء لجنة تقنية تضم جميع المتدخلين من ذوي الخبرة ستسهر على وضع تصور شامل يضمن حسن تدبير الشاطئ والحفاظ على تنظيمه.
كما أشار رئيس جماعة مرتيل، أن شاطئ مدينة مرتيل يعد نقطة الجذب الأولى للسياح معتبرا أن المدينة أصبحت قبلة للزوار من مختلف مناطق المملكة خصوصا خلال فصل الصيف، كما أكد أن المدينة تعرف تغييرات جذرية وستشهد مستقبلا إنشاء مشاريع سياحية مهمة ستغير معالم المدينة وستعزز البنية التحتية السياحية، كما أشاد الرئيس بتفاعل السلطات المحلية مع هذه المتطلبات والدور الفعال الذي تقوم به في هذا الإطار خصوصا فيما يتعلق بوضع حد للفوضى وتجاوز السلوكيات السلبية.
ويعتبر تدبير الشاطئ وتنظيم أنشطته التجارية تحديا مستمرا يتطلب تعاونا فعالا بين الجهات المعنية، بهدف خلق بيئة مستدامة وجذابة للزوار.
وفي إطار إعادة الاعتبار لمركز المدينة، قام النائب البرلماني عن دائرة المضيقالفنيدق / النائب الأول لرئيس جماعة مرتيل ، بمعية باشا المدينة ورئيس لجنة التعمير وتنظيم المجال سعد الكرواني ورئيس الملحقة الإدارية الرابعة ورئيس مصلحة التعمير ورئيس مصلحة الأشغال مرفوقين بمكتب الدراسات ورئيس هيئة المهندسين بزيارة ميدانية لمركز المدينة وذلك في أفق اعداد الدراسات اللازمة لإعادة تأهيل وسط المدينة ، و أخرى للشريط الساحلي الممتد من ساحة فندق أمية إلى غاية مصب واد مرتيل، و ذلك من أجل الوقوف الميداني لبدء إعداد التصميم الطبوغرافي لهذا الجزء من الشريط الساحلي.
ومن المتوقع أن تشمل الدراسة إعداد تصور اولي لمختلف عمليات التهيئة من خلال وضع دراسة لنقل نقطة تفريغ السمك، وتهيئة مواقف السيارات، تهيئة فضاء ملاعب القرب، تهيئة واجهات منازل حي الديزة المقابلة للشاطئ وفق نموذج موحد، إعداد دراسة للطريق الدائري لحي الديزة، تهيئة منطقة للرياضات المائية، كل ذلك في أفق عقد لقاء مع عامل عمالة المضيقالفنيدق من أجل الاتفاق على التصور النهائي لعملية تهيئة الكورنيش الجديد لمدينة مرتيل في اتجاه جماعة أزلا.
ومن المتوقع أن تعرف هذه المنطقة تحولا جذريا بعد عمليات التهيئة لجعل مدينة مرتيل قبلة سياحية ذات مكانة على المستوى الوطني بفضل العناية المولوية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله يوليها لرعاياه الأوفياء بهذه العمالة.
وستشمل هذه العملية اعادة تأهيل كل من شارع محمد الخامس، شارع المقاومة، شارع عبد الرحمان الثالث، شارع خالد ابن الوليد، اضافة الى ساحة الحرية (الكنيسة) وساحة بئر انزران وساحة مسجد محمد الخامس.
وكشطر أول سيتم تهيئة شارع محمد الخامس عبر توحيد واجهات المحلات التجارية والإنارة العمومية وشارع عبد الرحمان الثالث.
وفي إطار تثمين الموروث التاريخي والحضاري لمدينة مرتيل، تم إعطاء الانطلاقة لإعداد التصور لمشروع إعادة الاعتبار لبرج مرتيل التاريخي والساحة المحيطة به، الذي لعب دورا مهما في حماية سواحل المملكة من الأطماع التوسعية وهو عبارة عن حصن عسكري أمر ببنائه القائد أحمد بن الباشا الرّيفي عام 1719 م لحماية الساحل المغربي لمدينة تطوان ويعد من المآثر التاريخية التي تحظى باهتمام زوار وساكنة المدين، على أن يشمل المشروع إعادة ترميم البرج التاريخي لمدينة مرتيل وإعادة تهيئة الساحة المحيطة به وفق نموذج مبتكر وجدري بتعاون مع وزارة الثقافة ومجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة.
ونتمنى أن تخرج إلى الواقع هذه المشاريع و تتبع هذه المبادرة إعادة تهيئة محيط الذراع الميت وجعله متنزها سياحيا ومتنفس طبيعي تلجئ إليه الساكنة، مع الإسراع في فتح الطريق الجانبية انطلاقا من مدار مدخل المدينة، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية في حق ملاك الأراضي الفلاحية التي توجد بقلب مدينة مرتيل، والمشوهة لجماليتها و المعرقلة لعملية السير والجولان ...