والأطباء يجدون صعوبات في تشخيص الحالات المرضية دون تحاليل كشف الشلل الذي أصاب المختبر الطبي بالمستشفى الإقليمي الإدريسي بعاصمة الغرب عن الإهمال الذي يتخبط فيه هذا المرفق الحيوي والاستهتار بصحة المواطنين الذين يتوافدون عليه من مدينة القنيطرة وخارجها من أجل الاستفادة من خدماته في العلاج والإسعاف. وتفيد مصادر "العلم" ان المختبر الذي يُعد القلب النابض للمستشفى تعطلت أجهزته ،وأضحى خارج الخدمة منذ قرابة شهر، وأدى هذا التوقف الى إلحاق الضرر بالمواطنين الذين يقبلون على قسم المستعجلات ،بحيث يتعذر عليهم القيام بالتحليلات المطلوبة والمستعجلة في مختبر المستشفى. ويضطر العاملون بهذا القسم إلى توجيههم الى مختبرات خاصة مع ما يكلفهم ذلك من معاناة في التنقل ومصاريف تفوق قدرتهم المادية، بل ان الحالات الحرجة أو المصابين في حوادث سير أو شجار تزداد تفاقما. وحتى المرضى الذين يرقدون بأقسام المستشفى يعانون من نفس الإكراه حيث يُطالَبون هم أيضا باللجوء الى المختبرات الخاصة لإجراء التحليلات علما ان ظروفهم لا تسمح بذلك. وفي ظل هذه الوضعية يجد العاملون في أقسام المستشفى سيما الأطباء صعوبة بسبب الشلل الذي يوجد عليه المختبر منذ أسابيع في القيام بمهامهم، فالتشخيص غير ممكن دون القيام بالتحليلات الضرورية ،والمختبر مرتبط بجميع المصالح في المستشفى ،بحيث إذا توقف لسبب من الأسباب ترتبك هذه الأخيرة في سيرها وتعجز عن القيام بدورها. وفضلا عن ذلك فان هذا التوقف يحرم المستشفى من مداخيل هامة نظير الخدمات التي يقدمها للمواطنين، وهي كفيلة حسب المصادر بإصلاح التجهيزات وصيانتها لو توفرت الإرادة لدى إدارة المستشفى لتسوية هذا المشكل وإعادة المختبر الى العمل، علما ان المستشفى له ميزانية والدولة تبذل جهودها لتحسين الخدمات الصحية والرفع من جودة العرض الطبي وهي في الوقت الراهن تسابق الزمن من أجل فتح المركز الاستشفائي الجديد. وتقول المصادر إن الجو والتدبير داخل مستشفى الإدريسي او كما يسميه المواطنون "سبيطار الغابة" غير سليم ومشحون ما أدى بالعديد من الأطر الصحية إلى المغادرة، ودَفَع النقابات في الآونة الأخيرة الى تنظيم وقفة احتجاجية احتجاجا على ما سجلته من سوء التسيير والقرارات العشوائية. وللتذكير فقد زارت لجنة جهوية تابعة لوزارة الصحة مستشفى الإدريسي في صيف السنة المنصرمة، وكلفت حسب المصادر بالتقصي في أداء هذه المؤسسة وتقييم قدرتها على تقديم الخدمات الطبية، وقامت بزيارة مختلف الأقسام واستجواب المرتفقين من أجل التعرف على مدى جودة الخدمات والعلاجات. والسؤال الذي يطرحه كثير من المهتمين والمتتبعين هو ما مصير خلاصتها؟؟.