كثف المغرب من نشاطه في المناطق الساحلية التي تشهد حركة مستمرة، لقوارب الهجرة غير النظامية، ويأتي هذا في سياق الدور الحيوي الذي تلعبه المملكة بالمنطقة، واستثمارًا لمنطق الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، دون أن ننسى التوجه الاستراتيجي الإفريقي للمملكة، في إطار مبادرة «الأطلسي». ونشطت في الآونة الأخيرة الدوريات البحرية المغربية، في عدة خطوط، سواء في المنطقة المتوسطية، أو في الواجهة الأطلسية، وقد أعلنت البحرية الملكية يوم الأحد الماضي، إنقاذ 141 مهاجرًا سريًا، قادمينَ من دول جنوب الصحراء، على بعد 274 كيلومترا جنوب غرب الداخلة، كانوا يواجهونَ صعوبات كبرى في عرض البحر. ووفقًا لتقارير إعلامية محلية، فإن القوات المغربية تمركزت، بالقرب من المنطقة الحدودية بسبتةالمحتلة، معبأة بأحدث وسائل المراقبة. وفي ذات السياق، أفادت مصادر إعلام إسبانية، نهاية الأسبوع الماضي، أن 342 شخصا دخلوا سبتةالمحتلة، فاتح يناير و15 من الشهر الجاري، مستغلينَ اضطراب الأجواء وتزايد الرياح والعواصف. وأكدت المصادر ذاتها، على أن القوات المغربية، باتت تستعمل الطائرات المسيرة، والكاميرات الحرارية لمراقبة المنطقة الحدودية، بالإضافة إلى عمليات التمشيط التي تقوم بها القوات العمومية في منطقة بليونش، والتي تعج بالعديد من المهاجرين غير النظاميين، أغلبهم من دول جنوب الصحراء. وبالموازاة مع تطوير هذه المقاربة، توضح الأرقام التي تسجلها البحرية الملكية، في المناطق الجنوبية، أن مسارات ووجهات المهاجرين غير النظاميين، أصبحت متعددة، خصوصًا بعدما أصبحت القوات العمومية المغربية، تحكم قبضتها على المناطق الحدودية، في المناطق المتوسطية، ما يطرح في الآن ذاته قضايا سياسية واقتصادية، ينبغي استثمارها في إطار مبادرة «الأطلسي»، لاسيما أن الجارة الإيبيرية تدعم هذا التوجه بقوة، وهو بوابة المغرب الكبرى نحو عمقهِ الإفريقي.