تساعد التقلبات المناخية خصوصا في فصل الشتاء على انتشار الفيروسات الموسمية، إذ يعتبر هذا الوقت من السنة فترة حساسة تتزايد فيها الأمراض التنفسية، التي تشمل الإنفلونزا ونزلات البرد التي باتت خلال سنوات ما بعد «كوفيد-19» تأتي بأعراض حادة تشبه أعراض الإصابة بفيروس كورونا. وفي هذا الصدد، نفى الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أية علاقة للحالات المرضية الموجودة حالياً بالمغرب بقلة التساقطات المطرية أو كورونا، مضيفا في تصريح ل«العلم»، أن الإنفلونزا الموسمية هي الأكثر انتشاراً في المملكة في الوقت الراهن. وتابع المتحدث، أن أرقام وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تؤكد على أنه مقابل، تقريبا، كل 6 إصابات بالإنفلونزا الموسمية هناك إصابتان بالفيروس المخليوي (Virus respiratoire syncitial) وإصابة واحدة ب«كوفيد-19»، مشيرا إلى أن قلة التساقطات لا علاقة لها بالأمراض التنفسية، ومعتبرا في مقابل ذلك، أن انخفاض درجة الحرارة في فصل الشتاء يدفع إلى العيش المزدحم داخل الأماكن المغلقة مع غياب التهوية، مما يوفر الظروف المثالية لانتشار الفيروسات بطريقة مباشرة، كما أبرز أن 19 من كل 20 إصابة تنفسية فيروسية تكون داخل الفضاءات المغلقة. وأوضح الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن برودة الطقس تُضعف المناعة وتؤثر على الأغشية المخاطية بالأنف والحلق، التي تعتبر الدفاعات الأولى للجسم، مما يسهل دخول الفيروسات ومساعدتها على البقاء مدة أطول والتكاثر، خلافا للحرارة المرتفعة التي تقضي نسبيا على جزء من الفيروسات، موضحا أن الالتهابات المعوية والتهاب القصيبات الهوائية من بين الأمراض المنتشرة في الفترة الحالية، إلى جانب التهاب الأنف والحنجرة والجيوب الأنفية. ونبه المتحدث ذاته، إلى خطورة عدم الإسراع لأخذ اللقاحات الخاصة بهذه الأمراض الفيروسية، مؤكدا على ضرورة الحرص على النظافة خلال هذا الفصل مع تجنب الشخص المصاب الاختلاط بالآخرين ومصافحتهم. من جانبه، قال البروفيسور سعيد متوكل، عضو اللجنة العلمية لتدبير جائحة «كوفيد-19»، إن «الحالة الوبائية تعرف في هذا الوقت من فصل الشتاء انتشار الفيروسات كالزكام والإنفلونزا و»كورونا» الذي لم ينقرض بعد، مما يسبب حالات مرضية تصيب الجهاز التنفسي». وأضاف أن هذه الحالات المرضية والفيروسات المسبّبة لها، مرتبطة بشكل وثيق بانخفاض درجة الحرارة التي تساهم في زيادة توالدها وانتشارها، مؤكدا أن الأعراض السريرية متشابهة في أغلب هذه الحالات. أما فاطمة عسو، طبيبة عامة، فقد عزت انتشار الإنفلونزا الموسمية في الفصل البارد إلى وجود فيروس يصل إلى ذروته في يناير وفبراير، مضيفة في تصريح صحفي، أن هناك عددا كبيرا من حالات الإصابة بهذا الفيروس، الذي ينتشر بسرعة، لدرجة أن عطس أي شخص مصاب يمكن أن يوصل العدوى إلى آخر أو آخرين متواجدين بقربه.