الأزمة الدبلوماسية بين مدريدوالجزائر تتواصل بسبب ثبات الحكومة الإسبانية من قضية الصحراء المغربية أجلت السلطات الجزائرية في آخر لحظات من مساء يوم أمس الأحد الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية الإسباني مانويل ألباريس إلى الجزائر بعد أن جرى منذ مدة التحضير لها لإصلاح العلاقات بين البلدين التي تدهورت منذ إعلان إسبانيا تأييدها للحكم الذاتي المغربي. وهو ما دافع السلطات الجزائرية من جانب واحد إلى استدعاء سفيرها في مدريد ، كما ألغت معاهدة الصداقة وحسن الجوار بين البلدين التي كانت سارية منذ سنة 2002 والتي أبرمت إبان الأزمة الحادة بين المغرب وإسبانيا على خلفية مشكل جزيرة ليلى .
وقد أتت الخطوة الدبلوماسية الجزائرية كدليل على الاحتجاج على الموقف السيادي الإسباني من قضية الصحراء المغربية ، وكدليل أيضا على تورط نظام الجزائر المباشر في قضية الصحراء التي تدعي فيها الحياد.
وتلا استدعاء السفير الجزائري في مدريد خطوات اقتصادية حمقاء تخل بتعهدات الدولة الجزائرية مع إسبانيا، طالت عددا من الشركات والمقاولات الإسبانية ، بل تعدت ذلك للتلويح بقطع الغاز عن إسبانيا، قبل أن تتراجع تحت تهديد الاتحاد الأوروبي.
وانتظرت الجزائر قرابة سنتين لتعيد أيضا من جانبها سفيرها إلى مدريد ، بعد أن لم تكترث إسبانيا بالخطوات المتهورة لحكام الجزائر .
وفي محاولة لتبرير إعادة سفيره لمدريد اعتبرت الجزائر أن إسبانيا غيرت موقفها من الحكم الذاتي المغربي مستندة على التصريح الذي أدلى به السيد بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية في الأممالمتحدة والذي قال فيه أن إسبانيا تؤيد حلا متفاوضا عليه في الصحراء في إطار هيئة الأممالمتحدة وقراراتها ذات الصلة، وهو التصريح الذي لا يتناقض في أي شيء مع الموقف الإسباني المعلن بخصوص الحكم الذاتي المغربي .
وكانت إسبانيا قد استشعرت ضعف الموقف الجزائري وسعت إلى محاولة إعادة العلاقات بين البلدين. وفي هذا الإطار جرى التحضير لزيارة وزير الخارجية السيد ألباريس إلى الجزائر التي كانت مقررة أمس، إلا أنه يبدو أن الانتقادات التي توجه من هنا وهناك للجزائر حول تنازلاتها دون مقابل، وعدم قدرتها على استصدار أي تغير بخصوص موقف الخارجية الإسبانية من قضية الصحراء، قد دفع بها إلى الإعلان من جانبها إلى تأجيل هذه الزيارة إلى موعد لاحق لم يحدد لأسباب تتعلق حسب الطرح الجزائري بأجندة الحكومة الجزائرية التي ليس لها في الواقع من هم وشغل سوى المغرب وقضية الصحراء المغربية وما يدور حوالها، ولم يكن هناك ما هو أهم لدى حكام الجزائر من استقبال وزير خارجية إسبانيا لو أنها كانت تستحمل جديدا في قضية الصحراء المغربية.