تقول خديجة عونة الباحثة في مجال الهجرة الدولية عن موضوع التحولات المجالية والسوسيو-اقتصادية وتأثيرها على الهجرة الدولية إن المهاجرين يلعبون دورا هاما في تنمية منطقة تريفة الواقعة بالجهة الشرقية للمملكة المغربية وهو ما استحق الدراسة والبحث نظرا لأهمية الموضوع وراهنيته خاصة وأن الظرفية الاقتصادية الدولية تعرف انكماشا اقتصاديا في معظم دول الاستقبال. وتضيف عونة أن موضوع الهجرة والتنمية هو ما اشتغلت عليه لتهيىء الدراسات العليا من زاوية استثمارات المهاجرين في منطقة اكليم وضاحيتها وانعكاساتها على التنمية المحلية. ثم فكرت في توسيع مجال الدراسة الى سهل تريفة التي توجد فيها مدينة اكليم... « وحسب دراسة ميدانية تتوفر هذه المنطقة على أكثر من 7100 مهاجر وعدد سكان المنطقة الإجمالي هو 8960 حسب إحصائيات 2004. وتلاحظ الباحثة الانعكاس الهام للهجرة على المجال السوسيو اقتصادي للمنطقة الشرقية عامة ومنطقة تريفة خاصة سيما وان الشمال الشرقي للمغرب يشكل احد الأحواض الرئيسية للهجرة في اتجاه اوربا، فحسب المركز الدولي للهجرات فإن 20 في المائة من المهاجرين بفرنسا سنة 1980 ينتمون إلى المغرب الشرقي، بالإضافة إلى كون المنطقة لم تحظ بدراسات سابقة على غرار المناطق الأخرى كالريف وسوس مثلا.. وحسب الدراسة نفسها فإن المنطقة عرفت توسعا حضريا هاما لعب فيه المهاجرون دورا ملحوظا. ف 65في المائة من المساكن هي في ملك المهاجرين و يتجاوز بكثير عددها في ملك غير المهاجرين. وتؤكد الباحثة أن عائدات أفراد الجالية المحولة تلعب دورا مهما في تلبية الحاجيات المختلفة للكثير من الأسر ناهيك عما تساهم به هذه التحويلات من مساهمة في ميزان الأداءات والميزان التجاري. وارتباطا بالظرفية التي يعيشها الاقتصاد العالمي وتداعياتها على وضعية المهاجرين ترى الباحثة أن هواجس المهاجرين في ظل التحولات التي يعرفها الاقتصاد العالمي تتلخص بشكل أساسي في مشكل البطالة الذي أصبح يهدد عددا كبيرا من المهاجرين المستقرين بالدول الأوربية خاصة بالنسبة لاسبانيا، حيث تم تسريح عدد من المهاجرين الذين تمت تسوية وضعيتهم القانونية سابقا، مما أدى بعدد من هؤلاء إلى العودة في اتجاه المغرب. على الرغم من هذه الوضعية الاقتصادية الصعبة التي تنذر بتقلص عدد المهاجرين نحو أوربا الذين قد يفكرون في الاستقرار أكثر ببلدهم للاستفادة من التحفيزات التي يقدمها مناخ الاستثمار بالمغرب فضلا عن تحول اهتمام أعداد منهم إلى التعاطي لأعمال حرة كالتجارة والتنقل بين بلد الإقامة والمغرب لتلطيف وقع الأزمة. وتنهي الباحثة بنبرة تفاؤلية مذكرة بان الأزمات الاقتصادية السابقة (مثل أزمة السبعينات) أثبتت استمرار تيارات الهجرة بسبب حاجة الدول الأوربية لليد العاملة، والتي قد تتخذ أشكالا واتجاهات مختلفة.