ينخرط الفلاحون البلجيكيون، على غرار نظرائهم الفرنسيين والألمان، نهاية هذا الأسبوع، في عدد من أشكال التعبئة احتجاجا على الوضع الذي يعاني منه القطاع الفلاحي وللمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية. وقام المتظاهرون، على الخصوص، يومي الجمعة والسبت، بإغلاق العديد من الطرق في الجهة الوالونية (جنوببلجيكا)، من خلال تشكيل حواجز وضعت عند أهم المحاور الطرقية، مما أعاق حركة السير وأجبر سائقي السيارات على العودة. كما قام المزارعون بعكس لافتات التشوير الطرقي تنديدا بما أسموه "منظومة تعمل رأسا على عقب"، وقاموا بتوزيع منشورات وحبات بصل لتحسيس الساكنة بشأن الصعوبات التي يواجهها الفلاحون، والذين يعانون خصوصا من انخفاض في الأرباح وثقل الإكراهات البيئية المنصوص عليها ضمن الميثاق الأخضر الأوروبي. ويطالب القطاع الفلاحي بدخل لائق مما يتطلب أسعارا مواتية للإنتاج المحلي. كما يندد المزارعون ببعض التدابير البيئية والعبء الإداري الزائد، فضلا عن المخاطر التي يشكلها عليهم إبرام اتفاقيات التجارة الحرة مثل المعاهدة التي يجري التفاوض عليها حاليا بين الاتحاد الأوروبي وكتلة دول أمريكاالجنوبية المنتمية إلى "ميركوسور" وقال المزارع هنري لويست في تصريح لوسائل الإعلام: "يدرك الأكبر بيننا سنا أن المهنة قد تغيرت بالفعل وأننا نقضي اليوم ساعتين يوميا في مكتبنا عندما يكون لدينا أشياء أخرى للقيام بها". من جهتها، تؤكد المزارعة ألين ديباس "لقد بدأ حبل المشنقة يلتف حول أعناقنا. في مرحلة ما، يجب على السياسيين أن يستيقظوا ويفهموا أن أساس المجتمع هو الفلاح". من جهة أخرى، يركز اتحاد المزارعين الشباب، بشكل رئيسي، على القضايا التي تهم المزارعين الشباب، مثل الولوج إلى الأراضي ونقل الملكية الزراعية. وقد أعلن الاتحاد وأعضاؤه بالفعل عن إجراءات ميدانية جديدة، هذا الأحد، في العديد من مناطق والونيا ولكن أيضا في الجهة الفلامانية (شمال)، داعين جميع الفلاحين للانضمام إلى الحركة.