الحزب اليميني المتطرف بنى استراتيجيته الانتخابية على العداء ضد الإسلام والهجوم على المغاربة نزل خبر تصدر «حزب من أجل الحرية» اليميني المتطرف الذي يقوده «خيرت فيلدرز»، السياسي الهولندي الشعبوي المعروف بعدائه للأجانب وخصوصا للجاليات المسلمة، كالصاعقة ليعصف بالمشهد السياسي الهولندي، وسط مخاوف من قيادة هذا الحزب للحكومة، ما من شأنه تهديد السلم الاجتماعي داخل البلاد إن بقي متشبثا بخطاباته الشعبوية المعادية لكل ما هو أجنبي. واكتسح حزب «فيلدرز» نتائج الانتخابات الهولندية بحصوله على 37 مقعدا متبوعا بحزب اتحاد اليسار المتحد الذي نال 25 مقعدا، فيما حصل حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية على 24 مقعدا، متبوعا بكل من حزب العقد الاجتماعي الجديد ب 20 مقعدا، وحزب الديمقراطيين 66 بسبعة مقاعد، وذلك وسط مشاركة 77،7 بالمائة من مجموع الناخبين. ويستبعد مراقبون تمكن خيرت «فيلدرز» تشكيل الحكومة جراء مواقفه المتطرفة، رغم فوزه الكاسح، ورغم محاولاته تلطيف خطابه المتشدد المناهض للوجود الإسلامي داخل التراب الهولندي، حيث تسير مختلف التحليلات في اتجاه استبعاد فرضية قيادته للحكومة، وعدم تمكنه من إبرام التحالفات التي ستمكنه من ذلك. فوز حزب «فيلدرز» أحدث ضجة كبيرة في أوروبا التي تعرف انتعاشا غير مسبوق للقوى اليمينية بها، لكن الطريق أمامه لتشكيل الحكومة ليس معبدا تماما، خصوصا أمام عدم اقتناع الأحزاب الأخرى بالانضمام إليه لتشكيل تحالف يضمن تأييد 76 عضوا في البرلمان المؤلف من 150 مقعدا، وهو ما حذا بهذا الأخير إلى التصريح علنا بكونه مستعد للتفاوض بهدف الوصول إلى تفاهمات مع الأحزاب الأخرى لتشكيل حكومة برئاسته.
ويوصف «خيرت فيلدرز» الذي ولد سنة 1963، لأب هولندي وأم مولودة في إندونيسيا بكونه صوت كراهية المسلمين في أوروبا، وأثار ضجة خلال تعهداته الانتخابية بإنشاء وزارة «التطهير من الإسلام»، وهي التعهدات التي أثارت استهجانا واسعا، كما إنه يعيش تحت حراسة أمنية مشددة للغاية. أعلن الإلحاد في شبابه، قام بزيارات لعديد من الدول العربية والإسلامية، ولا يخفي دفاعه عن إسرائيل وقربه منها، أصبح عضوا في مجلس النواب الهولندي سنة 1998، وفي 2006 أسس حزب «من أجل الحرية» اليميني المتطرف، وحصل على 9 مقاعد في البرلمان خلال نفس السنة. «خيرت فيلدرز» الذي يحلو للبعض وصفه بالنسخة الهولندية من دونالد ترامب، عرف بخطاباته العنصرية ضد الإسلام والجاليات المسلمة في هولندا وأوروبا عموما، وهو لا يكف عن مهاجمة الإسلام ورموزه الدينية، ويصفه بالفاشي، حتى إنه أنتج فيلما يحمل عنوان «فتنة»، خصصه لما وصفها مواجهة أسلمة العالم الغربي والتحذير من الخطر الإسلامي على أوروبا والعالم في مواجهة القيم المسيحية واليهودية، كما إنه لا يعتبر الإسلام دينا بل إيديولوجيا فاشية، يطالب مرارا بحظر تعليم القرآن، وتمت محاكمته غير ما مرة بسبب مواقفه المتطرفة التي تحض على الكراهية والتعصب والتمييز العقدي. في 23 نونبر 2023 فاز حزبه بالرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الهولندية ب 37 مقعدا، ويتضمن برنامجه الانتخابي وقف قبول طلبات اللجوء إلى هولندا وهجرة العمالة المسلمة إليها، وإخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي.