أكد الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الانفلونزا الموسمية تعتبر مرضًا ناجمًا عن الإصابة بفيروسات الانفلونزا، وتتسم بأعراض تصيب أساسًا الجهاز التنفسي. يمكن أن تظهر الأعراض بشكل خفيف أو شديد، مثل ارتفاع درجة الحرارة، والقشعريرة، والتعرق، والسعال الجاف المستمر، والتعب والإرهاق، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، وآلام في العضلات. وأوضح حمضي أن الشفاء من هذا الفيروس غالبًا ما يحدث بعد أسبوعين للشباب الأصحاء، محرا في الوقت نفسه من الخطر الذي قد يشكله على فئات معينة، مثل كبار السن، والأشخاص ذوي الأمراض المزمنة، والذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، والنساء الحوامل، والأشخاص البدينين، حيث يمكن أن تتطور الإصابة لتصبح حالات خطيرة وتؤدي إلى الوفاة.
وأشار الدكتور حمضي إلى أن الانفلونزا تصيب سنويًا مليار شخص عبر العالم، بينما يتعرض 3 إلى 5 ملايين شخص لحالات خطيرة، مع وفاة ما بين 300 و650 ألف شخص سنويًا. وأوضح أن المضاعفات يمكن أن تصيب الجهاز التنفسي والقلب والجهاز العصبي وغيرها من الأعضاء.
وأكد الخبير، أنه يجب التفريق بين الانفلونزا ونزلات البرد، مشيرًا إلى أن نزلات البرد تكون أقل حدة، وتشمل الصداع وسيلان أو انسداد الأنف دون ارتفاع في درجة الحرارة، والإرهاق، والسعال، دون تشكيل خطر على الصحة.
وفيما يتعلق بالوقاية والعلاج، قال الباحث في السياسات والنظم الصحية: "أهم عناصر الوقاية هي أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية بشكل سنوي، وغسل اليدين بانتظام، وتجنب الاتصال المباشر مع الشخص المصاب". كما أشار إلى أن المضادات الحيوية لا تعالج الأنفلونزا، حيث يكون العلاج عادةً بالراحة وشرب الكثير من السوائل، واستخدام مضادات الألم والحرارة. وعند الفئات الهشة، يمكن للأطباء وصف أدوية مضادة للفيروس قبل مرور 72 ساعة على ظهور الأعراض.
وفيما يتعلق بلقاح الإنفلونزا الموسمية، أوضح الدكتور حمضي أنه يساهم في تقليل احتمالية الإصابة ونقل العدوى، مما يقلل من انتشار الفيروس في المجتمع. وأكد أن اللقاح يحمي من 50 إلى 90% ضد الإصابة، ويقلل من الوفيات بين 50 و80% بين الفئات العمرية المعرضة للمخاطر.