انعقدت بالقاهرة يومي 18 و 19 أكتوبر الجاري فعاليات المنتدى الحواري الإقليمي حول "مستقبل التربية والتعليم والتثقيف على حقوق الإنسان في المنطقة العربية: من أجل عقد اجتماعي جديد"، بمشاركة ممثلي الجهات المختصة بالدول الأعضاء بجامعة الدول العربية ومؤسسات وطنية لحقوق الانسان وخبراء من منظمات دولية وإقليمية، من بينها المغرب. ومثل المغرب في هذا المنتدى، الذي ينظم بالشراكة بين الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان وجامعة الدول العربية ومكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان والمعهد العربي لحقوق الإنسان ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، بوشعيب ذو الكفل، عن المجلس الوطني لحقوق الانسان، المستشار لدى مديرية النهوض بحقوق الانسان، وموعمو مولاي المختار ،رئيس قسم النهوض بحقوق الإنسان بالمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان. وقال السيد موعمو إن المغرب كان له دور ومشاركة فعالة في اعداد مشروع الخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الانسان والتي تمت المصادقة عليها عام 2022 ، مشيرا الى أن المملكة ستعمل على الاطلاق الرسمي لهذه الخطة متم السنة الجارية. وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن المغرب بصدد التفكير في إعداد خطة عمل في مجال التحدي الرقمي وحقوق الإنسان حيث ستنطلق أشغال اللقاءات التفكيرية والتشاورية في هذا الشأن متم شهر أكتوبر الجاري. وسجل أنه من منطلق مقاربة مندمجة تتوخى التنسيق والتكامل والالتقائية، تعمل المندوبية الوزارية كمؤسسة للتفاعل وفضاء للتنسيق المؤسساتي، على إعداد خطط سواء استدراكية او استشرافية من أجل العمل على إشاعة ثقافة حقوق الانسان والتربية والتثقيف عليها مع العمل على تتبع تنفيذها واعداد تقارير بشأن إعمالها. وذكر بأن خارطة الطريق لإصلاح منظومة التربية والتعليم 2022 - 2026 بغية الانتقال الى تعليم ذي جودة، تستجيب للخيار الاسترلاتيجي وتستسحضر جميع التوصيات الصادرة عن مختلف الآليات الأممية. من جهته، أكد بوشعيب ذو الكفل ، في تصريح مماثل، أن المجلس الوطني لحقوق الانسان يشارك الى جانب مجموعة من الهيئات العربية في هذا المنتدى، الذي يندرج في إطار الفعاليات الإقليمية المنعقدة بمناسبة الذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذكرى 20 لاعتماد الميثاق العربي لحقوق الإنسان، للإسهام والتعريف بالتجربة المغربية في مجال التثقيف والتربية على حقوق الانسان . وأبرز أن التربية والتثقيف على حقوق الانسان يشكل مجالا له أولوية هامة بالنسبة للمجلس الوطني لحقوق الانسان والنهوض بها على مستوى المؤسسات التعليمية المدرسية والجامعية ، مبرزا أن هذا المنتدى يشكل مناسبة للمجلس الوطني للتعريف بالرصيد والتراكم الذي حققته المملكة في مجال التربية على حقوق الانسان والنهوض بها. وشدد في هذا الاطار على أن التجربة المغربية في مجال حقوق الانسان تعد تجربة رائدة على مستوى المنطقة العربية ، وشكلت نموذجا يحتذى تستلهمه عدد من البلدان العربية. وكان مدير إدارة حقوق الإنسان بجامعة الدول العربية، منير الفاسي، قد أكد في كلمة في افتتاح المنتدى أهمية إنشاء منظمومة تعليمية متكاملة ومتناسقة ومتكافئة متجددة ومترابطة لا تعتمد على ذاكرة التلميذ، داعيا إلى ضرورة مضاعفة الجهود والاهتمام بتعليم الفتيات في الأرياف والمناطق النائية. وقال إن الجامعة العربية أطلقت عدة مبادرات، منها مبادرة العقد العربي لمحو الأمية والاستراتيجية العربية للبحث العلمي وخطة التطوير الشاملة للتعليم الفني والمهني والخطة العريية للتعليم في الطواريء والأزمات التي تم اطلاقها خلال جائحة كورونا، مؤكدا استمرار الجامعة في ايلاء التعليم بمختلف تخصصاته الاولوية اللازمة. ويهدف المنتدى إلى التعريف بتقرير اللجنة الدولية لمستقبل التربية والتعليم ووضع تصورات جديدة للمستقبل ومناقشة عناصر إعداد عقد اجتماعي جديد حول التربية والتعليم في البلدان العربية إلى جانب تعزيز إدماج التربية على حقوق الإنسان في المناهج التعليمية. كما يروم التعريف بالخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان 2022 - 2026 والوقوف على أهم التوجهات والمنهجيات لإعداد رؤية لتطوير التعليم في عالم متغير، فضلا عن دعم البعد الحقوقي في المقاربات البيداغوجية وفي تسيير المؤسسات التربوية والتعليمية، علاوة على مناقشة مستقبل التربية والتعليم، وسبل تعزيز إدماج التربية على حقوق الإنسان والمواطنة في المناهج التعليمية، وعرض وتبادل التجارب والخبرات بين الجهات المشاركة في هذا المجال، وكذا الوقوف على أهم التوجهات والمنهجيات الرامية لإعداد رؤية لتطوير التعليم في عالم متغير.