ردا على طلب حاكم مليلية المحتلة بالاحتجاج على المملكة المغربية دخلت وزارة الخارجية الإسبانية على خط الجدل حول ضم سبتة ومليلية المحتلتين لخريطة المغرب من قبل السفارة المغربية في مدريد، وقالت «إن حدود إسبانيا المعترف بها دوليا، بما في ذلك سبتة ومليلية، ليست موضع شك». حسب قولها. وأضافت مصادر دبلوماسية، اشترطت عدم الكشف عن هويتها، إن إسبانية سبتة ومليلية أيضا، كما أكدت الحكومة دائما، هي مسألة غير قابلة للنقاش حسب زعمها. وتجنبت الخارجية الاسبانية الإعلان عما إذا كانت قد قدمت احتجاجا رسميا إلى السلطات المغربية، كما طالب رئيس مليلية المحتلة ، خوان خوسيه إمبرودا. يذكر أنه سبق لوزارة الخارجية الإسبانية، أن وجهت، نهاية شهر ماي الماضي، مذكرة إلى سفارة المغرب بمدريد، للاعتراض على حديث المغرب عن مغربية سبتة ومليلية المحتلتين في رسالة إلى المفوضية الأوروبية بتاريخ 17 ماي. وأعربت حكومة مدينة سبتةالمحتلة التي يقودها خوان فيفاس، المنتمي للحزب الشعبي، في بيان لها، عن «دعمها للإجراءات الرامية إلى ضمان احترام سيادة إسبانيا ووحدة أراضيها، في مواجهة مزاعم المغرب بإدراج سبتة ومليلية المحتلتين على خريطته الرسمية» حسب ادعائها.. واعتبر حاكم مدينة مليلية المحتلة، خوان خوسيه إمبرودا، من جهته وضع المغرب لمدينتي سبتة ومليلية على الخريطة الرسمية للمملكة، عدوانا مغربيا على إسبانيا. وقال خوسيه إمبرودا في تغريدة على حسابه الشخصي على التويتر، أن المغرب يضع مدينتي سبتة ومليلية على الخريطة الرسمية للمملكة، وهو تصرف عدواني حسب زعمه يستوجب رفع احتجاج رسمي من الحكومة الإسبانية على حد قوله. وبرر إمبرودا موقفه الرافض لتضمن الموقع الرسمي لسفارة المملكة المغربية في مدريد للمدينتين المحتلتين على الخريطة الرسمية للرباط، بكونهما إسبانيتين، مشيرا إلى أن مليلية ستستكمل 526 سنة من التواجد تحت الحكم الإسباني في 17 شتنبر المقبل، أي 459 سنة قبل استقلال المغرب على حد زعمه. وهذا التصريح هو اعتراف بتاريخ اغتصابهما من المغرب، أما المغرب فقد وجد قبل التاريخ الذي لا يعلمه السيد إمبرودا. وإلا فمن هي البلاد أو الدولة التي هزمت الإسبان في معركة الزلاقة، وفتحت الأندلس قبل هذا التاريخ؟ ومعلوم أن الموقع الرسمي للسفارة المغربية بمدريد، يحتفظ بخريطة المملكة كاملة، بما في ذلك مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وذلك راجع لكون المغرب لا يعترف بسيادة إسبانيا على المدينتين ويعتبرهما محتلتين، حتى أنه نبه الأممالمتحدة العام الماضي، مؤكدا عدم وجود حدود برية بينه وبين إسبانيا، في رده على تقرير حقوقي أممي. وجاءت تصريحات إمبرودا أسبوعا على تصريحات السيد جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي والتي نبش فيها من جديد في موضوع سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين من طرف إسبانيا ليؤكد أقوال نائبه اليوناتي مارغريتس شايناز الذي صرح في ماي المنصرم تصريحا يحمل نفس المحتوى، ويتهم المغرب بأنه يستعمل وسائل هجينة في الهجرة . وكانت الحكومة الإسبانية قد رفضت في وقت سابق طلب الكشف عن فحوى رسالة الاحتجاج التي بعثت بها للحكومة المغربية، وأوضحت وزارة الخارجية في ردها أن نشر الوثيقة من شأنه أن يضر بالعلاقات الخارجية» مع المغرب. وكان المغرب قد أكد في رسالة بعثتها وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى الاتحاد الأوروبي في السابع عشر من شهر ماي على مغربية سبتة ومليلية المحتلتين. وقد جاءت هذه الرسالة ردا على التصريحات التي كان قد أدلى بها نائب رئيس اللجنة الأوروبية المكلف بالهجرة اليوناني مارغاريتيس تشيناس الذي كان قد انتقد المغرب في لقاء حول الهجرة ببروكسيل، وقال أنه يستعمل تهديدات هجينة، ويستعمل المهاجرين كسلاح . وللإشارة فإن هذه العبارات استعملها عدد من الإسبان لانتقاد المغرب واتهامه باستعمال الهجرة للضغط على إسبانيا والاتحاد الأوروبي، كما استعملها مسؤولون عسكريون إسبان سابقون قالوا أن المغرب سيستعملها لإعادة سبتة ومليلية المحتلتين. واعتبرت رسالة المغرب أن سبتة ومليلية مغربيتان وليست حدودا أوروبية كما يدعي السيد تشيناس. ويعتبر موضوع الحدود هذا خلافا جوهريا بين المغرب وإسبانيا ، ففي الوقت الذي تريد فيه إسبانيا إعطاء معبري سبتة ومليلية المحتلتين صفة حدود دولية ، لا يريد المغرب ذلك، ويعتبرهما معبرين جمركيين إقليميين.