إشادة اللجنة تأتي ردا على التصريحات المسيئة للمغرب خوفا من عدم انخراطه في الخطة الجديدة لمكافحة الهجرة في محاولة لتجاوز التصريحات المسيئة للمغرب في مجال الهجرة التي أدلى بها نائب رئيس الجنة الأوروبية المكلفة بالهجرة اليوناني مارغاريتيس تشيناس ، أثنت المندوبة الأوروبية المكلفة بالشؤون الداخلية السويدية يافا جوهانسون على الجهود التي يبذلها المغرب في مكافحة الهجرة، مؤكدة أن المغرب يبقى شريكا أساسيا في مكافحة الهجرة، خاصة عبر الطرق الغربية للمتوسط، وهي الطرق التي تهم المغرب بطبيعة الحال .
جاء تصريح المندوبة الأوروبية يوم الثلاثاء في الندوة الصحفية التي عقدتها لتقديم الخطوط العريضة لخطة الاتحاد الأوروبي في مكافحة الهجرة التي ستتم مناقشتها من طرف وزراء داخلية الاتحاد يومي 8 و9 من الشهر الجاري ، والتي ستعرض على قادة الاتحاد في 29 و30 من نفس الشهر.
وقالت المسؤولة الأوروبية إن الاتحاد يريد مساندة المغرب في جهوده لمكافحة الهجرة، واعتبرت أن المغرب شريك استراتيجي وملتزم، وأنه يقيم علاقات قوية وذات مصداقية مع الاتحاد في هذا المجال. وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى تراجع عدد المهاجرين إلى جزر الكناري بنسبة 50 في المائة.
وتأتي هذه التصريحات أسبوعا بعد التصريحات التي أدلى بها السيد تشيناس والتي أثارت قلق الحكومة المغربية، وأياما بعد تصريحات المتحدثة باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، نبيلة مصرالي، التي دعمت تصريحات السيد تشيناس.
وكان المغرب قد أكد في رسالة بعثتها وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى الاتحاد الأوروبي في السابع عشر من شهر ماي على مغربية سبتة ومليلية المحتلتين.
وقد جاءت هذه الرسالة ردا على التصريحات التي أدلى بها نائب رئيس اللجنة الأوروبية المكلف بالهجرة اليوناني مارغاريتيس تشيناس الذي كان قد انتقد المغرب في لقاء حول الهجرة ببروكسيل، وقال أنه يستعمل تهديدات هجينة، ويستعمل المهاجرين كسلاح .
وللإشارة فإن هذه العبارات استعملها عدد من الإسبان لانتقاد المغرب واتهامه باستعمال الهجرة للضغط على إسبانيا والاتحاد الأوروبي، كما استعملها مسؤولون عسكريون إسبان سابقون وسياسيون قالوا إن المغرب سيستعملها لإعادة سبتة ومليلية المحتلتين.
ويبدو أن الجارة الإسبانية تدفع نواب أوروبيين غير إسبان للحديث عنها بالوكالة، وهو أمر يخالف روح الثقة التي استعاد بها البلدان علاقاتهما. وذكرت صحيفة الباييس الإسبانية أن دبلوماسيين أوروبيين عبروا لها عن قلقهم مما سموه تصرفات المغرب الذي يتلقى مساعدات مالية كبيرة من الاتحاد الأوروبي.
وذكرت رسالة وزارة الخارجية المغربية أن النائب اليوناني له تصريحات كثيرة معادية للمغرب، فغداة أزمة الهجرة بين المغرب وإسبانيا سنة 2021 كان هذا النائب قد أكد في تصريح له للإذاعة الإسبانية أن سبتة ومليلية المحتلتين هما حدود أوروبية حسب زعمه ، وأن المشكل ليس مشكلا بين المغرب وإسبانيا، وإنما هو مشكل بين المغرب وكل الأوروبيين، مضيفا أن لا أحد يمكنه أن يهين الأوروبيين أو يبتزهم. واعتبرت رسالة المغرب أن سبتة ومليلية مغربيتين وليست حدودا أوروبية كما يدعي السيد تشيناس.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يضع فيها المغرب النقط على الحروف بخصوص المدينتين المحتلتين ، فقد سبق لوزراة الخارجية المغربية أن بعثت في شتنبر من سنة 2022 رسالة إلى الأممالمتحدة أكدت فيها أن المغرب ليست له حدود برية مع إسبانيا ، وذلك في جواب على رسالة المفوضية الأممية لحقوق الإنسان حول أحداث اقتحام مهاجرين سريين لمعبر مليلية المحتلة في 26 من شهر يونيو 2022. ويعتبر موضوع الحدود هذا خلافا جوهريا بين المغرب وإسبانيا ، ففي الوقت الذي تريد فيه إسبانيا إعطاء معبري سبتة ومليلية المحتلتين صفة حدود دولية ، لا يريد المغرب ذلك ، ويعتبرهما معبرين جمركيين إقليميين.
وفي مواجهة الخطاب المغربي الصارم بهذا الشأن لا يكف المسؤولون الإسبان عن تأكيد الطابع الإسباني للمدينتين المحتلتين. ويطالبون حكومة بلادهم بإجبار المغرب على تنفيذ بنود الاتفاق المشترك الذي يؤكد على ضرورة احترام الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للبلدين، في حين أن الاتفاق لم يشر إلى المدينتين المحتلتين ، مما يعطي الحق للمغرب في اعتبارهما ضمن سيادته، في الوقت الذي تستمر فيه إسبانيا اعتبارهما ضمن سيادتها.