في عز الأزمة الدبلوماسية بين المغرب واسبانيا، ظهر جلالة الملك محمد السادس، صباح الثلاثاء 29 يونيو2021، على متن يخته الشراعي "باديس 1" بمياه سبتةالمحتلة، ترافقه ثلاث فرقاطات تابعة للبحرية الملكية. وتحمل هذه الخطوة دلالات عميقة مفادها أن مدينة سبتةالمحتلة، مغربية، وأن مياهها تدخل في اطار السيادة البحرية للمملكة، خصوصا وأن ظهور جلالة الملك على متن اليخث يتزامن مع الأزمة الدبلوماسية التي تخيم على العلاقات بين مدريد والرباط. من جهة أخرى، يرى مراقبون في ظهور جلالة الملك محمد السادس على متن يخته الشراعي بمياه سبتةالمحتلة، رسالة الى اسبانيا، التي لازالت تعتبر سبتة، مدينة اسبانية، ومحاولات اعلامها ترويج المغالطات، و الأكاذيب حول المدينة المغربية، خصوصا وأن المغرب لم يسبق أن اعترف بسيادة إسبانيا على مدينتي سبتة ومليلية. كما أن ابحار الجالس على العرش بمياه سبتةالمحتلة، رسالة واضحة، الى الاتحاد الأوربي، بكل ثقله، و الذي اعتبر على لسان نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، "مارغاريتيس شيناس"، أن "سبتة هي أوروبا… وبأنها حدود أوروبية، وما يحدث هناك ليس مشكلة مدريد، بل إنها مشكلة جميع الأوروبيين"، وهو الموقف الذي أثارا انتقادات لاذعة من قبل اتحادات عربية، أهمها البرلمان العربي. فجلالة الملك محمد السادس أراد اذن من خلال ابحاره بمياه سبتة أن يؤكد للاتحاد الأوربي بكل ثقله أن "سبتة تظل مدينة مغربية أبى من أبى وكره من كره، و بأنه لايمكن أبدا اعتبارها حدودا أوربية، كما أن "أوروبا يتوجب عليها أن تدرك وضع سبتة ومليلية المحتلتين، فهاتان المدينتان تتموقعان داخل التراب الإفريقي ووسط المغرب ولهما وضع جد استثنائي". وتجدر الإشارة الى أن قرار البرلمان الأوروبي المتحيز لإسبانيا ضد المغرب في قضية تدفق مهاجرين مغاربة على سبتةالمحتلة، تتحكم فيه مجموعة من السياسات وأهواء اليمين المتطرف، الذي يشكل العمود الفقري للبرلمان الأوروبي". ويرى مراقبون أن انزعاج إسبانيا من القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، ومحاولة مدريد التواصل مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل تجميد هذا الاعتراف، مرده الى أن الجارة الايبيرية تُريد استمرار نزاع المغرب مع جبهة "البوليساريو" حتى لا يتفرغ لمستعمرات الشمال، ويطالب باسترجاع سبتة ومليلية". ويتجلى عدم اعتراف المغرب بالسيادة الإسبانية على الثغرين السليبين، سبتة ومليلية، في عدد من القرارات التي يتخذها، إذ اختار المغرب سنة 2018 وضع حدٍّ لتجارة السلع المهربة من المدينتين ما أدى إلى تدهور وضعهما الاقتصادي، وهو ما قد يدفع إسبانيا في يوم ما إلى تغيير مواقفها.