دون سابق إنذار، وفي خضم تدبير بلادنا لملفات ديبلوماسية ذات أولوية، قامت بعض الأطراف الإعلامية بفبركة خبر عن "وجود نية لدى المملكة المغربية للانضمام لمجموعة البريكس"، وتم الترويج للخبر "المخدوم" على نطاق واسع خلال الأيام الأخيرة. لا شك أن ذلك تم عن سبق إصرار وقصد، من أجل خلط الأوراق، والإيحاء بأمور ليس لها أي أساس من الصحة، ولا هي مما يفكر فيه المغرب أو يسعى إليه. في هذا السياق، لابد من التأكيد على أن المملكة المغربية تؤمن بأهمية الديبلوماسية المتعددة الأطراف، وتسعى لتنويع شراكاتها مع القوى الفاعلة في الساحة الدولية، ولا ترفض مبدأ الانضمام إلى مجموعات إقليمية أو قارية ودولية، لتعزيز السلام والتعاون من أجل التنمية؛ وفي نفس الوقت يؤمن المغرب، أيضا، أن تنويع الشراكات يكون مجديا إذا تأسس على احترام المصالح المشتركة للدول، واعتمد الوضوح في المواقف السياسية و نهج المسؤولية في السلوك الديبلوماسي. وبالتالي، لا فائدة في أي تواجد في مجموعات مصالح اقتصادية دولية، إذا كان بعض أعضائها لا يستوعبون أبجديات العمل الديبلوماسي الذي يقتضي الابتعاد عن التحريض والتآمر و البروباجندا المنتمية لزمن الحرب الباردة والخلفيات الإيديولوجية المتجاوزة لفترة السبيعنيات و مآسي الأبارتايد. لذلك، على الخصوم والمتربصين و الأعداء أن يستوعبوا أن للمملكة المغربية اختياراتها الديبلوماسية الواضحة، ونهجها القائم على احترام الشرعية والدفاع عن المشروعية، في إطار استراتيجة عقلانية تبقي أبواب التعاون مفتوحة مع جميع الدول، و مع كل المجموعات الاقتصادية، شريطة احترام قواعد أساسية هي : - الدفاع عن المصالح الوطنية لبلادنا ؛ - تعزيز المصالح المشتركة وفق منطق رابح رابح ؛ - الوفاء لصداقاتنا مع كل الدول التي تحترم وحدتنا الترابية، و تعترف بحق المغرب في بناء نموذجه التنموي الوطني، وتقدر التميز الحضاري للأمة المغربية. عدا ذلك، المغرب ليس مستعدا لتزكية الارتجالية والعبث الديبلوماسي، خاصة من نوع ما يغرق فيه من يجترون الخيبات التي تجلبها لهم اختياراتهم المعادية لمصالح المملكة المغربية، وحرصهم البليد على التنكر لمنطق التاريخ ومعطياته الراسخة، ومعاكسة ما تمليه الواقعية السياسية. و #سالات_الهضرة