أمام تصاعد حالات العنف الموجه ضد الأطفال، خاصة الاستغلال الجنسي، تتساءل الكثير من الأمهات كيف لنا حماية أبنائنا وتجنيبهم السقوط في شرك المتحرشين جنسيا؟ هؤلاء الذين لا يمكننا في غالب الأحيان كشف ما يخفونه من نوايا سيئة، تجاه الطفل إلا بعد فوات الأوان، والاسوا ان جميع الإحصائيات الصادر اغلبها عن جمعيات المجتمع المدني أو مراكز الشرطة، تشير إلى أن اغلب مرتكبي جرائم اغتصاب الأطفال يكونون من الوسط العائلي أو من الجوار..سواء في السكن او في المدرسة..او حتى روضة الأطفال.. تتساءل أمينة أستاذة مادة الفرنسية،كيف يمكنني أن أعلم ابني ذو الأربع سنوات حماية نفسه من التحرش،بعد تعدد عمليات الاغتصاب داخل رياض الاطفال، وهو لا يعرف اطعام نفسه او حتى الذهاب الى المرحاض دون صحبة المربية؟ وتقول خديجة وهي أرملة وام لطفل وطفلة.. تعرض طفلها لعملية اغتصاب من طرف ابن حارس المدرسة العمومية التي يدرس بها..لا اعرف كيف أعيد التوازن النفسي لابني ،وكيف انسيه تلك التجربة المريرة والمذلة، هو الآن يعيش مع جدته بعد أن نصحني الطبيب النفسي بإخراجه من المحيط الذي تعرض داخله للاغتصاب، لكنه لم يتمكن من تجاوز الحادث ،ومازال يتوعد من جنوا عليه بالانتقام، لان سنة واحدة سجنا غير كافية لردع مغتصب أطفال..لقد تغيرت حياتنا تماما، ولا نعرف طريقا للنسيان، وكان حكم قاس في حق ذلك المجرم سيشعرنا بالإنصاف ، ويعيد الطمأنينة لنفسية ابني الذي أصبح متوترا ومكسورا..وتضيف هذه الام التي كانت قد عادت لتوها من اسبانيا بعد شهر عمل فقط..بعد ان هددها ابنها انه سيقتل نفسه ان لم تعد..لقد انتهت حياتنا وأصبحنا محرجين..وأتفادى الحديث عن هذا الموضوع لأني اشعر برغبة كبيرة في رد الكرامة لابني ولنفسي، وذلك بتعريض المذنب للاسوا مما فعله بابني ..ولا أرى ماهو اسوا من اغتصاب طفل.. وتبقى توعية الطفل أساسية وتعليمه ان كل من يقترب من اعضائه الحساسة هو مغتصب ، وعليه ان يبادر بالصراخ او الهرب ورفض اخذ أي شيء من الآخرين ، الا بموافقة الأم أو الأب، أو المعلمة..وتعليمهم ايضا الجرأة والحديث عن كل مامر به داخل المدرسة أو روضة الأطفال، مع ان اغلب المدارس الخاصة وحتى رياض الاطفال يامرون الصغار بعدم الحديث عن ما يجري داخل المدرسة تقول الصغيرة فدوى..تقول لنا المعلمة"اللي فالدار يبقى فالدار واللي فالمدرسة يبقى فالمدرسة" ..بينما تؤكد مديرة احدى رياض الاطفال انها ترى مشاهد محرجة لكنها لا تعرف كيف تتصرف،وتؤكد ان احدى الطفلات يصحبها جدها المسن الى الروضة كل صباح،وقبل ان تدلف الى الداخل يشبعها قبلات حارة على فمها، وانها ترددت في اخبار الام لان الجد هو والد الام..وانها اضحت تشعر بالتقزز من سلوك ذلك الجد، مؤكدة ان تلك القبلات ليست بريئة.. وفي دراسة حول هذا الموضوع الذي اصبح يشكل هاجسا يقض مضاجع الاسر، نجد مجموعة من النصائح التي تعلم الاهل كيف يلقنون اولادهم طرقا سليمة لحماية انفسهم من المتحرشين .. بالرغم من أننا كمجتمع معاصر ننكر وجود وتكرار هذه الحوداث إلا أننا نفاجأ بحدوثها في ذات المدينة أو ذات الدولة أحيانا، فنعود لنوضح دور الأهل في حماية الأطفال وتوعيتهم من شرور نفوس مريضة تخلت عن إنسانيتها وعواطفها لإشباع رغبة قذرة. ونقول بأن كل أم وأب مسؤولان عن توعية أبنائهم، وتربيتهم، وتوجيههم من أجل منع تعرضهم للاستغلال الجنسي، الأمر الذي قد يؤدي إلى مشاكل نفسية أو القتل. إذا كنت ولي أمر أطفال من سن 2 وأكثر فيجب أن تبدأ بتوعية أطفالك جنسيا لمنع استغلالهم وتعرضهم للتحرش الجنسي: 1- توعية الأبناء منذ الصغر وبشكل صريح حول ضرورة اخفاء العورة وعدم كشفها لأي شخص مهما كان. 2- توعية الأبناء منذ الصغر بعدم الذهاب مع أي شخص دون علم الأهل، وعدم أخذ أي حلوى أو عصير أو نقود من أي شخص غريب. 3- ضرورة الفصل بين الأولاد والبنات في غرف النوم. 4- مراقبة الأطفال عند اللعب، خاصة عندما يختلون بأنفسهم، فقد يقلدون ما يشاهدون على التلفاز أو بين البالغين ببراءة. 5- عدم السماح للأطفال باللعب مع أطفال أكبر سنا أو في سن المراهقة، لئلا يحدث المحظور، فيتم الاستغلال، والاعتداء، والانحراف، وهذه هي الطامة الكبرى. 6- على الأهل الحرص والحذر الشديد أثناء ممارسة العلاقة الجنسية وأن يتأكدا من أن الابناء لا يمكنهما التلصص سواء بالسماع أو بالرؤية لأن حب الاستطلاع والفضول لدى الأبناء بهذا الخصوص كبير للغاية. 7- تجنب التحدث أو التشويق أوالإثارة الجنسية مهما كان نوعها، ومراقبة ما يشاهده الأبناء فى وسائل الإعلام والانترنت. 8- الامتناع تماما عن مداعبة الطفل في أعضائه التناسلية، أو الاشارة إليها على أنها مصدر للضحك والمرح، شعور الطفل بالمتعة عند هذه المداعبة البرئية قد يدفعه لمحاولة تقليد هذا السلوك. 9- الانتباه والاهتمام باختيار ملابس الاطفال بحيث لا تكون مكشوفة بطريقة مغرية أو على نمط البالغين، خاصة للبنات. وأخيرا، كونا صديقان لأطفالكما، الطفل الذي يشعر بالأمان وعدم الخوف من أمه أو ابيه سيقول لهما إذا ما تعرض لأي نوع من التحرش، ويجب على الأهل تصديق الطفل الصغير وعدم تكذيبه مهما بدت قصته غريبة أو غير قابلة للتصديق، عادة ما يتلاعب الذئب البشري في مخيلة الطفل حتى لا يصدقه البالغون لاحقا إذا ما انكشف. ابحث عن الادلة على جسد الطفل، وتحقق من أي ادعاء قبل تكذيب الطفل.