في الوقت الذي كانت فيه الدبلوماسية الجزائرية تتحرك في كل اتجاه وصوب في قضية أمناتو حيدر رافعة شعارا سياسيا معاديا للمغرب مغلفا بلافتة حقوق الإنسان ، وفي الوقت الذي تغدق الحكومة الجزائرية البترودولار وأموال الشعب الجزائري على البوليساريو ، طلعت علينا صرخة المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد متوجهة بنداء استغاثة إلى الرئيس الجزائري وإلى الشعب الجزائري قصد مساعدتها على إجراء ثلاث عمليات جراحية. فجميلة بوحيرد أحد رموز المقاومة الجزائرية ، تم الحكم عليها بالإعدام سنة 1957 ، وأبلت البلاء الحسن في مقاومة الاستعمار تجد نفسها اليوم وحيدة تصارع الألم والمرض بعدما تنكرت لها الحكومة الجزائرية التي يبدو أنها منشغلة هذه الأيام جدا بقضية حيدر. قضية بوحيرد حركت الشارع الجزائري والوجدان الجماعي ، حيث هب الشعب لمساندة هذا الرمز الوطني الجزائري في محنتها ، وقد علق أحد المواطنين الجزائريين على هذا الأمر بالقول بأن الاهتمام بحيدر والتخلي عن جميلة بوحيرد وصمة عار في جبين الحكومة الجزائرية والدولة الجزائرية ، في حين كتب مواطن آخر : "احنا ما لنا وحيدر، للي فينا يكفينا ". لقد أبان الشعب الجزائري عن شهامته المعهودة عندما هب من كل حدب وصوب لمساندة جميلة بوحيرد ، فأحد الجزائريين من كندا أعلن عن استعداده لاستضافة جميلة بوحيرد بكندا والتكفل بجميع مصاريف الإقامة والعلاج ، وكذلك فعل جزائريون آخرون من فرنسا والجزائر. قضية جميلة بوحيرد وقضية أمناتو حيدر تفضحان الوجه القبيح للسياسة الجزائرية والشعارات الزائفة المضللة لقضايا حقوق الإنسان التي تستغل لخدمة أغراض سياسية معادية للمغرب ، فالأجدر دعم المواطن الجزائري وتوفير الكرامة والعيش الكريم عوض إهدار أموال الشعب في الفساد والتسلح ودعم قضايا ظالمة .