رئيس الحكومة الإسبانية يؤكد: موقفنا من نزاع الصحراء لم يتغير وهو نفس موقف حكومات راخوي وثاباتيرو نفى رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، الثلاثاء حدوث تغيير في موقف إسبانيا فيما يتعلق بالمغرب وقضية الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن موقف حكومته هو نفس الموقف الذي حافظت عليه إسبانيا في عهد حكومتي ماريانو راخوي من الحزب الشعبي وخوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو من الحزب العمالي الاشتراكي.
وقال في رده عن سؤال حول تغيير موقفه من الصحراء، خلال مقابلة مع قناة «تيلي سينكو» الإسبانية، إن إسبانيا «تحتفظ بنفس الموقف بشأن الصحراء المغربية كما كان الحال عندما كان راخوي وثاباتيرو يحكمان».
وأشار إلى أن المقترحات التي قدمها مرشح الحزب الشعبي، ألبرتو نونيز فيجو في الانتخابات العامة، تتطابق مع ما تبنته حكومته حول هذا الملف، موضحا أن «فيجو يتحدث عن حل يناسب الموقف الذي تتبناه الأممالمتحدة ويتماشى مع القوى العالمية الرئيسية».
ودافع سانشيز عن حكومته قائلا «هذا ما تفعله حكومة إسبانيا» مؤكدًا أن موقفه «متوافق تمامًا» مع الأممالمتحدة وهو نفس موقف الحلفاء الدوليين مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا والولايات المتحدة.
وحول ما إذا كان تغيير موقف حكومته من قضية الصحراء مرتبط باختراق هاتفه المحمول بواسطة برنامج «بيغاسوس» قال إن ما يتم تداوله «معلومات خاطئة» يروج لها اليمين وبعض وسائل الإعلام، مبرزا أنه سبق لفيجو أن أكد «أنه لا توجد معلومات حول البيانات المسروقة من الهاتف المحمول»
ومن ناحية أخرى، أعرب رئيس الحكومة الإسبانية عن أسفه لاضطراره للاستماع إلى معلومات مثل أن تغيير الموقف بخصوص الصحراء المغربية كان بسبب حقيقة انتماء زوجته لشبكة لتهريب المخدرات في المغرب، وخلص قائلا «المشكلة أنهم لا يملكون أي شيء ضدي، فأنا سياسي نظيف».
وفي خضم حملة الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في 23 يوليوز، عادت رسالة بيدرو سانشيز الموجهة إلى جلالة الملك محمد السادس في 14 مارس 2022، إلى الواجهة. وتحت ضغط مجلس الشفافية والحكامة الرشيدة الإسبانية، اعترفت أجهزة رئاسة الحكومة الإسبانية بأنها لا تملك أي معلومات عن حول الجهة أو المسؤول الذي أمر بإرسال الرسالة، التي بعث بها بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس، المتعلقة بدعم خطة الحكم الذاتي للصحراء المغربية .
وسارع الحزب الشعبي إلى الدخول على الخط وتعهد استيبان غونزاليس بونس مساعد الشؤون المؤسسية والدولية في الحزب، بأن حزبه، سيسلط الضوء على جميع المناطق الرمادية المحيطة بدعم بيدرو سانشيز للخطة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء بمجرد توليه السلطة.
وفي هذا السياق أكد رئيس الحزب الشعبي، ألبرتو نونيز فيجو، قبل يوم من تصريح سانشيز، أي يوم الاثنين أنه في حال وصوله إلى قصر المونكلوا، فإن أولويته الأولى ستكون إقامة علاقة «ممتازة ومستقرة وشفافة» مع المغرب، لأنه «جار وحليف وصديق» مشيرا إلى أن قضايا الدولة يجب أن تعرض على البرلمان الإسباني.
وقال في مقابلة مع نفس القناة الإسبانية «تيلي سينكو» أول شيء «سنفعله هو إرسال رسالة إلى المغرب، كنت قد أرسلت رسالة خلال لقائي الأول مع رئيس الوزراء المغربي، مفادها أننا حزب موثوق وحزب دولة، وبالتالي علينا أن نرفع قضايا الدولة إلى البرلمان». وقال فيجو إن علاقات إسبانيا مع المغرب لا يمكن أن تقوم على أساس العلاقة الشخصية التي يقوم بها «الرئيس الحالي» مع الملك محمد السادس ملك المغرب لأنها بحسبه ليست «علاقات مستقرة». وشدد على ضرورة إقامة علاقة قوية مع «حليف وجار وصديق» لإسبانيا ومعرفة ما اتفق عليه رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، مع المغرب.
وأضاف :»أنا مهتم بعلاقة مستقرة مع المملكة المغربية لأنها حليفي وجاري وصديقي. لهذا، نحتاج إلى معرفة ما اتفق عليه سانشيز مع المغرب وإعادة شفافية الاتفاقات أولا، وثانيًا ، إلى موافقة الكونغرس ومجلس الشيوخ. وأنا أضمن استقرار علاقاتنا وأضمن الشفافية والتوازن. وأعتقد أن هذا ما يمكن للمغرب أن يطلبه منا».
كما شدد على أهمية إعادة «العلاقات المتوازنة» مع الجزائر والشعب الصحراوي والأممالمتحدة كما فعل كل الرؤساء الإسبان السابقين، إلى غاية الرئيس الحالي الذي اكد دعمه لمخطط الحكم الذاتي المغربي.