من المنتظر أن تشهد العديد من المدن والقرى الإسبانية خلال هذا الأسبوع وقفات احتجاجية ومسيرات عارمة تؤطرها الجمعيات والمنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون المهاجرين والهيئات النقابية والسياسية والجمعوية للتعبير عن التضامن مع عائلة الضحية المغربي الشاب الحسين البال (36 سنة) المنحدر من مدينة تيفلت والذي اغتالته أفراد عصابة عنصرية من فئة (الغجر) وسط الأسبوع الماضي بضواحي العاصمة الإسبانية مدريد بعد إطلاق ثمان رصاصات متتالية أصابت إحداهن قلبه مباشرة وأردته قتيلا. واعتبرت العديد من وسائل الإعلام الإسبانية سنة 2008 من أسوإ السنوات والأكثر سوداوية على المهاجرين المغاربة، حيث قتل أزيد من عشرين مغربيا ومغربية في حوادث متفرقة خلال الثمانية أشهر من السنة الجارية. ولا يزال يتذكر الجميع حادث مقتل المغربية حفيظة عامر (46 سنة) داخل مقهى ببلدية (سيوداد رودريغو) التابعة لإقليم صالامانكا على يد أحد الإسبان الذي أطلق عدة رصاصات من بندقية للصيد. وبعد أسبوعين من هذه الحادثة المأساوية فارقت المغربية سناء الحداد الحياة بمدينة طاراغونا بإقليم كاطالونيا بعد مقتلها من طرف أحد المغاربة الإسبان. وشهدت بعد ذلك مدينة غرناطة بإقليم الأندلس فاجعة مقتل الطالبة المغربية المنحدرة من مدينة تازة لمياء الدنى بعد تلقيها طعنات قاتلة من يد عنصري إسباني. ولم تمر أيام معدودات على ذلك، حتى اغتال الحرس المدني الإسباني بالجزيرة الخضراء الشاب المغربي بلال أركاز المنحدر من مدينة الفنيدق. تبقى الإشارة في الختام إلى أن المصالح القنصلية المغربية بإسبانيا ولا السلطات العمومية الإسبانية لا تتوفران على أرقام دقيقة ومعطيات مطلقة حول العدد الإجمالي للمغاربة الذين فارقوا الحياة خلال هذه السنة في مناطق وجهات متفرقة أو الذين أدخلوا المستشفيات أو المصحات على إثر تعرضهم لاعتداءات عنصرية ولعمليات تصفية جسدية.