لقيت قمة المناخ في كوبنهاغن صدى كبيرا في الصحف الأمريكية. وقد تحدثت مجلة « نيوزويك» الأميركية عن شكوكها في مدى نجاح قمة كوبنهاغن، ووصفت ما يفعله الساسة بأنه مجرد تمويه.. ونشرت «نيوزويك» الأميركية مقتطفات من كتاب "ستورمز أوف ماي غراندشيلدرن" (عواصف أحفادي) للبروفيسور الأميركي جيمس هانسين، يتحدث فيه عن تلكؤ السياسيين إزاء التغير المناخي رغم ما يحدق في الكوكب من خطر. يقول هانسين إن كوكب الأرض في خطر داهم، والأدلة على هذه الأزمة دامغة، والنتيجة المفزعة للمعلومات المستقاة من خلال الملاحظة للتغيرات على الأرض تشير إلى أن المضي في استغلال الوقود الحيوي لا يهدد ملايين السلالات الأخرى على الكوكب وحسب، بل حياة البشرية نفسها، وأن الجدول الزمني لذلك أقصر مما يُعتقد. ويعتقد الكاتب أن أكبر عائق أمام حل الانحباس الحراري للكون، يكمن في دور المال في السياسات، وهو الميل المفرط للمصالح الخاصة. ويتابع هانسين أن معظم ما يفعله السياسيون على الجبهة المناخية هو تمويه، "فاقتراحاتهم تبدو جيدة، ولكنهم يخدعوننا ويخدعون أنفسهم في نفس الوقت". والسياسيون يعتقدون ذوالكلام للكاتب- أنه إذا ما بدت الأمور صعبة، فالتسوية هي الحل الجيد، ولكن الطبيعة والقوانين الفيزيائية لا تحتمل التسوية، وتبقى كما هي عليه. وقال إن ثمة العديد من الشكوك التي تؤثر في السرعة التي تتضح من خلالها التغيرات المناخية، منها الشك في مدى تغير الإشعاع الشمسي في السنوات القليلة المقبلة والعقود المقبلة. ولكنه أكد أن العالم سيتجه نحو مزيد من الدفء في العقد المقبل بشكل يفوق المستويات الراهنة، تماما كما زادت مستويات هذا العقد عن مستويات تسعينيات القرن الماضي. ويرى الكاتب أن المشكلة في الحكومات تكمن في أنها ليست علمية، وتستمع إلى المستشارين السياسيين أكثر منه إلى الخبراء في العلوم. واختتم بضرب أمثلة تدل على أن الحكومة الأميركية غير جادة في اتخاذ نهج إستراتيجي لحل مشكلة المناخ، منها الاتفاقية غير المعلنة لنقل النفط المضغوط من كندا إلى أميركا عبر الأنابيب، ودعم الرئيس لطريقة "سقوف الانبعاثات وتجارتها" للتحكم بالانبعاثات الغازية، وكذلك ضخ واشنطن المليارات من الدولارات لدعم "الفحم النظيف" في وقت تعتبر فيه الجيل المقبل من الطاقة النووية منبوذا.