هولندا تخلد ذكرى معركة كابيل تقديرا وعرفانا لاستبسال الجنود المغاربة الذين قضوا نحبهم في الحرب العالمية الثانية دفاعا عن هولندا يعتقد البعض أن أول من دخل مملكة هولندا من المغاربة هم العمال، من خلال عقود عمل لتشغيل اليد العاملة، بحسب اتفاقية وقعت بين المغرب وهولندا يوم 14 مايو 1969، متجاهلين أن أول المغاربة الوافدين على هولندا هم الجنود البواسل الذين حاربوا جنبا إلى جنب مع الجنود الفرنسيين ضد النازية والفاشية إبان الحرب العالمية الثانية التي دارت رحاها بأوروبا والعالم ما بين 1939 و1945.
وبهذه المناسبة, تنظم بلدية "كابيل"، في إقليم "زايلند" جنوب غرب هولندا، خلال شهر ماي من كل سنة، حفلا تأبينيا ضخما، تخليدا لذكرى استشهاد الجنود المغاربة الذين قضوا نحبهم في الحرب العالمية الثانية لكي تنعم هولندا بالأمن والحرية، وخاصة في معركة مدينة كابيل التي وقعت في شهر ماي 1940.
ويتم خلال هذا الاحتفال تكريم الجنود المغاربة الذين ماتوا في هذه المعركة، إلى جانب الجنود الفرنسيين، المدفونين في المقبرة الفرنسية بهذه المدينة، بحضور شخصيات عسكرية وازنة من ضباط وملحقين عسكريين من مختلف الدول التي شاركت في الحرب العالمية الثانية.
الحفل الذي أقيم الخميس الماضي، عرف حضور سفير المملكة المغربية بالمملكة الهولندية محمد بصري، حيث نوه الأخير بالروح القتالية التي أبان عنها الجنود المغاربة.
ومن جهته، دعا عمدة كابيل سفير المملكة المغربية بلاهاي لإلقاء كلمة، أبرز فيها بصري، أهمية حفل تكريم الجنود المغاربة الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية والقيم الإنسانية، وقضية التحرر العادلة.
وقال محمد بصري في هذا الصدد، إن تسعين ألف جندي مغربي أسهمت في الانتصار على النازية والفاشية، استجابة لنداء المغفور له الملك محمد الخامس.
وأردف السفير قائلا:"هؤلاء الجنود المغاربة البواسل تجندوا إلى جانب الحلفاء حيث خاضوا عدة معارك في إطار الحرب العالمية الثانية، سواءً في إيطاليا، وبلجيكا، وفرنساوهولندا دفاعا عن قيم الحرية والديمقراطية والعدالة.
وأضاف بصري، " صاحب الجلالة المغفور له محمد الخامس رحمه الله لم يكتفي بذلك وإنما في الوقت الذي كان يخضع فيه المواطنون اليهود في أوروبا لكل أشكال التمييز والعنف والاضطهاد النازي، وانتزاع جنسياتهم وانتزاع أملاكهم، فإن المغرب رفض رفضا قاطعا أن يخضع المواطنون المغاربة اليهود لشكل من أشكال التمييز، وبالتالي استفادوا من الحماية التي دائما ما كانت توفر لهم، شأنهم في ذلك شأن المواطنين المغاربة المسلمين، واستمر الحال على ما هو عليه يستفيدون من كل حقوقهم ويمارسون شعائرهم، وظل هذا التقليد راسخا بالنسبة للمكون اليهودي في المجتمع المغربي، حيث أن هناك اهتمام من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
يشار إلى أن الجنرال ديغول، وجه دعوة رسمية إلى السلطان المغربي للقيام بزيارة رسمية إلى فرنسا في يونيو 1945، حيث وشحه بوسام التحرير وجعله رفيق التحرير.
وخلال هذه المناسبة، وضع السفير محمد بصري والقنصل العام المغربي لمدينة روتردام عبد العالي الإدريسي إكاليل ورود ترحما على الجنود المغاربة الأبطال الذين قضوا نحبهم أثناء الحرب العالمي الثانية.
كما قام أعضاء المعهد المغربي بهولندا من بينهم محمد بنعبو والرئيس علال أعراب بوضع إكاليل ورود ترحما كذلك على الشهداء المغاربة.
وقال مصطفى هيلالي "يوتنو كولونيل" ضابط مغربي بالجيش الهولندي، "حضرنا اليوم كضباط سامون من مختلف دول العالم للمقبرة الفرنسية بهولندا لنحيي ذكرى استشهاد هؤلاء الجنود، لكي لا ننسى ما قدموه للشعب الهولندي والأوروبي لكي ينعم اليوم بالحرية في هولندا.