حبوب الشرقاوي: الدافع الإرهابي وراء الجريمة كان حاضرا بكل عناصره أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الجمعة، عن تفاصيل "جريمة القتل العمد التي راح ضحيتها شرطي أثناء مزاولته لمهامه، ضمن عملية مشروع إرهابي، وذلك في الندوة الصحفية التي عقدت بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا. وأكد المدير المركزي للأبحاث القضائية حبوب الشرقاوي، خلال الندوة، أن الجريمة "اعتداء إرهابي غاشم"، مشيرا إلى أن الوصول إلى الجناة جاء نتيجة تتويج لعمل مشترك بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمصلحة الولائية لمدينة الدارالبيضاء، والفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومصالح الشرطة العملية، ومشددا في الوقت نفسه، على أن تفكيك الخلية جاء متزامنا مع مشروع إرهابي وشيك. وأوضح الشرقاوي، أن "الدرك الملكي قام بالمعاينة ومسح مكان اقتراف الجريمة، وإحراق السيارة عمدا، ومد مصالح المديرية العامة للأمن الوطني بكافة الأدلة وعناصر ارتكاب الجريمة"، منوها في الوقت نفسه ب"تعاون المواطنين والتبليغ عن كل طارئ بخصوص القضية". وقال المتحدث ذاته، إنه لم يكن من الممكن استبعاد أي فرضية عند اكتشاف جثة الهالك، وفريق المحققين تعامل مع جميع الفرضيات بما فيها الإرهاب، مضيفا، أن المحققين فطنوا في بداية البحث إلى أن تجريد الضحية من سلاحه الوظيفي والأصفاد والتمثيل بجثته، عمل منظم، اقترفه أكثر من شخص. وتابع المدير المركزي للأبحاث القضائية، أن فريق البحث عكف على الاستماع لعشرات الشهود بمحيط مكان الجريمة، إضافة إلى العمل العلمي والتقني بمكان ومحيط الجريمة، مع فحص البصمات واستخراج جميع العينات من سيارته المحروقة، وتفريغ عدد من المحتويات التقنية والرقمية، وتتبع مسار الضحية قبل ترصده وقتله، حيث تم تنفيذ الجريمة بسيارة مكتراة. أما عن أعضاء الخلية، فقد كشف الشرقاوي، أن المشتبه به الأول تم توقيفه في الدارالبيضاء والثاني في منطقة سيدي حرازم نواحي فاس، والثالث في الدارالبيضاء، مشيرا إلى أن المشتبه بهم الثلاثة، (م.خ) عمره 50، (ر.ح) عمره 37، (أ.و) عمره 31، وهذا الأخير هو المخطط الرئيسي للعملية الإرهابية، كما يتشاركون في احتراف نجارة الألمنيوم. وشدد مدير "البسيج"، على أن أساليب وتكتيكات العمل الإرهابي الفردي، تم تنفيذها هنا للحصول على السلاح الوظيفي للشرطي الفقيد، والسطو على وكالة بنكية، هذه الأخيرة تم تحديد مكانها بدقة، وخططوا لكل تفاصيل العملية، منبها في الوقت ذاته، إلى أن السلاح الوظيفي الذي تم الاستيلاء عليه، ومعه خمس رصاصات، لم تستخدمه الخلية، حسب الخبرة التي أجريت عليه. من جهته، كشف بوبكر سابيك الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، أن مصالح الشرطة القضائية في الدارالبيضاء لوحدها، جندت 190 محققا للكشف عن مرتكبي الجريمة، موضحا أن الخلية كانت تجهز لعمليات إرهابية أكبر وأوسع. وعزا سابيك، أسباب الجريمة إلى الدافع الإرهابي بكل عناصره، حيث أكد على أن المشتبه فيهم كانوا يخططون للالتحاق بمعسكرات (داعش) بمنطقة الساحل، وسبب التراجع عن ذلك هو نقص التمويل، وتم تحويل الخطة نحو استهداف رجال الأمن، وبعدها السطو على وكالات بنكية، ومكاتب الصرف، وتحويل الأموال، مبرزا أن المعنيين بالأمر تشبعوا بالفكر المتطرف منذ شهر ونصف تقريبا، ما يؤكد فرضية التطرف السريع، التي تتعزز بمستواهم الدراسي المتدني، أما المتطرف الرئيسي له سوابق قضائية، آخرها سنة 2013، إذ اعتقل بتهمة العنف واستهلاك المخدرات وحيازة السلاح الأبيض.