أكد السيد داتوك عثمان بن سمين السفير الماليزي المعتمد بالرباط أن العلاقات بين المغرب وماليزيا شهدت تطورا ملحوظا خلال العشرسنوات الأخيرة ، مشددا على ضرورة بذل مجهودات إضافية من أجل الرقي بهذه العلاقات نحو الأفضل . وأبرز الدبلوماسي الماليزي في حوار مع العلم - بمناسبة تنظيم معرض للصناعات الغذائية الماليزية ، الذي افتتحه السيد داتوك نوح الحاج عمر وزير الفلاحة والصناعة الغذائية الماليزي، يوم الجمعة 11 دجنبر بالرباط- أن هناك مجموعة من الإكراهات التي يجب التغلب عليها من أجل تحسين المبادلات والاستثمارات بين البلدين .. وقد أبدى السفير الماليزي رغبة بلاده في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع المغرب ، مؤكدا الحرص على بذل كافة الجهود التي من شأنها توفير شروط النجاح في هذا المنحى. ودعا السيد داتوك عثمان رجال الأعمال والمستثمرين في كل من المغرب وماليزيا إلى المساهمة الفعالة في إنجاح مختلف المشاريع الإنمائية التي يسعى البلدان إلى تحقيقها .. في مايلي نص الحوار : س: في هذه الأيام تحتضن الرباط معرضا للمواد الغذائية والمنتوجات التجميلية المصنعة من قبل مقاولات نسائية ماليزية ، ما هي الأهداف المتوخاة من تنظيم هذا المعرض ؟ ج: الأهداف من هذا المعرض نبيلة. والمعرض سيكون نافذة للتعريف بالمواد الحلال المنتجة من طرف النساء المقاوِلات المسلمات بماليزيا. ونتمنى أن يعجب المستهلكون المغاربة بهذه المواد ذات النكهة والفائدة الغذائية العالية. ومن أجل الترويج لهذه المواد، اخترنا أسواق السلام أن تكون بوابة إلى الأسواق المغربية وأن يكون المغرب بوابة الى الأسواق الإفريقية والأوروبية. س: خلال السنوات العشرة الأخيرة تقوى تبادل الزيارات الرسمية بين البلدين، هل يمكن الحديث عن نتائج ملموسة بهذا الخصوص؟ ج: فعلا كانت العديد من الزيارات الرسمية التي تم تنظيمها في السنوات العشر الأخيرة، بين البلدين ، منها التي تعتبر حجر الأساس في تمثيل علاقات التعاون بين ماليزيا والمغرب مثل: زيارة الوزير الأول الأسبق الماليزي في أبريل 2002 للمغرب والتي كانت زيارة تاريخية بجميع المقاييس، حيث أسفرت عن بداية عدة مشاريع كبيتروناس petrons ومجموعة الهداية للإعمار ومجموعة spk بالمحمدية للمكونات الإلكترونية وكذا وجود بعض مواد زيت النخيل والأثات والمطاط الماليزي في الأسواق المغربية. وفي المجال الثقافي بدأنا نستقبل أعداداً كبيرة من الطلبة الماليزيين الذين يدرسون بالمغرب مما سمح بنوع من التبادل الثقافي بين البلدين.. وفي هذا الإطار لابد من الإشارة إلى أن الوزير الأول المغربي السيد عباس الفاسي زار في بداية هذه السنة جاكارتا لحضور المنتدى العالمي الخامس للاقتصاد الإسلامي ، وأجرى مباحثات مع الوزير الأول الماليزي السيد عبدالله أحمد بدوي ركزت على سبل تعزيز علاقات التعاون بين الدولتين الشقيقتين .. س: ما هي أهم الاتفاقيات التي تجمع البلدين؟ ج: لقد تم التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين في المجال الاقتصادي والتجاري، والتعاون الثقافي والتقني ، معظمها وقع سنتي 2001 و2002 ومن أهمها الاتفاقية التجارية سنة 1997، واتفاقية التعاون الاقتصادي والتقني والعلمي والثقافي سنة 2001، واتفاقية منع الازدواج الضريبي سنة 2001، واتفاقية حول تشجيع وحماية الاستثمارات سنة 2002، واتفاقية بترولية بين «أوناريب»ONAREP و«بتروناس» PETRONAS، بالاإضافة إلى مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات تكوين الأطر وتبادل المعلومات واستعمال تكنولوجيا المعلومات وغيرها.. س: كيف تقيمون علاقات التعاون الاقتصادي بين ماليزيا والمغرب؟ ج: أخذا بعين الاعتبار المسافة التي تفصل بين البلدين فإن التعاون الاقتصادي يعرف تطورا ملحوظا بحيث يهم كل قطاعات البناء والتصنيع والتنقيب عن النفط والتجارة. في الواقع، ماليزيا مستعدة لولوج ميادين أخرى مثل الإدارة الالكترونية، وتصنيع السيارات، وزيت النخيل، وإدارة المستشفيات وترويج لمنتجات أخرى للتصدير، ويجب أن نعترف بأن الإمكانيات وافرة في هذا المجال، وهي في أمس الحاجة الى المزيد من التوجيه والاستغلال. وفي المقابل فعلى الجانب المغربي القيام بمبادرات لكي يكون أكثر حضورا في ماليزيا، بحيث أن ماليزيا يمكن أن توفر الكثير لفائدة المستثمرين المغاربة. س: ما هي العوامل المتحكمة في ضعف المبادلات التجارية بين البلدين؟ ج: السبب الرئيسي لاختلال التعاون الاقتصادي هو الترويج عبر الكافي، فالمجهود المبذول لم يكن كافيا للترويج لماليزيا بين رجال الأعمال المغاربة والحال كذلك بالنسبة للمغرب. فكلا الطرفين يجب أن يكونا أكثر (شراسة) للتعريف بإمكانياتهما ،ماليزيا في الواقع لها البنيات التحتية للترويج في سائر بقاع العالم، والصحافة أيضا يجب أن تلعب دورها في هذا المجال. س: ما هي التدابير التي يجب اتخاذها من أجل التغلب على مختلف العراقيل التي تؤثر سلبيا على هذه المبادلات ؟ ج: يجب أن يكون هناك تبادل فعال للزيارات على جميع المستويات وفي جميع المجالات بما فيها الصحافة، والمشاورات الفعالة يجب أن تُشجع، والزيارات الأساسية يجب أن تعطى لها أهمية قصوى مثل زيارات رؤساء الدول والحكومات بدءا من الوزير الأول وصولا إلى ممثلي القطاعات الوزارية المختلفة. والتعاون في الميدان السياحي والدراسي أيضا يجب إعطاؤه أهمية كبرى لترسيخ التقارب الفعال بين الشعبين المغربي والماليزي. س: لماذا لا يفكر البلدان في بلورة اتفاقية للتبادل الحر بينهما؟ ج: إن توقيع اتفاقية للتبادل الحر هو أمر ننتظره بفارغ الصبر، والمعرض الحالي هو بداية لهذه الجهود، فهذا المعرض جعلنا نفكر بعمق وجدية في هذا الموضوع، هذا سيكون حجر أساس آخر لإعطاء العلاقات التجارية بين الدولتين الإسلاميتين دفعة قوية. س: بحكم موقعهما الرائد في إنتاج زيت النخيل والفوسفاط، لماذا لم تركز ماليزيا والمملكة المغربية على أن يصبحا أرضيتين للرفع من صادرات هذين المنتوجين في البلدان المجاورة لهما؟ ج: يجب أولا التركيز على رفع حجم الصادرات: زيت النخيل إلى المغرب والفوسفاط إلى ماليزيا مادام هذا الحجم ضئيلا جدا حتى الآن، المغرب في الواقع لديه ميزة أن يكون في موقع التوزيع بالنسبة لزيت النخيل في شمال إفريقيا وإفريقيا الغربية وأوروبا، ومن جهة أخرى، ماليزيا لها ميزة أن تساعد المغرب على تصدير الفوسفاط إلى دول آسيا.