رغم نداءات متواصلة وتدهور لطريق تشكل القلب النابض بالنسبة للساكنة كانت الآذان الصماء هي الرد الصادر عن مسؤولين سابقين رجحوا مصالحهم على هموم المواطنين ليس من قبيل المبالغة أو المزايدة المجانية القول إنه على مدى عشرين عاما بالتمام والكمال وانتظارات سكان حي القدس المجاورين لشارع الليث بن سعد إلى جانب مرتاديه من أرباب العربات والدراجات تراوح مكانها، حيث توالت مطالبة مسؤولي جماعة سيدي البرنوصي ومناشدتهم من اجل تزفيت وتهيئ الشارع الذي شهد تدهورا فظيعا جراء تعدد الحفر والأخاديد والشقوق المترتبة عن تهاطل الامطار والإهمال.
وكلما كانت الشكايات تتقاطر عليهم والصرخات تصم آذانهم، كانت تدخلاتهم تأتي محتشمة، مقتصرة فقط على ملء الحفر بتربة التوفنة والإسفلت الرديء، رغم أن هؤلاء المسؤولين الذين لا يقدرون المسؤولية ولا الأمانة يمرون من هذا الشارع بسياراتهم صباح مساء، دون حياء او خجل.
والكارثة العظمى هو أنه بمجرد ما يحل فصل الشتاء وتسقط الأمطار، سرعان ما يكشف الواقع عن حقيقته، وترجع هاته الحفر إلى سالف عهدها أو أكثر، متسببة في أعطاب فادحة للسيارات.
والملفت أن هذا الملف كان موضوع مراسلات وكتابات تناولت هذا المشكل العويص من خلال صفحات جريدة "العلم" على سبيل المثال في فبراير 2010، لتعكس بذلك هموم المواطنين مع مثل هذه الطرقات، لكن هؤلاء الرؤساء السابقين انصبوا كما صار معلوما لدى ساكنة البرنوصي إلى اهتمامات أخرى مصلحية بالأساس دون مراعاة لمصلحة المواطنين الذين منحوهم الأصوات أملا في تحسن الأوضاع بالمنطقة، ومن ذلك عناء السير والجولان بهذا الشارع الذي يشكل القلب النابض لاتصاله بالطريق السيار.
الانفراج تزامن مع يوم الاثنين 4 أكتوبر 2022 حيث استيقظ السكان على صوت محركات شاحنات وآليات تحل بالشارع المنكوب لإصلاح ما تناساه المسيرون ذات زمن وأفسده العطارون.
وقد استبشر سكان حي القدس خيرا بهذا الإنجاز العظيم الذي انتظروه لمدة عشرين عاما من التجاهل والتهميش، والذي كان جاثما على أكبر حي بمنطقة سيدي البرنوصي.