وقوفا على مخرجات الحوار الاجتماعي والخروج بتوصيات تضمن استكمال الورش الإصلاحي تحت شعار" منظومة صحية جديدة تستجيب لرهانات المستقبل، رهين بمخرجات حوار اجتماعي مسؤول، وتجديد الهيكلة باشراك جميع العاملين بالقطاع لصون المكتسبات"، نظمت الجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، لقاء تواصليا يومي 16-17 شتنبر الجاري بالرباط وذلك باشراك جميع الجهات والأقاليم. خلال كلمته الافتتاحية أوضح السيد أحمد الحكوني، الكاتب العام للجامعة الوطنية للصحة، أن الهدف الأساسي من هذا اللقاء هو الوقوف على مخرجات الحوار الاجتماعي الأخير والتعرف على المستجدات الجديدة التي حظي بها قطاع الصحة، وذلك من أجل الدراسة والتمحيص للخروج بتوصيات تغطي النواقص، تحيلها الجامعة مستقبلا على الوزارة الوصية، وذلك بما يجعل تنزيل الاتفاق المبرم خلال جولة شتنبر الجاري يشمل إصلاح وتأهيل حقيقي للمنظومة الصحية الوطنية تماشيا مع أهداف الورش الملكي الكبير المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية. وأكد السيد الحكوني أن قطاع الصحة لازال يعاني من عدة نواقص واشكالات تستدعي حوارا قطاعيا مع جميع الاطراف المعنية للنهوض به، وذلك تماشيا مع ما تستدعيه الظرفية الحالية سواء فيما يتعلق بمطالب شغيلة القطاع أو بالاحتياجات الصحية للمواطن المغربي. وطالب السيد الحكوني أن يكون هناك انصات جاد للحوار القطاعي للصحة، يرقى للعناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا القطاع، خصوصا وأن جائحة كورونا عرت واقع الصحة بالمغرب، وأبرزت الدور الرائد الذي قامت وتقوم به الأطر الصحية والذي يستوجب التفاتة تليق بمجهوداتهم وتضحياتهم الجبارة. في ذات السياق اماط المتدخلون الممثلون للجهات والاقاليم ،خلال اللقاء، اللثام عن العديد من الإشكاليات التي تحول دون توفير مناخ مهني محفز بين الاطر الصحية ، كما حثوا على مواصلة الحوار القطاعي للتحفيز على حل الإشكالات وضمان الانخراط التام والشامل لكل مهنيي قطاع الصحة في الورش الملكي الكبير المتعلق بالتغطية الصحية. وحث جل المتدخلون على ضرورة مواصلة سلسلة الحوارات الاجتماعية القطاعية من أجل تكريس آلية الحوار الاجتماعي واعتماد المقاربة التشاركية عبر التواصل مع مختلف الفرقاء الاجتماعيين، والانخراط في الحوار الجدي والمسؤول وكذا النقاش البناء قصد إيجاد حلول تمكن من تحسين الأوضاع المهنية والاجتماعية للموظفين. كما كشف السيد الكاتب العام للجامعة الوطنية للصحة، في تصريح للعلم، أن هذا اللقاء كان أيضا من أجل هيكلة الجانب التنظيمي استعدادا للمؤتمر العام للاتحاد العام للشغالين وأيضا مؤتمر الجامعة الوطنية للصحة خلال القادم من الأيام. وقال السيد يوسف علاكوش ، الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم وعضو اللجنة المركزية للحوار الاجتماعي، خلال مداخلته إن المحطة الثانية من جولات الحوار الاجتماعي، التي دعا إليها رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، بمشاركة المنظمات النقابية الأكثر تمثيلا، والتي عقدت يوم الاربعاء المنصرم، كانت بمثابة تفعيل للرؤية الملكية السامية الرامية إلى مأسسة الحوار الاجتماعي، ورفعه إلى مرتبة الخيار الاستراتيجي. موضحا في ذات السياق، أن اشراك الفرقاء الاجتماعيين، قصد وضع أسس حوار اجتماعي جاد ومنتظم، والوفاء بكافة الالتزامات الاجتماعية الواردة في البرنامج الحكومي وكذا التزام الحكومة، ولأول مرة، بإجراء الحوار الاجتماعي قبل موعد مناقشة قانون المالية، هي إشارات إيجابية هامة ، تدل على أن الحكومة أعطت للشق الاجتماعي أولوية خاصة، سيما في ما يخص الانعكاس المالي لكل مقتضيات الاتفاقية التي أبرمت خلال 30 أبريل 2022. وتحدث ذات المصدر عن المراسيم التي تم تفعيلها والتي كانت موضوع نشر يوم 12 شتنبر الجاري، والتي تضمنت كل نقاط الاتفاقية التي وقعت يوم 30 ابريل 2022، والمتضمنة اساسا: تحسين الدخل والزيادة في الاجور وايضا تحسين المسارات المهنية ومؤسسات الاعمال الاجتماعية وكذا كل ما يتعلق بمأسسة الحوار الاجتماعي، الذي قال عنه: " إنه يتحسن من حسن إلى أحسن في انتظار أن يمر الحوار الاجتماعي من المأسسة المتوافق عليها إلى التأطير بقانون ملزم سواء كان على المستوى المركزي أو على مستوى التوزيع الترابي للمملكة." وأبرز المصدر ذاته أنه تم الاتفاق، خلال هذه الجولة التي انعقدت بمقر رئاسة الحكومة، على تشكيل لجان مشتركة لمعالجة المواضيع الراهنة، وفق الجدولة الزمنية المبرمجة في اتفاق 30 أبريل 2022. واستعرض السيد علاكوش خلال مداخلته مضامين جولة شتنبر للحوار الاجتماعي على أنها خصت مراجعة نظام الضريبة على الدخل، وإصلاح أنظمة التقاعد، وإعادة النظر في عدد من تشريعات العمل، إضافة إلى وضع تصور مشترك لإرساء المرصد الوطني للحوار الاجتماعي وأكاديمية التكوين في مجال الشغل والتشغيل والمناخ الاجتماعي، باعتبارها آليات مواكبة لمأسسة الحوار الاجتماعي. و نوه ذات المصدر في تصريح للعلم باللقاء الذي نظمته الجامعة الوطنية للصحة الذي اعتبره فرصة مميزة للتفاعل مع القيادات المجالية الجهوية والاقليمية والوطنية حول مخرجات الحوار الاجتماعي الموقع في 30 ابريل وايضا اعطاء فرصة لشرح النقط التي ظلت ضبابية بالنسبة لمهنيي الصحة والتي كانت موضوع الاتفاق الصادر في 12 شتنبر، و اعتبر اللقاء وقفة لتدارس الاشكالات المتبقية ضمن قطاع الصحة وتحديد الافاق المستقبلية باعتبار أن ورش الصحة العمومية يحظى بالعناية والاهتمام الملكي.