..«لقد استحوذ عسْكر الحدود الجزائريين على أراضينا وماشيتنا ونهبوا نخيلنا ومياهنا...» تلك إحدى صرخات سكان جماعة عبّو لكحل دائرة فجيج إقليم بوعرفة فجيج، الجماعة التي تقع على مستوى شرطة الحدود مع الجزائر، ولا يفصلها عنها سوى واد العرجة، وتبلغ مساحة هذه الجماعة 3102 كلم2، أما عدد سكانها فقد تقلّص إلى 1500 نسمة تقريبا حسب آخر إحصاء، وهي تطلّ على النفوذ الجزائري عبر واجهتين: «شرقا وجنوبا.. وضمن الدّواوير الحدودية بالجماعة دوّار العرجة ودوار واد الحلّوف.. هذه الدّواوير هي التي تضرّرت كثيرا من خلال أطماع الجيش الجزائري منذ انطلاق المسيرة الخضراء إلى يومنا هذا، والذي يزخر بأراضي شاسعة من الأراضي الفلاحية التي كانت تابعة لتلك الدّواوير، حيث تضرّرت عدة مناطق من ذلك وضمنها منطقة الرصفة الطيبة (حوالي 100 هكتار)، منطقة حاسي الجحيفة (حوالي 200 هكتار) وكلّها مناطق استغلتها السلطات الجزائرية لإحداث وإقامة ثكنات عسكرية، بالإضافة إلى إحداث مراكز خاصة بمراقبة وحماية الحدود مع المغرب بكل من جبل اعمور وجبل اكروز وخاصة بين الرّصفة والعرجة أين أقيمت ثكنة كبيرة مجهّزة بالبشر والعتاد.. وهمّت عملية نهب الأراضي الفلاحية بالخصوص منطقة المعاذر (من عين الصفراء إلى غاية بشّار).. هذا بالإضافة إلى مناطق أخرى بالنفوذ المغربي غادرها سكّانها وتخلّوا عن ممتلكاتهم بها بسبب إزعاجهم بين الفينة والأخرى من طرف دوريات الجيش الجزائري ممتطين سيارات عسكرية وخاصة بجبل لعمور وجبل اكروز ومنطقة الشكة، ومنطقة العرجة بالضفة الشمالية من واد العرجة.. ناهيك عن نهب آلاف أشجار النخيل المثمرة والأراضي الزراعية مثل منطقة بني ونيف، واد زوزفانة وفندي وجنين بورَزْك ودَرْمل، وامْزي قرب قصر إيش.. حيث كان سكان هذه المناطق يلجأون إلى أراضيهم لتفقّدها وجني التّمور، وكانوا دوما يواجهون صعوبات أمام شروع الجزائر في إحداث وإقامة مراكز المراقبة بأماكن ومناطق جزائرية جد متقدمة من التراب الوطني.. وهكذا أصبح عدد من سكان كل من بشار ولقنادسة وبني ونيف وعين الصفراء محرومين من ممتلكاتهم العقارية من منازل ودكاكين وأراضي زراعية والتي يحكي عنها سكان المنطقة أنّها أمّمت من طرف الجزائر خاصة بمنطقة قصر ازناكة...