عرفت الندوة التي نظمتها جمعية حماية الأسرة المغربية حول موضوع محاربة الأمية أخيرا بالرباط ، مجموعة من المداخلات الهامة، التي فتحت الباب على مصراعيه لمناقشة قضية حاسمة في تغيير خريطة التنمية بالمغرب ، والتي تبقى إحدى الأسباب الرئيسية في تراجع النمو على المستويين الفردي والمجتمعي بالبلاد، إذ تشير كل المعطيات إلى أن النتائج المحصل عليها لم ترق الى مستوى المخطط الذي وضعه المغرب والرامي إلى تقليص نسبة الأمية إلى أقل من 20% في أفق سنة 2010، على أن يتم التحرر شبه التام منها في أفق 2015، في مداخلته حول برامج محاربة الأمية و التربية غير النظامية الحصيلة والآفاق أكد امحمد العراقي رئيس مصلحة تعليم الكبار بكتابة الدولة المكلفة بمحو الأمية والتربية غير النظامية، الى التطور الحاصل في عدد المسجلين في مجال محاربة الامية مابين 2008-2009 في القطاعات الحكومية اذ بلغت نسبة المسجلين 272 % وبالنسبة للجمعيات 79% وبالنسبة للمقاولات تقلصت النسبة إلى -27% .وأضاف العراقي أن عدد المسجلين برسم الموسم 2008-2009 بلغ 656 300 مستفيد تصل مشاركة النساء84% ونسبة التسرب 20% وداخل الوسط القروي بلغت النسبة 50% وفي ما يخص مجال التربية غير النظامية، والذي يقوم على برنامجين اساسيين برنامج الفرصة الثانية وبرنامج الدعم التربوي بين 2002-2009 أكد العراقي ان مجموع أعداد المستفيدين انتقل من 26 229 الى200 077. اما بالنسبة للاكراهات التي تواجهها برامج محاربة الأمية والتربية غير النظامية، فأكد أن الوتيرة الحالية غير كافية لبلوغ الأهداف المسطرة في الآجال المحددة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والتصريح الحكومي، إضافة إلى محدودية انخراط بعض القطاعات المعنية بهذه المجالات ، وهناك كذلك يضيف العراقي تسجيل ضعف في الطلب خاصة بين الذكور، وايضا صعوبة استقطاب الفئات المستهدفة ، ثم غياب نظام الاشهاد والمسالك للارتقاء بإدماج المستفيدين ، وأيضا ضعف الالتقائية بين البرامج المعتمدة ومشاريع التنمية البشرية وعدم استقرار المكون –المنشط من حيث ضعف التعويضات والمسار المهني وكذا ضعف التكوين وتعقد مساطر صرف الاعتمادات ونبه أيضا إلى غياب مواكبة البحث العلمي ووسائل الإعلام... .وبالنسبة للأطفال غير الممدرسين أشار امحمد العراقي إلى أن حوالي مليون و18ألف طفل وطفلة “ 6-15»سنة يوجدون خارج المدرسة ، أزيد من 69% منهم يعانون الفراغ و% 20|8 يشتغلون في سن مبكرة و52.4% يشغلون باجر اقل من 50درهم في الأسبوع... وأضاف العراقي أن المقاربة المعتمدة تقوم على مخططات عمل تعتمد أربع مستويات متكاملة :برامج الفرصة الثانية وبرنامج التصدي للانقطاع عن الدراسة وبرنامج ما بعد محو الأمية ، وبرامج محو أمية الكبار وتستهدف جميعها الفئات العمرية بين سن 9-15 سنة والتلاميذ المهددين بالانقطاع وأيضا الراشدين البالغين 15سنة وما فوق . وفيما يخص الآفاق المستقبلية الخاصة بمحاربة الأمية أشار العراقي إلى انها ترتكز على أربعة مجالات المجال الأول ، ويتعلق برفع وتيرة الانجاز، والثاني بتوسيع دائرة التدخل ، بينما يتمحور المجال الثالث حول تحسين جودة الخدمات ، والرابع يتعلق بتوفير شروط النجاح. مؤكدا أن الأرقام المرصودة المتعلقة بالأهداف المعلنة فهي قابلة للانجاز وترمي إلى تخفيض نسبة الأمية العامة إلى 10%سنة 2015و 5%في أفق 2020ثم القضاء على الأمية لدى الفئة العمرية 15-24سنة في أفق 2015وكذا تقليص نسبة الأمية لدى الفئة النشيطة الى حوالي 10%في افق 2015..