نظمت العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية، أخيرا ندوة في موضوع «محاربة الأمية بالمغرب الى متى؟» بمشاركة أساتذة ومهتمين وفاعلين اقتصاديين وجمعويين. ودعا المشاركون في الندوة إلى ضرورة إلزام الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات والمؤسسات الحكومية بمحاربة الأمية وتعميم التمدرس كشرط أساس للخوض في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي وسن قانون يلزم الكبار بمحو أميتهم، وسد منابع الأمية بتعميم التعليم وتتبع وتنفيذ إلزامية تعليم الأطفال في سن التمدرس ووضع استراتيجية شاملة ومتطورة ومبسطة في انجازها وتشجيع البحث العلمي في مجال محاربة الأمية واجتناب العفوية والتلقائية في وضع الخطط والبرامج والمشاريع في مجال التعليم عامة ومحاربة الأمية . وفي ذكر رئيس الجلسة محمد أبو عبد الله في افتتاح أشغال الندوة بالدور النبيل الذي قامت به العصبة وماتزال منذ أن قرر حزب الاستقلال إنشاءها بتنسيق وتوجيه من رئيسها الشرفي جلالة الملك محمد الخامس طيب الله تراه بمعية ثلة من مصابيح الكفاح ومشاعل النضال ورواد العمل الوطني وفي مقدمتهم زعيم التحرير علال الفاسي رحمه الله، الذي اهتم بقضية الأمية وعالجها في عديد من المجالات. كما تمت الإشادة والاعتزاز بالرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الى العصبة بمناسبة انعقاد مؤتمرها الثاني، وكذا الآمال التي يعقدها الأخ الأمين العام والوزير الأول الأستاذ عباس الفاسي على العصبة في مواجهة هذه آفة. وفي كلمة العصبة استعرض الكاتب العام الأستاذ لحسن مادي إشكالية الأمية بالمغرب وقدم بالمناسبة مجموعة من الاقتراحات التي من شأنها استئصال هذه الآفة. ومن جملة الاقتراحات القيام بتشخيص حقيق لوضعية الأمية بالمغرب حسب الفئات العمرية والجهات واتباع المقاربة التشاركية في تصور وإعداد وتنفيذ وتتبع وتقويم برامج محاربة الأمية ووضع برنامج لمرحلة ما بعد الأمية وجعل حد للانقطاع عن الدراسة والهدر المدرسي... وركزت مداخلة الأستاذة لطيفة بناني سميرس التي تعذر عليها الحضور- والتي ألقاها بالنيابة عنها امحمد العراقي على ضرورة سن قانون يلزم المواطنين بمحو أميتهم ، وأكدت على أنها ستعمل على الدفع من أجل اخراج هذا القانون من خلال موقعها التشريعي بمجلس النواب. ومما جاء في مداخلة الدكتور البشير تامر قوله «تستهدف هذه المداخلة الانطلاق من تشخيص واقع التقويم في برامج محو الأمية من حيث المبادئ المعتمدة وملائمة كفايات هذه البرامج للحاجيات الفعلية للمستفيدين.... لتنتقل المداخلة بعد ذلك، للبحث في مفهوم الجودة ضمن برامج محو الأمية وضرورة تأسيسه على البحث العلمي «في حين تطرقت مداخلة الأستاذ محمد بلبشير الحسيني الى المنطلق الإسلامي والأممي في موضوع الأمية، ووضع الأمية وعلاقتها بالتنمية. ودعت الدكتورة كنزة الغالي في مداخلة بعنوان «مكافحة الأمية خريطة طريق المرأة نحو التنمية إلى ضرورة الادماج الفعلي للمرأة في عملية التنمية من خلال الاهتمام بمشاكلها ومعاناتها بداية من العملية التعليمية والتربوية. فيما تناول عرض الدكتور اسماعيل المساوي دور العصبة في تنفيذ برامج محو الأمية وأسباب تراجع الحماس الوطني لحملات محاربة الأمية، حيث أرجعها الى أسباب سياسية واقتصادية وثقافية. ومن أجل التعريف بالمجهودات التي تقوم بها العصبة ميدانيا، استعرض فرع العصبة بمدينة ازيلال تجربته في هذا المجال. وتوجت أشغال الندوة، بتكريم الدكتور محمد بلبشير الحسيني استهلها الأستاذ العربي الشرقاوي نائب الكاتب العام للعصبة في كلمة تقديمية للمحتفى به، أبرز فيها مسيرته الحافلة على المستوى النضالي والثقافي والأكاديمي إذ يعتبر الدكتور بلبشير من الرواد الأوائل الذين ساهموا في تأسيسي العصبة المغربية بمعية زمرة من الوطنيين الصادقيين تحت قيادة المغفور له محمد الخامس.