تحية وسلاما وبعد، أتقدم إليكم بصفتكم المدافع الأول عن حقوق المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وبصفتي أحد المقاومين الذين يتوفرون على بطاقة مقاوم أذكر سيادتكم ببعض المستحقات التي تخولها لهذه الفئة بعض الاتفاقيات التي أبرمتموها مع بعض الشركات والمؤسسات لصالح هذه الفئة وعائلاتهم كشركة الخطوط الملكية المغربية، والمكتب الوطني للسكك الحديدية وشركة الملاحة البحري وغيرها. وبهذه المناسبة، أحيط سيادتكم علما بأن هذه الاتفاقات لا تطبق لا من طرف المكتب الوطني للسكك الحديدية ولا من طرف الخطوط الملكية المغربية، ذلك لأنني كنت ذاهبا إلى الدارالبيضاء وتوجهت لمحطة القطار بأكدال، ولما تقدمت لشباك بيع التذاكر وطلبت من الموظف أن يناولني تذكرة سفر ذهابا وإيابا لمحطة الميناء بالدارالبيضاء واستظهرت له بطاقة التخفيض التي تخولني خمسون في المائة، فأخبرني بأن هذا التخفيض لا يشمل هذه المحطة، وهنا كنت مجبرا لهذا الغرض، واشتريت تذكرة ذهاب فقط بالسفر العادي، وعند الرجوع توجهت لمحطة المسافرين واشتريت تذكرة للرجوع بنفس الدرجة التي أخذتها عند الذهاب من أجل التمتع بالتخفيض المسموح به، وأثناء السفر أخذ انتباهي إلى أن ثمن التذكرة لا تزيد عن ثمن تذكرة الذهاب التي أخذتها من الرباط سوى بثلاث دراهم، علما بأنها تخول لك النزول بمحطة الميناء، وعلى متن قطار سريع ومريح من النوع الممتاز. أضف إلى ذلك الاضطرار إلى أخذ سيارة أجرة للوصول إلى محطة القطار. وهنا أتساءل، هل أن المقاوم لا يستحق الاختيار في القطار الذي يريد امتطاءه؟ أم أنه لا يستحق السفر في الدرجة الأولى حتى لا يضايق أهل الثروة والجاه؟ كما أنه إن أراد هذا المقاوم السفر على متن الطائرة. يجد أن ثمن تذكرة السفر بالنسبة للشخص الذي يزيد عمره عن الستين سنة هو نفسه أو أقل مما تخوله لحامل بطاقة مقاوم، وأن هذا التخفيض لا يشمل إلا الخطوط الداخلية، كما أن الخطوط الملكية المغربية عندما تعلن عن تخفيضات وتتقدم لشراء تذكرة سفر يفاجئك الموظف أو الموظفة بأنه لا يجوز أن يكون تخفيض على تخفيض. وهكذا فلا تبقى أهمية لبطاقة المقاومة، وتبقى الوعود التي تعطي للمقاوم مادامت لا تخوله أي شيء، ولا تطبق في حقه الاتفاقيات المبرمة مع هذه المؤسسات، والتي نسمع عنها في كل المناسبات والتجمعات. لكل ما ذكر، أصبح من الواجب مراجعة كل الاتفاقيات التي أبرمت مع هذه الشركات والمؤسسات حتى يتيقن هذا المقاوم أن ما يقال له في كل الاجتماعات والمناسبات وينشر في الصحف صحيح. وعسى أن تجد رسالتي هذه منكم كل الاعتناء المعهود فيكم.