«الحاج عثمان جوريو« مؤسس ومدير مدارس محمد الخامس - أحد الرجال الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال التاريخية. - وهو من مواليد مدينة الرباط سنة 1916 وتلقى العلم الشريف من أساتذتها وعلمائها، وحصل على شهادات علمية وإجازات من مشايخ وأعلام بالمغرب والمشرق، وأخذ يلقي الدروس في المساجد القرآنية والميتم الاسلامي بصفة تطوعية، والتحق بالعمل في ميدان التعليم بكيفية منتظمة في شهر أكتوبر 1934 حيث كان أحد المؤسسين الأولين للتعليم الوطني الحر بالبلاد، كما كان العضد الأيمن للأستاذ المجاهد الحاج أحمد بلافريج، لدى انشاء معهد جسوس العامر، والذي عمل أستاذا به ابتداء من هذا التاريخ وتولى الإشراف عليه والسهر على شؤونه سنة 1937 حينما حظرت الحكومة الفرنسية على مؤسسه ومديره الدخول الى المغرب، وبقي يعمل في حظيرته إلى أن أخرج منه مهددا بالسلاح رفقة اخوانه رجال التعليم والتلاميذ في حوادث المطالبة بالاستقلال يوم 29 يناير سنة 1944 وتم احتلاله عسكريا من طرف الجنود الفرنسيين، وبعد التعذيب والتشريد جمع حوله أولئك التلاميذ في المدارس القرآنية، الغازية والقاسمية والرحمانية، وكانوا النواة الأولى في مجموعة مدارس محمد الخامس التي عمل على تأسيسها رفقة أخيه المكافح الأستاذ الحاج أحمد الشرقاوي وأخذت تؤدي رسالتها التربوية والتعليمية منذ سنة 1947. - كما كان أستاذا بالقصر الملكي العامر، ويعطي دروسا خاصة لصاحبة السمو الملكي الأميرة للانزهة ورفيقاتها ابتداء من سنة 1948 إلى أن نفته السلطات. وقد واصل عمله الوطني في إطار التعليم الحر، وهو الآن على رأس مؤسسة مدارس محمد الخامس بالرباط، التي لعبت دورا رياديا في التربية والتعليم والمحافظة على اللغة العربية في أحلك الظروف، التي مر منها المغرب في تكوين وتربية الأجيال الوطنية على مقومات وهوية المغاربة. وفي يوم 12 يناير 2005 أنعم عليه جلالة الملك محمد السادس بوسام العرش من درجة ضابط كبير ضمن من تبقى ممن وقعوا وثيقة الاستقلال. أطال الله عمر الأستاذ جريو. الاستعمارية إلى الصحراء. - وله إنتاجات علمية وأدبية، في اللغة العربية وآدابها، والتربية الإسلامية، وكتب مدرسية أخرى طبع البعض منها؛ - وساهم في تأسيس جمعيات دينية وثقافية وفكرية جمعية المحافظين على القرآن الكريم، ورابطة المجودين، وجمعية شباب النهضة الإسلامية، ونادي الفكر الإسلامي، ورابطة علماء المغرب، ورابطة مديري التعليم الوطني الحر، وغيرها من الجمعيات الأخرى وكان عضوا عاملا فيها. - وعمل في الحقل الوطني ابتداء من حركة الظهير البربري سنة 1930 بجانب المجاهد الرائد الأستاذ محمد اليزيدي الذي كان له نشاط ملحوظ تحت إشرافه. - وواصل هذا النشاط في جميع المواقف المشرفة التي توالت بعد هذه الفترة. - وأبلى البلاء الحسن في ذلك الحدث العظيم، يوم تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 حيث قام بعدة أنشطة ومسؤوليات ومهام سرية، وحرر الكثير من عرائض التأييد للوثيقة التاريخية المرفوعة إلى جلالة الملك محمد الخامس رضوان الله عليه، باسم العلماء والطلبة، والشباب، ورجال الأعمال، والتجار والعمال، ومن الهيئات الأخرى. - وتضاعف هذا التفاني والنشاط حينما أعلن الشعب المغربي تضامنه مع القطر التونسي الشقيق، يوم أقدم الاستعمار الفرنسي الغاشم على اغتيال الزعيم النقابي الشهيد فرحات حشاد، خلال الأسبوع الأول من شهر دجنبر 1952 وكانت الحوادث الدامية، والمظاهرات والاستفزازات، وألقي القبض على القادة والزعماء، ونفي مع إخوانه المناضلين الأحرار إلى كلميم وأطراف الصحراء. وكان يقوم بإحياء ذكرى »المطالبة بالاستقلال« رغم الاعتقال والنفي والتشريد في معركة التحرير الكبرى، يوم أبعد محمد الخامس رضوان الله عليه عن عرشه.