أكد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير أن المرحوم بصم بأياديه البيضاء وأعماله الجليلة وتضحياته الجسام تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية وعودة الملك الشرعي واستكمال الوحدة الترابية والإسهام في مسيرة بناء المغرب الجديد المتقدم والحداثي الديمقراطي. وأوضح في كلمة ألقاها في أربعينية المرحوم المجاهد الهاشمي الفيلالي، أن الفقيدالذي ترعرع بمهد الوطنية ودار العلم والثقافة والحضارة مدينة فاس العامرة، وفي كنف أسرة عريقة متمسكة بكتاب الله وسنة رسوله، ومتشبثة بمقومات الهوية المغربية والمقدسات الدينية والوطنية ،كان حتما أن يصبح رائدا وواحدا من كوكبة طلائع الماهدين للعمل الوطني والمناضلين في استشراف افاق التحرر بقيادة أب الوطنية ورمز المقاومة جلالة المغفور له محمد الخامس رضوان الله عليه. فلمع نجمه كرمز من مشاهير صفوة رجال الحركة الوطنية الأفذاذ، منخرطا ومنغمرا في نضالها بكل إيمان وعزيمة وثبات ودون هوادة ولا تلكؤ. وأضاف أنه نهل من مشارب الصفاء والنقاء والطهارة وهو يتابع دراسته في الكتاب القرآني والمدرسة الحرة العربية الإسلامية، وفي منتدى دروس جامعة القرويين على يد صفوة من أفاضل وأجلاء العلماء دعاة الصلاح والإصلاح ورواد الوعي الوطني والكفاح المثالي. وترعرع في كنف الرعاية المشبعة بروح الوطنية الشماء في بيت كان مقرا ومركزا للاجتماعات والاتصالات لوضع المخططات وتشكيل التنظيمات. وقال إنه لم يدخر رحمة الله عليه جهدا ولا استكثر عطاء أو تضحية أو وقتا في سبيل شفوية جذوة الروح النضالية وبث الوعي وإذكاء التعبئة الشاملة. وهكذا بادر الى استعمال مكتبته التي كانت في ملكيته لتنظيم عملية نشر كتب النهضة الفكرية التحررية والوطنية. وعندما تم إلقاء القبض على الوطني المرحوم أبو الشتاء الجامعي كداعية في أوساط الطلبة، كان المجاهد المرحوم الهاشمي الفيلالي بمعية الشهيد عبدالعزيز بن ادريس في واجهة التحدي لسلطات الحماية للمطالبة بإطلاق سراحه، فكانت هذه بداية المسار للتصادم مع قوات الاستعمار التي استشعرت قوة وصلابة ونضالية المرحوم الهاشمي الفيلالي. وأكد أن المرحوم المجاهد الهاشمي الفيلالي هذا الاسم الرمز سيبقى مرجعا ومبعث فخر واعتزاز كلما كان الحديث عن النضال والوطنية، وسيظل ملحمة وقدوة ومدرسة في التفاني خدمة للوطن وغيرة على مقاوماته ومقدساته. ولن تزيد الأيام هذه الشخصية الفذة إلا تألقا وتوهجا واشعاعا في ذاكرة المغاربة قاطبة وما يدل على مكانته الكبيرة هو هذا الحضور والحشد الكبير الذي حج لحضورأربعينيته ،وواجبنا أن نعمل على تجميع وتوثيق وتدوين كتاباته واجتهاداته الفكرية والتعريف بتراثه الغني والاراء والتوجيهات في شتى حقول العلوم الدينية والمعارف الفكرية.