نجاح باهر يتوج فعاليات الاجتماع الأول وهولندا وصربيا و ومانيا يلتحقن بركب الدول الداعمة لخطة الحكم الذاتي و الخير أمام شكل الاجتماع الأول للتحالف العالمي ضد داعش في إفريقيا، الذي احتضنته مدينة مراكش أول أمس الأربعاء، بدعوة مشتركة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج وكاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكين , مناسبة لحشد المزيد من الدعم الدولي للوحدة الترابية للمملكة , و دفعة قوية للزخم الإيجابي الذي أحرزه طيلة السنوات الأخيرة الموقف المغربي التابث من ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة أكد ، أن اجتماع مراكش للتحالف الدولي ضد داعش كان ناجحا بكل المقاييس.
بوريطة، أوضح خلال ندوة صحفية في ختام أشغال هذا الاجتماع الوزاري الأول من توعه على الصعيد القاري أن هذا النجاح يتجلى من خلال الحضور الوازن لأعضاء التحالف، حيث "لبت 79 دولة دعوتنا، بما في ذلك 19 من أفريقيا و8 من آسيا و9 وفود من العالم العربي". الوزير أشار إلى أن هذا الحدث الدولي تميز ب"حضور 47 وزيرا، من بينهم 38 وزير خارجية، شاركوا كلهم بشكل شخصي وفاعل في المناقشات، مبرزا أن أزيد من من 400 مشارك ساهموا في إنجاح أشغال هذا المؤتمر".
فعاليات و مخرجات مؤتمر مراكش الذي قالت عنه نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، بأنه كان مثمرا للغاية وعكس الجهود المشتركة من أجل إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي ,تزامنت مع تعبير مجموعة جديدة من وفود الدول المشاركة فيه عن دعمها أو تجديد دعمها للموقف المغربي التابث من قضية وحدته الترابية.وهكذا و في اطار مسلسل الدينامية الدولية المتفاعلة باسترسال ووضوح مع الحق المغربي المشروع , أعرب وزير الشؤون الخارجية القبرصي، يوانيس كاسوليدس، أول أمس الأربعاء بمراكش، عن دعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء باعتباره حلا متوافقا بشأنه لتسوية هذا النزاع.
هذا الموقف السيادي عبر عنه كاسوليدس، خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش.
رئيس الدبلوماسية القبرصية أكد دعم بلاده لمبدأ احترام الوحدة الترابية للدول ولقرارات مجلس الأمن الدولي، معربا عن رفضه التام لكل المحاولات الانفصالية التي يواجهها المغرب، وكذا قبرص.
من جانبه، أشاد بوريطة بموقف جمهورية قبرص الداعم للوحدة الترابية للمملكة ولحل متوافق بشأنه على أساس مخطط الحكم الذاتي، مؤكدا أن هذا الموقف يفتح آفاقا جديدة وقوية في العلاقات الثنائية.
رومانيا بدورها نوهت بنفس المناسبة بالجهود الجادة التي يقوم بها المغرب على صعيد قضية الصحراء المغربية، بما في ذلك مخطط الحكم الذاتي، الذي قدمه لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 2007 ,حيث أبرز بيان مشترك أن رومانيا تجدد دعمها للجهود المبذولة تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سياسي عادل ودائم ومتوافق بشأنه من قبل كافة الأطراف لقضية الصحراء ، قائم على التوافق، طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أكد من جهته ، على أهمية الدور الذي يضطلع به المغرب في استقرار منطقة الساحل.وقال ديمايو، في تصريح صحفي عقب مباحثاته مع ناصر بوريطة، "أود أن أؤكد على أهمية الدور الذي يضطلع به المغرب باعتباره قطبا للديمقراطية والاستقرار الإقليمي بمنطقتي الساحل والمتوسط، هذا الدور الذي اتسع نطاقه بفضل الإصلاحات التي أطلقها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس".
وفي ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة، قال الوزير الإيطالي إنه "جدد التأكيد للسيد بوريطة على دعم إيطاليا الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ستيفان دي ميستورا من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل وواقعي وعملي ودائم ومقبول من كافة الأطراف لقضية الصحراء."
و قبل ذلك كانت مملكة هولندا قد اعتبرت أن مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب في 2007 تعد مساهمة جادة وذات مصداقية في العملية السياسية التي ترعاها الأممالمتحدة لإيجاد حل لقضية الصحراء.
هذا الموقف الجديد و البناء تم التعبير عنه في البيان المشترك الذي صدر عقب محادثات بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، ناصر بوريطة ، ونظيره الهولندي ، ووبكي هوكسترا ، حيث تنخرط هولندا بوضوح في الدينامية الدولية الداعمة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي لإنهاء النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء بشكل نهائي.
في نفس السياق كان وزير الشؤون الخارجية قد أكد بمراكش، على أن دعم الحكومة الإسبانية لمبادرة الحكم الذاتي، يندرج في إطار حركية دولية لإيجاد حل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية , فيما جدد وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسي مانويل ألباريس ، التأكيد على عزم إسبانيا على تنفيذ كافة النقاط الواردة في البيان المشترك المعتمد في أبريل الماضي في ختام زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب.
وقال بوريطة، خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الخارجية الإسباني عقب مباحثات أجرياها عشية انعقاد اجتماع التحالف الدولي لهزيمةداعش بمراكش، إن دعم الحكومة الإسبانية لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الإطار الأنسب والأكثر مصداقية لحل قضية الصحراء المغربية، يندرج في إطار حركية دولية لإيجاد حل لهذا النزاع المفتعل، مؤكدا أن "المملكة تقدر وتثمن هذا الموقف الجديد".
وأشار بوريطة إلى أن هذا الموقف ينسجم تماما مع رؤية مجلس الأمن، ومع توجه القوى الفاعلة على المستوى الدولي، وكذا مع موقف العديد من البلدان الأوروبية وأغلب الدول العربية والإفريقية، مشددا على أن "من يريد إيجاد حل لهذا النزاع المفتعل يجب أن ينخرط في الإطار الوحيد الممكن"، وهو مبادرة الحكم الذاتي.