القائد خالد النايت: جدية المبادرة حفز المحسنين على المزيد من العطاء وضاعف عدد المتطوعين ترتبط موائد الرحمن عادة بشهر رمضان الكريم، حيث يكثر الجود و الكرم في إفطار الصائمين سواء المحتاجين أو عابري السبيل، أو من لا يتوفرون على سكن قار أو حضن أسري يلم شملهم حول موائد الطعام. وهناك في المغرب العديد من الجمعيات والمنظمات المهتمة بهذا الجانب الإنساني،التي تبادر إلى تنظيم موائد جماعية للإفطار، ومن بينها مندوبية منظمة الكشاف المغربي بالرباط، التي يقبل على مقرها العشرات من الأفراد كل يوم ما أن يقترب موعد الإفطار. وقد كان لجريدة "العلم" لقاء مع القائد خالد النايت الذي صرح قائلا إن المندوبية اعتادت تنظيم موائد الرحمان منذ سنوات، نظرا للنجاح الكبير الذي تحققه،حتى أصبحت تقليدا متعارفا عليه في أنشطتها السنوية. وأضاف مندوب الكشاف المغربي بالرباط أن عملية الإفطار كانت تقتصر سابقا على موائد محدودة، إلا أن الإقبال الكبير عليها حفز المنظمة على الرفع من عدد المستفيدين الذين أصبح عددهم اليوم يزيد على 240 فرد،منهم من يقصد المكان بشكل يومي، وآخرون يزورنه على فترات متباعدة،بالإضافة إلى بعض عابري السبيل،وحتى عندما لا يجد البعض مكانا لهم بين الموائد،بالنظر لمحدودية الطاقة الاستيعابية لمقر المندوبية، فإن عملية الإفطار تتم بطريقة التناوب،حيث يغلق الباب الرئيسي، ويعمد الكشافة المتطوعون إلى مدهم بالماء و التمر إلى حين فراغ المقاعد التي كان يجلس عليها من سبقهم. وأوضح القائد خالد أن زيادة عدد المستفيدين سنة بعد سنة، حتم الرفع من عدد الكشافة الذين يسهرون على التنظيم،و المساهمة في طهي بعض المأكولات، التنظيف عند انتهاء الإفطار،والذين يجدون بدورهم متعة لا حد لها وهم يقومون بهذا العمل الإنساني بعيدا عن أسرهم الصغيرة،هكذا يتم تقسيمهم إلى مجموعتين،كل واحدة تضم 8 أفراد،نظرا لرغبة الكثير من الكشافة في التطوع. وعن جديد هذه السنة، توقف المندوب عند إحداث تعاونية الكشفية لنساء المغرب التي تسهر على إعداد وجبة الإفطار. كما تم تسجيل زيادة في قيمة وحجم المساهمات والتبرعات التي تقدم من قبل عدد من المحسنين و الشركات الخاصة التي تنتج بعض المواد الغذائية الأساسية،بعدما تم لمس جدية هذه المبادرة الإنسانية الرمضانية. وأبرز المتحدث أنه من أجل نجاح العملية وإبراز مغزاها التضامني، وزرع الروح التضامنية في الناشئة، بادرت بعض المؤسسات التعليمية الخاصة بالرباط إلى تحفيز تلامذتها على المشاركة، سواء عبر جلب كميات من المواد الغذائية،وخاصة منها القطاني،والتي تقدم كتبرعات لإعداد وجبات الإفطار، بل هناك بعض من هؤلاء التلاميذ يقصدون المندوبية بعد موافقة أبائهم على الإسهام في تنظيم العملية،حيث يجودون بدورهم متعة كبيرة وهم يساهمون إلى جانب الكشافة في عمل تطوعي إنساني. وصرح القائد النايت أن حرص المندوبية على خلق أجواء عائلية في هذا الشهر الفضيل، يدفعها إلى تنظيم أنشطة موازية أخرى، كليلة النصف من رمضان التي تنشد فيها الأمداح النبوية، وتقدم فيها أطباق الكسكس ب"التفاية" للحاضرين، وفي ليلة السابع و العشرين يتم الاحتفاء بالأطفال اليتامى الذين تقدم لهم ألبسة تقليدية، وفضلا عن وضع الحناء للفتيات،يختتم المشهد بأخذ صور تذكارية لهم احتفاء بالمناسبة.