رافقت «العلم» منظمة الكشاف المغربي مندوبية الرباط خلال أنشطتها الرمضانية وفي دورتها 15 على التوالي، للاضطلاع على تفاصيل «مائدة الرحمان» التي تنظمها طيلة شهر رمضان، بالمقر الذي أهداه المرحوم علال الفاسي للكشافة سنة 1969، لمشاركتهم في المقاومة ضد الاستعمار.. اختارت منظمة الكشاف أن تكون «مائدة الرحمان» هذه السنة، وفاء لروح المرحوم عبد الحق الفهدي، الكشاف القائد الذي قدم الكثير في رحلة الأعمال الخيرية التي تقوم بها المنظمة طيلة السنة، وعلى رأسها «مائدة الرحمان». وهي عبارة عن مائدة إفطار تقام في أيام الصيام، تحضر فيها منظمة الكشاف إفطارا لفائدة المحتاجين والفقراء، وعابري السبيل مهما كانت جنسيتهم، وهي السنة 15 على التوالي، التي نجحت منظمة الكشاف وبعض المحبين والمتطوعين في هذا العمل الخيري. تضم المنظمة قادة وأشبال يقومون بتحضير المأكولات ويسهرون على تلبية حاجيات الوافدين بالمقر الكائن 3 زنقة أكنسوس شارع الحسن الثاني. * العلم: نهيلة البرهومي – ت:حسني
«العلم» ترافق منظمة الكشاف المغربي خلال مائدة الرحمان في دورتها 15 على التوالي
خالد النايت مندوب منظمة الكشاف بالرباط: مهمتنا مساعدة المحتاجين وزرع روح العمل الخيري في الشباب
في حديثه ل «العلم»، أكد خالد النايت، أو «تيرموميتر النشاط» ، كما يرغب أشباله بتسميته، أن فكرة «مائدة الرحمان»، تبلورت من لا شيء، حيث كان يتبادل أطراف الحديث مع القائدة نجية الفهدي، إحدى «جنود الخفاء»، أثناء قيامهما بنشاط تربوي للأطفال، بمقر المنظمة، فجاءت فكرة «إنجاز مشروع خيري يعود بالنفع على المحتاجين، في شهر رمضان، من خلال «مائدة الرحمان». وأضاف القائد « أول سنة كنا نتوفر فقط على 5أو 6 طاولات والآن والحمد لله وصلنا إلى ما يفوق 300 إفطار صائم، و150وجبة محمولة في اليوم الواحد».
ويتابع المتحدث «نقوم بصنع كافة المأكولات بأنفسنا، نحن خلية متكونة من قادة وأشبال الكشاف وأمهات و بعض أفراد أسرهم، كل واحد منا يتقن حرفة معينة، نحاول إشراك الصغار قبل الكبار ليتعلموا معنى العطاء في سبيل الله، ومساعدة الغير دون انتظار المقابل». وبخصوص الجهة التي تدعم هذه المائدة يقول المتحدث، إنه «ليس هناك جهة رسمية أو دعم من قبل الدولة، نعتمد على فاعلي الخير وبعض أصدقائنا ممن يحبون المشاركة والمساهمة، ويحدث في بعض الأحيان أننا نعاني من نقص في مواد معينة ويقوم بعض القادة بإخباري بالأمر مما يستدعي توقف المائدة إلى حين توفر المواد، إلا أنني أصر على إشعار الجميع أننا لن نتوقف بل سنعمل بما نتوفر عليه وسيفعل الله خيرا».
«العلم» ترافق منظمة الكشاف المغربي خلال مائدة الرحمان في دورتها 15 على التوالي
وفي سؤالنا عن سبب هذه الثقة يقول الكشاف، «في قرارة نفسي أؤمن بأن أحدهم سيسخره الله لنا، وهذا ما يقع فعلا يأتي فاعل خير ويزودنا بالمواد الناقصة، خصوصا وأننا نرفض المساعدات النقدية، فأقترح عليه جلب ما نحتاجه وبالفعل تحضر المواد ونكمل واجبنا أمام الله وأمام هؤلاء الحاضرين (في إشارة إلى من يحضرون للإفطار)». وفي الختام شكر القائد هؤلاء الناس، ممن يثقون في منظمة الكشاف، ويحضرون يوميا من أجل الإفطار، موجها رسالته إلى شباب المنظمة بالاستمرار بهذه الروح والعزيمة قائلا «أنتم شباب الغد ومستقبل هذا البلد، لا تنسوا مهامكم تجاه المحتاجين، وسيروا قدما ب «مائدة الرحمان» فهي وصيتي لكم».
«العلم» ترافق منظمة الكشاف المغربي خلال مائدة الرحمان في دورتها 15 على التوالي
نجية الفهدي قائدة بالكشاف: الأسرة هي المساهم الأول في خلق روح العمل الخيري لدى الأطفال
نجية الفهدي، أو القائدة الفاضلة كما يلقبها أشبال الكشاف، امرأة تترك بيتها الصغير وترافق «مائدة الرحمان» طيلة شهر رمضان، مهمتها الأساسية الطبخ، وبالخصوص تحضير «الحريرة» دون كلل أو ملل، صاحبة الفكرة من الأساس، استطاعت أن تواكب رفقة شباب منظمة الكشاف ولخمسة عشر سنة مطالب هذا العمل الخيري، فانتقلت من تحضير الإفطار ل 50 شخصا، إلى 300 شخص على الأقل.
يرافق نجية، ابنها الذي ربته على مبادئ العمل الخيري، ويساعد بدوره في هذا النشاط، تقول « ما وجدك عليه أولادك سيقومون به حتما، لهذا بعض الأسر لا تعي ماذا تفعل، ولا تعلم أنها المدرسة الأولى للطفل، ما دمنا نرغب بشباب ناضج وخير لهذا البلد، يجب أن نعمل على ذلك من خلال إدماج الأطفال في العمل التطوعي، قضاء وقت أطول مع الأبناء، الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤثر سلبا على تصرفاتهم»، مضيفة «يجب ألا يفكر الآباء بأنانية، فقبل أن يصنعوا مستقبلهم وجب عليهم وضع الأطفال في مقدمة أولوياتهم، ضرورة أن نزرع بداخل الصغار حب العطاء والتسامح واحترام الآخر لنستطيع المضي قدما».
«العلم» ترافق منظمة الكشاف المغربي خلال مائدة الرحمان في دورتها 15 على التوالي
فرحة الصائمين والقائمين على العمل
أمين أخديش:
قائد وحدات منظمة الكشاف المغربي فئة الكشافة والمرشدات هذا البرنامج الذي نقوم به خلال شهر رمضان هو برنامج يدخل ضمن منظومة حركة الكشفية المتمثل في العمل التطوعي، نسعى من خلاله إلى مساعدة الزوار مهما اختلفت جنسياتهم. ريم البقالي:
انضممت مؤخرا لهذه الأسرة، التي تعرفت عليها من خلال صديق لي، أعجبت بما يقومون به فالكل هنا يساعد الناس دون سابق معرفة أو دراية، تعلمت مجموعة من الأشياء التي ستفيدني مستقبلا، واستطعت تكوين علاقة صداقة مع مجموعة من الأصدقاء، والأهم من ذلك أننا نقوم بعمل نبيل.
«العلم» ترافق منظمة الكشاف المغربي خلال مائدة الرحمان في دورتها 15 على التوالي
إسماعيل الفهدي:
ابن السيدة نجية يتابع دراسته بالخارج يقول «أنا ابن المنظمة، أذكر وأنني منذ صغري وأنا أشارك في الأعمال التطوعية التي تقام هنا، واليوم أنا جد سعيد أنني سأقضي عطلتي في خدمة هؤلاء الناس، أن ترى الفرحة في وجوه هؤلاء الزوار هو أعظم ما يمكن أن تحققه».
محمد الكريزي:
منذ خمس سنوات وأنا أحضر إلى هنا لتناول وجبة الإفطار، لأنه ليس لدي عمل وأفتقد للنقود ، الجميع هنا يعاملني باحترام والأكثر من ذلك أستطيع الحصول على وجبة السحور، يكفي فقط أن أطلب ذلك، أشكرهم جزيلا على ما يقدموه لنا من مساعدة، خصوصا في هذا الشهر الفضيل. «العلم» ترافق منظمة الكشاف المغربي خلال مائدة الرحمان في دورتها 15 على التوالي
الجميع جند مجندين لإعداد مائدة الإفطار للصائمين
الساعة تشير إلى الخامسة زوالا، في مقر المنظمة يجتمع القائد ورفقاؤه والأشبال، ممن يسهرون على راحة الزوار كما يحبون مناداتهم، في المطبخ رفقة القائدة نجية مجموعة من الشابات والنساء يقمن بتحضير «الحريرة»، نحو ما يقارب 130 لتر، وفي الجهة المقابلة شابات في عمر الزهور يقمن بتحضير الرغيف، المكان مزدحم بالشباب والشابات كل واحد منهم يحفظ مهمته عن ظهر قلب. داخل القاعة التي يتناول فيها الزوار وجبة الإفطار فوج آخر من الأشبال يقومون بتحضير الطاولات، ووضع الصحون وملئها بالطعام المحضر مسبقا (الشباكية، الخبر، البيض..)، طيلة مدة العمل الكل مبتسم، وجميع من تحدثنا معهم يعبرون عن سعادتهم للقيام بهذا العمل، لا أحد يشعر بالتعب، ولا أحد ينتظر الآخر ليكمل عمله.
«العلم» ترافق منظمة الكشاف المغربي خلال مائدة الرحمان في دورتها 15 على التوالي
ثواني قليلة قبل وصول الزوار، استعد الكشافة لاستقبالهم بالزي، وهو عبارة عن قميص من اللون الرمادي، ووشاح أحمر يزين رقبتهم، العدد هذه المرة يفوق بكثير، لكن الأمر لم يكن مشكلا أمام القائمين على هذا العمل الخيري، يقول القائد خالد «سنقسم الزوار إلى قسمين، فور انتهاء المجموعة الأولى، سندخل المجموعة الثانية، فليقم أحد الشباب بمنح الواقفين على الباب تمرا إلى أن يحين دورهم». باب صغير في مدخل المقر، يخصصه القادة لمنح الوجبات المحمولة، ويستقبل طيلة الشهر ما يقارب 100 شخص يوميا. يسهر الكشافة على تسييره بشكل منظم.
«العلم» ترافق منظمة الكشاف المغربي خلال مائدة الرحمان في دورتها 15 على التوالي
وقت الإفطار، لا يعرف فيه المشرفون على هذا العمل الجلوس للإفطار، هو مخصص فقط للمساعدة، من يرغب بشيء يكفي فقط أن ينادي أحد الشباب ويحضر في الحال، ينتهي الفوج الأول، ويبدأ الفوج الثاني بالتوافد الكل يسرع لتحضير الأطباق وتقديمها، وعند الانتهاء تأتي مرحلة أخرى والمتعلقة بالتنظيف، تنتهي بسرعة فهمة ونشاط الشباب عاليين وكل يوم هو امتحان يصر فيه شباب منظمة الكشاف على تحقيق المبتغى.
«العلم» ترافق منظمة الكشاف المغربي خلال مائدة الرحمان في دورتها 15 على التوالي