كشفت وسائل إعلام فرنسية أن عناصر من الدرك الفرنسي قامت خلال الأيام القليلة الماضية، بمداهمة مقر شركة الخطوط الجوية الجزائرية بمطار أورلي بباريس و تفتيشه، و ذلك على خلفية تحريات تجريها المصالح الأمنية الفرنسية، في قضية تورط مسؤولين في النظام الجزائري، في قضايا تهريب و ترويج كميات من المخدرات الصلبة ، التي مصدرها أمريكا اللاتينية. وتركز التحريات الأمنية الفرنسية في شبهات استعمال منظمة إجرامية خطيرة متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات شركة الخطوط الجوية الجزائرية في توزيع كميات من المخدرات القادمة من بعض دول أمريكا اللاتينية في بلدان أوروبية عبر شبكتها هناك .
هذه التحريات التي تجريها السلطات الأمنية الفرنسية في أجواء تكتم شديد تذكرنا ، لامحالة، بتصريحات خطيرة كان قد أدلى بها وزير الخارجية الجزائري السابق عبدالقادر مساهل أمام حشد من رجال و نساء الأعمال الجزائريين ، اتهم فيها شركة الخطوط الملكية المغربية بنقل المخدرات عوض نقل المسافرين ، و هو بذلك كان يرد على سؤال عن سبب تفوق شركة الخطوط الملكية المغربية على نظيرتها شركة الخطوط الجزائرية .
كنا نعتقد آنذاك أن تلك التصريحات كانت تندرج في سياق تصريف العداء تجاه المغرب الذي أضحى سلوكا طبيعيا لدى المسؤولين الجزائريين ، لكن اليوم ، و في ضوء إجراء تحريات و تحقيقات أمنية حول إمكانية استعمال مقر لشركة الخطوط الجوية الجزائرية في النقل الدولي للمخدرات ، يحق لنا أن نشك فيما إذا كان الوزير الجزائري المقال مساهل كان على علم بهذه الجريمة ، و أنه حاول ممارسة التضليل باتهام شركة الخطوط الملكية المغربية بما كان يعلم أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية هي التي تقترفه .