في أفق إحداث منصات بحرية لتخزين الغاز بميناء طنجة المتوسطي أفادت منابر صحفية إسبانية مؤخرا، أن حكومة مدريد، وفي إطار إبراز حسن نيتها في تجاوز الخلافات القائمة وإعادة العلاقات الثنائية المغربية الإسبانية إلى سابق عهدها، قررت السماح لجارها الجنوبي بالاستفادة من أنبوب المغرب العربي- أوروبا، وتدفق الغاز في الاتجاه المعاكس (أي من الأندلس جنوب إسبانيا إلى شمال المغرب)، وتلبية وتأمين احتياجات المغرب من هذه المادة الطاقية، وذلك بعد أن كانت الجزائر قد أوقفت العمل بهذا الأنبوب نهاية شهر أكتوبر من السنة الماضية. وفي هذا الصدد، أشارت وكالة «أوروبا برس» استنادا لمصادر رسمية، قبول حكومة بيدرو سانشيز طلب المغرب المتمثل في استقبال سفن الغاز المحملة بالغاز السائل، الذي يتم شراؤه من الأسواق العالمية، وتفريغه بميناء إسباني وتحويله ثم ضخه عبر الأنبوب الممتد نحو المغرب. وأوضح المصدر الإعلامي ذاته، أن تلبية حكومة مدريد طلب المغرب يدخل في إطار تعزيز الشراكة الاقتصادية القائمة بين البلدين الجارين. ويذكر أن المغرب كان يحصل على احتياجاته الأساسية من هذه المادة الطاقية من الجزائر بأسعار تفضيلية، نتيجة مرور أنبوب الغاز عبر أراضيه نحو إسبانيا والبرتغال. لكن بعد الأزمة الديبلوماسية التي شهدتها العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، اتخذت هذه الأخيرة قرار إنهاء العمل بهذا الأنبوب، والاقتصار على أنبوب بديل ينطلق من أراضيها نحو الأندلس. وتوقع خبراء الطاقة حينئذ، حدوث أزمة خانقة للغاز بالمغرب، بسبب ارتفاع الأسعار في الأسواق الدولية، وعدم توفر المغرب على منصات غازية بحرية لتخزين الغاز، أو ميناء مجهز لاستقبال الغاز المسال وتحويله. ولهذا الغرض، يتم حاليا بالمغرب، وعلى قدم وساق، دراسة مختلف الجوانب التقنية واللوجيستيكية لإحداث منصات بحرية لتخزين الغاز بميناء طنجة المتوسطي. ويذكر أن الشركة البريطانية «شاريوت أويل إند غاز» التي حصلت على رخصة التنقيب عن الغاز بالمغرب، أعلنت الشهر الماضي (الاثنين 10 يناير) عن اكتشافها لكمية مهمة من الغاز قبالة سواحل مدينة العرائش. كما كشف المكتب المغربي للهيدرو كاربورات والمناجم في وقت سابق، عن نتائج الأبحاث التي أجريت على الحقلين البحريين «أنشوا 1 و2» والتي أفضت إلى وجود مخزون غازي عالي الجودة بالسواحل الأطلسية للمغرب، واحتياطي مهم من الغاز يصل إلى أزيد من تريليون قدم مكعب، مضيفة أنه تم إجراء تقييم كامل بواسطة جهاز عمق البئر من خلال التسجيل اللاسلكي، وتقييم بتروفيزيائي، واختبار التكوين تحت السطحي، وضغوط المكمن وأخذ عينات الغاز، وكذلك اختبار الجدار الجانبي. كما أكد المكتب المغربي للهيدروكاربورات والمناجم عن وجود تراكمات غازية كبيرة ببئر «أنشوا 2» مع طبقة غاز صافية تزيد عن 100 متر، مقارنة بطبقة الغاز التي تم اكتشافها سنة 2021.