تشير عدة تقاريرإلى أن قضية الامن المائي في العالم العربي في ضوء الصراعات المتوقعة على منابع ومصادر المياه في السنوات المقبلة، تبقى قضية مصيرية؛ وتقول ان الحروب القادمة ستكون بمعظمها حروبا على مصادر المياه، بعد ان اكدت مصلحة الارصاد البريطانية ان نصف العالم سيعاني من العطش بحلول العام 2060. في ظل هذا، يبقى السؤال مطروحا حول أهمية موارد المياه في تحديد مصير منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب ما اذا كان للعرب استراتيجية موحدة لمواجهة ازمة المياه، اضافة الى البحث عن البدائل، خاصة بالنسبة إلى الدول العربية التي تقع على ضفاف انهرٍ تنبع من خارج المناطق العربية، مثل دجلة والفرات والنيل، حيث نشبت مشاكل بين تركيا والعراق وسوريا حول الحصص، وهو ما يعتبر كالنار تحت الرماد.. مع الإشارة إلى أزمة المياه بين العرب واسرائيل . يرى الدكتور محمود ابو زيد، وزير الري والموارد المائية المصري السابق، عدم وجود أمن مائي عربي موحّد، وانه لا يمكن وضع استراتيجية مائية لأن الدول العربية تقع في احواض منفصلة. في حين يرى الدكتور وليد محمد زاهد ان، أستاذ الهندسة البيئية في جامعة الملك سعود ، إلى أن اختلاف طبيعة مصادر المياه تحول دون وضع استراتيجية عربية موحّدة للمياه. اما الدكتور عصام خليفة، باحث في قضايا المياه والحدود ، فلفت الى عدم تقدير المسؤولين العرب لأهمية وضع استراتيجية للمياه وما تمثله هذه الشكالية من مخاطر في المستقبل. وعزى الدكتور خليفة هذه المشكلة الى ظاهرة "الاستقواء" بين الحكومات العربية بعضها على بعض، خصوصا ان دولا عربية تمارس سياسة الإلحاق والقضم لمياه دول عربية اخرى. في وقت يرى الدكتور عادل عبد السلام , أستاذ الجغرافيا الطبيعية في جامعة دمشق ، ان الامن المائي العربي يظلّ حلماً على الورق ومعالجات الازمة تبقى نظرية. ووجّه الدكتور سفيان التل، مستشار دولي في شؤون البيئة، لوما وعتبا على القمم العربية لغياب ازمة المياه عن اجندتها, مشيرا الى ان المياه ستكون مصدرا وسببا لحروب عدة قد تجتاح المنطقة.