فتور مقلق في الحملة الوطنية للتلقيح يبدو أن المؤشرات الوبائية المستقرة على جميع المستويات، وانتشار أخبار تضرر مواطنين من اللقاح، وغض السلطات الطرف عن تراخي المواطنين في الالتزام بالإجراءات الوقائية، أسهمت مجتمعة في تجميد وتيرة الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا في مكانها لأزيد من 15 يوما. هذا ما تؤكده معطيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الواردة في التصريح نصف الشهري للحالة الوبائية في المغرب، مضيفة أن 74 في المائة من المغاربة يرفضون الحقنة الثالثة أو المعززة. في مقابل هذا الوضع، تتعالى دعوات الوزارة الوصية المواطنين لتلقي حقناتهم من اللقاحات، مشددة على أن المملكة الآن في أحسن مرحلة لتسريع وتيرة التلقيح. وقال البروفيسور عبد الله بادو، مدير مختبر علم المناعة بكلية الطب والصيدلة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن المغرب يوجد حاليا في وضعية وبائية مستقرة مقارنة بانتكاسات تعرفها دول عديدة، تتسم بارتفاع كبير في معدل الإصابات والوفيات. وهي انتكاسة كان وراءها متحور دلتا، قبل أن يظهر متحور آخر هو أوميكرون الذي راكم عددا كبيرا من الطفرات مما يخيف جل الدول. وقال بادو، إن هذا الوضع يملي ضرورة الحيطة والحذر للحفاظ على مكاسب المغرب في التصدي لجائحة كوفيد-19، وذلك بالرجوع للالتزام بالتدابير الاحترازية لأن الفيروس التاجي لا حدود له، ومن جهة أخرى فهذه هي الظرفية المثالية لتسريع وتيرة التلقيح بشكل كبير، حتى نكون مستعدين لدخول متحور أوميكرون. واعتبر المتحدث، أن ما يميز متحور أوميكرون هو تحقيقه لأزيد من 30 طفرة مقابل 8 فقط في دلتا. مما يعطي يقينا بسرعة هذا المتحور الذي سيحل مكان دلتا مع الوقت، وهذا يطرح أسئلة حول شراسته وإماتته، مما يوسع الفئة المهددة بالإصابة به. وبالنسبة لنجاعة اللقاحات الحالية أمام متحور أوميكرون، قال البروفيسور إن أغلب الطفرات التي حققها هذا المتحور تجمع كل الطفرات التي حققتها المتحورات الأخرى التي سبقته، مما يعطي وفق الباحثين احتمالية انخفاض فعالية اللقاحات الحالية، وهي فرضية تبقى في انتظار نتائج البحوث، وهنا يبرز دور الحقنة المعززة.