سأعد بعض الشاي أو رائحته فقط لامرأةٍِ تجيء من الحزنِ وتعود إليهِ، فينحدر ما يشبه الدمع من صورتها في المرآةِ شتلة لذكرياتٍ لم تكنْ، المرأة المقيمة في المنزلِ القديمِ لم ينل اليأس منها رغم آلام الفقدانِ، وأنا الحامل لأسرار المخاضِ أرى أعمدة دخانٍ تتصاعد حيث الفتى من دون أصابع مصاب بشظايا تمطر على الأرضِ كما في أيام تموز. يخيل إلي أني الوحيد الناجي من الحربِ. أنا من حط الحطام فوق رموشه، فقالت له المشدات ما أبهجك. لا أمضي إلا حيث أريد وعلى سجادة أمي أحاكي ضياء القمرِ أبدد صدى طلقات الرصاص بأغاني العاشقين ، ومن قبيل المجازفةِ أعد النجوم كلحنٍ يكتمل في الفراغ. أنا من تصلي من أجلهِ عواصف الضجرِ حقول الشوك موطني ومأواي. أنا من قالت له الفاتنات وقد خرجن تواً من ثقب إبرةٍ من نحت زفرة الحب في كفيك يا لون الزيتون ما أجملك. أنا نسيان فيرجينيا وولف قيود نابليون ونوبل يكتب للسلام وصية قاتلٍ. أنا وتد من غير خيمة واخضرار الدمنِ من دون ندى. أنا الملح المذاب في لحظة سهوٍ، والرعد الصامت ولا برق. أنا نقش تمحوه خطوة عصفور شريدٍ. أنا المجهول المعلوم، والكلام الأخرس. أنا من صاغت يداه إكليل الزمن، وصلى درويش صلاته الأخيرة في دمه، وألهم إدوارد سعيد أنشودة الشرق، وأملى على الأم تيريزا وصيتها لرغيف خبز. أنا من علم الحجر اللغة، وبعث غيفارا من موتهِ، فسبحان من جعلني أراقب عن كثب عناكب الموت، وأهب الخلود للأرض. أنا من قالت له النساء من علمك كل هذا العناد، والاحتفال بطقوس الذهابِ ليلا نحو اللُيلِ، عبق التاريخ مني كركرة ماء ضالٍ. أنا الجحيم أبوابه مشرعة أمام حديقة طروادة أحمل في جراحي ما نسيه الأنبياء، تعرفني غزة معرفة اليقين، والخليل لا يقل نبوءة. أنا بصمة كنعاني منحاز لذاكرة الغضبِ. أنا من قالت له المسنات الملفوفات بالسواد.. أيها الفلسطيني الدفوق مثل البحر ما الطريق إليك يا نافذةً ظلت تنتظر...