الكمية المتوفرة تكفي لأربعة أيام فقط والخصاص الكبير يتسبب في كوارث دقت مراكز تحاقن الدم بمختلف جهات المملكة ناقوس الخطر نتيجة الخصاص الكبير المسجل في مخزون الدم و التراجع المقلق لاحتياطاته الاستراتيجية الواجب توفرها للتدخل في حالات الطلبات المستعجلة التي أضحت تتقاطر على مسؤولي المراكز في ظل عجز هؤلاء عن الاستجابة لها نتيجة نذرة الموارد من المادة الحيوية للمراكز الاستشفائية بفعل تدني التبرعات الفردية و الجماعية .
أوضحت خديجة الحجوجي مديرة المركز الوطني لتحاقن الدم في تصريح ل «العلم» أن مراكز التحاقن على المستوى الوطني تعاني حاليا من نقص حاد في مخزون الدم الذي يغطي حاجيات أربعة أيام فقط اي ما يعادل 3250 كيسا في الوقت الذي تشدد توصيات منظمة الصحة العالمية على مخزون استراتيجي يغطي سبعة أيام على الأقل.
الدكتورة الحجوجي كشفت ان المدن الكبرى بالمغرب التي تتوفر على مستشفيات جامعية كبري و التي تلقى اقبالا كبيرا من المرضى تعاني بدورها من خصاص حاد في مخزون الدم لكونها توظف كميات من المادة الحيوية ومشتقاتها (بلازما؛ خلايا الدم الحمراء و البيضاء، الصفائح الدموية).
وأضطرت جمعيات شريكة مع مراكز التحاقن و أخرى تابعة للمجتمع المدني الى برمجة حملات تحسيسية في العديد من المناطق لتشجيع المتبرعين على التوافد على مراكز التبرع و حملات التطوع من أجل انعاش المخزون المقلق من عبوات الدم .
وعزا مسؤول بمركز جهوي لتحاقن الدم التراجع المقلق في احتياطي بنوك الدم على الصعيد الوطني الى ظروف جائحة كورونا التي عطلت التوافد المنتظم للمتبرعين الاعتياديين على مراكز التحاقن ، و قللت من الواردات المسجلة في الظروف الاعتيادية , كما قلصت برامج التبرع التي ظلت جمعيات المجتمع المدني تبادر بها موسميا ضمن أنشطتها السنوية .
وأكدت مصادر ل «العلم» أن بعض الموانع الصحية الظرفية للتبرع والمرتبطة بشروط الوقاية من تفشي الجائحة أسهمت بدورها في تقليص أعداد المتبرعين مما يفرض تنشيط برامج وحملات التحسيس و التوعية لتدارك الوضع و انعاش المخزون الاستراتيجي من المادة الحيوية الضروري للعديد من المصالح و الحالات الاستشفائية.