خبراء يدقون ناقوس الخطر ويحذرون من استمرار ارتفاع عدد الإصابات قد يهدد الدخول المدرسي المقبل هناك إجماع على أن الوضعية الوبائية بالمغرب جد مقلقة، وتنذر بالأسوإ، مع تحذيرات من حدوث انفلات خلال القادمة، في حال استمرار المغاربة في الاستهانة والاستهتار بخطورة فيروس كورونا، والتمادي في خرق الإجراءات الاحترازية.
وأكد بعض خبراء الصحة، أن استمرار ارتفاع عدد الإصابات بكورونا ينذر بانتكاسة وبائية، تفرض على المغاربة أخذ المزيد من الحيطة والحذر، لأن الوضع مقلق لكن مسيطر عليه، مضيفين أن ارتفاع عدد الإصابات سيتواصل خلال الأيام القادمة بسبب الانتشار السريع للسلالات الجديدة لكورونا، خاصة المتحور "دلتا" الذي يستهدف الفئات الشابة.
وحذرهؤلاء، من خطوة لا تقل خطورة، وهي الدخول المدرسي الذي لا تفصلنا عنه سوى أسابيع، والذي قد يساهم أيضا في انتشار واسع للفيروس، مما يتطلب من الجهات المسؤولة اتخاذ جميع التدابير اللازمة الصارمة لتطويق الوضع.
وكانت وزارة الصحة قد أكدت في النشرة اليومية لنتائج الرصد الوبائي ل(كوفيد-19)، حول الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس تسجيل خلال يوم واحد ارتفاعا مهولا في عدد الإصابات بالفيروس التاجي حيث قارب 10 آلاف إصابة، و169 حالة حرجة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 810 حالة، 23 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و 420 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي، في حين وصل معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة ل(كوفيد-19)، إلى 25,6 في المائة.
وصف الدكتور جمال الدين البوزيدي، طبيب مختص في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة السريرية، أن الارقام التي تفرج عنها وزارة الصحة خلال الايام الأخيرةهي بالمرعبة، تظهر ارتفاعا مهولا في عدد المصابين والحالات الحرجة، وصلت إلى 10 آلاف إصابة وهو مالم نصل له منذ بداية الجائحة، إضافة لما يقارب 20 بالمائة من الحالات المسجلة تصل لمراكز الإنعاش، مشيرا إلى أن الوضع قد يؤدي إلى انهيار المنظومة الصحية ببلادنا في حال استمرار عدد الإصابات، ولن نجد الأسرة في أقسام الإنعاش، وسنصل لما وصلت له بعض الدول الكبرى مثل إيطاليا وفرنسا والبرازيل. والهند التي تمتلك اقتصادات قوية رغم ذلك فإن منظوماتها الصحية لم تصمد أمام التزايد المتسارع لعدد الإصابات.
وأضاف الدكتورالبوزيدي في تصريح ل "العلم"، أنه وبقيادة صاحبة الجلالة، تم تحقيق نجاحات كبيرة في ملف تدبير الجائحة، أبرزها عملية التلقيح التي نجحت التي تسير بخطى ثابتة مكنت المملكة من دخول نادي الدول العشرين الأكثر تلقيحا لساكنتها، لكن مع الأسف الشديد لم نصل بعد لتلقيح 80 بالمائة من المغاربة لتحقيق المناعة الجماعية
واعتبر المتحدث نفسه، أن من أسباب دخول المغرب لهاته الفترة الصعبة، توافد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وأيضا الاحتفالات بعيد الأضحى وما أعقبها من زيارات عائلية، إضافة إلى خروج المغاربة لقضاء العطلة الصيفية، ويبقى الأسوأ قادما مع الدخول المدرسي وما يرافقه من غياب تام للوعي بمدى خطورة الوضع.
وتابع طبيب مختص في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة السريرية، أن ظهور متحورات جديدة أبرزها متحور "دلتا"، المعروف بشراسته وانتشاره السريع، يستهدف بشكل كبير فئات الشباب، مشددا على أن غياب الوعي لدى المواطنين واللامبالاة بالإجراءات الوقائية، معتقدين أن الفيروس غير موجود، من خلال الاكتظاظ في الشواطئ الأسواق، يساهم في تفاقم الوضع.
وأوضح ، أنه يجب على السلطات أن تتعامل مع المواطن بنوع من الصرامة لاجباره على الاحترام التام للإجراءات الاحترازية، من ارتداء صحيح للكمامة و التباعد الاجتماعي، وتجنب التجمعات وارتياد الأماكن المكتظة و غير المكيفة، لأن الوضع يزداد خطورة يوما بعد يوم وإذا استمرينا على هذا المنوال يمكن أن تحدث الكارثة، محذرا في الوقت ذاته، من المغالطات التي يروجها بعض الأشخاص من قبيل أن تلقي اللقاح يعفينا من التقيد بالتدابير الوقائية، ويجنبنا الإصابة بالفيروس، فهذا الأمر هذا غير صحيح، لأن التلقيح فقط يحمينا من الحالات الخطرة التي تؤدي للوفاة، وبالتالي على الأشخاص الملقحين الوعي بهذه المسألة بشكل كامل.
من جانبه، أكد الدكتورعفيف، عضو اللجنة العلمية لمجابهة كورونا، أنه في ظل ظهور متحور "دلتا" وانتشاره السريع بالمغرب أصبح الحل الوحيد لتجنب الوقوع في كارثة وبائية هو تسريع وتيرة التلقيح، وبلادنا تسير بخطى ثابتة في هذا الاتجاه، حيث تلقى خلال يوم واحد أكثر من نصف مليون شخص التلقيح، وهذا أمر إيجابي يبرز توجه الدولة لتسريع عملية التطعيم، مضيفا أن الأشخاص الملقحين نسبة تعرضهم للعدوى تقل بحوالي 13 مرة عن الأشخاص العاديين، إضافة إلى غياب الحالات الحرجة عند الملقحين بنسبة 93 بالمائة، الأمر الذي يظهر أهمية هذه العملية كحل للخروج من الأزمة والعودة للحياة الطبيعية بسرعة.
وبخصوص تدارك الموقف والتقليل من عدد الإصابات بالفيروس، شدد عضو اللجنة العلمية، على ضرورة استغلال الشهر المقبل بشكل محكم من خلال تشديد الاجراءات الاحترازية حتى نعود للوضعية التي كنا نشهدها في شهر رمضان، كما دعا المواطنين إلى احترام التدابير الوقائية والوعي بخطورة الوضع الذي نحن فيه الآن لتفادي الكارثة.