المشروع يندرج ضمن مخطط تنمية الدارالبيضاء (2015-2020) عبرت مجموعة من الفعاليات الجمعوية عن غضبها من استمرار تعثر مشروع إعادة إصلاح معلمة "زيفاغو"، المعروفة لدى ساكنة العاصمة الاقتصادية للمملكة، ب"الكرة الأرضية"، بالرغم من مواصلة أشغال التهيئة منذ رفع حالة الحجر الصحي في شهر يوليوز 2020، وهو المشروع الذي يندرج ضمن مخطط تنمية الدارالبيضاء (2015-2020)، ويهدف إلى رد الاعتبار لساحة الأممالمتحدة، والحفاظ على الطابع الشعبي للمدينة واستعادة تراثها.
وقد أدت عملية تأخر أشغال تهيئة تلك المعلمة البيضاوية، المتواجدة بوسط مركز المدينة، إلى بروز مجموعة من المظاهر السلبية على غرار انتشار الباعة المتجولين بالقرب من أحد الفنادق الكبرى المعروفة، وانتشار الأزبال، وخنق حركة المرور بسبب كثرة الراجلين القادمين من المدينة القديمة أو المتوجهين إليها قصد التبضع، حيث أن الأماكن المحيطة بمعلمة الكرة الأرضية المصنفة ضمن التراث المعماري بالدارالبيضاء، أصبحت في وضعية أثارت سخط وغضب البيضاويين، على اعتبار أن بطء وتيرة الأشغال ساهم في تشويه المنظر العام لتلك الساحة، التي تعرف حركة ذؤوبة بشكل يومي، لاسيما أنها قريبة أيضا من محطة الطرامواي، علما أن أشغال إعادة التهيئة انطلقت سنة 2019، وفق اتفاقية بين شركة التنمية المحلية "البيضاء للتراث" وشركة "الأجيال" الكويتية القابضة، وخصص لعملية إعادة الرونق لهذه المعلمة حوالي 14 مليون درهم، وأيضا لجعل ممرها التحت الأرضي، مزارا لساكنة العاصمة الاقتصادية، ومكانا لاحتضان أنشطة ثقافية وتجارية، كما أن الاتفاقية الموقعة بين الطرفين، تروم إعادة تهيئة محيط "الكرة الأرضية" بطريقة تتناسب مع غنى مركز مدينة الدارالبيضاء الذي يزخر بعراقة تاريخه ومعماره، وذلك لخلق جاذبية للسياح، ومواكبة التنمية الحضرية للمدينة ، وكذا إعادة تأهيل الممر الأدنى بطريقة راقية من أجل المساهمة في محو تلك الصورة القاتمة عن معلمة "الكرة الأرضية" التي تعرضت إلى التهميش والنسيان لسنوات.
يذكر أن مجسم "الكرة الأرضية"، يختزل في أبعاده إبداعات هندسية من توقيع المهندس الفرنسي جون فرانسوا زيفاغو، الذي وضع التصميم الهندسي للكرة الأرضية خلال القرن الماضي، حيث سعى وقتئذ إلى تحويل فضاء أساسي في قلب العاصمة الاقتصادية إلى تحفة جميلة، ومكان للإخبار وتوجيه زوار المدينة، وممر آمن للمارة، عبر تصميم مزج فيه بين الهندسية العربية الإسلامية والهندسة الحديثة، مشتغلا على ألوان عدة، مستفيدا قدر الإمكان من أشعة الشمس التي يتميز بها المغرب، كما أنه ساهم في وضع تصاميم منشآت أخرى، على غرار وضعه لتصميم المحكمة الابتدائية بالمحمدية سنة 1956، وتصميم المحكمة الابتدائية بابن أحمد سنة 1958، ومجموعة مدارس بيزيه بالبيضاء سنة 1960، ومركز الإصلاح والتهذيب بتيط مليل سنة 1960.