تتواصل بنجاح الندوات التفاعلية الرمضانية " كراسي جمعوية " التي تنظمها جمعية التربية والتنمية ATT ، من أجل إنعاش محركات العمل الجمعوي وتثمين الفعل التربوي والترافع لنصرة قضايا الطفولة والشباب ، الكرسي الثالث تناول ثقافة حقوق الطفل المداخل والمخارج وألية تحصين المناخ العائلي ، ودور المدرسة والاسرة في ترسيخ قيم المواطنة، وقدم أطوار الندوة الثالثة الاستاذ محمد مبتهج رئيس المجلس الاداري للجمعية بمشاركة الاستاذة مصطفى العراقي صحفي وناشط حقوقي وعضو المكتب التنفيذي لحركة الطفولة الشعبية ، والاستاذ مصطفى التاج نائب الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلالية والكاتب الوطني لجمعية الشبيبة المدرسية والاستاذ محسن كريم الشركي المدير التنفيذي للجامعة الوطنية للكشفية المغربية وكوتش معتمد في مجال القيادة والتداريب من المنظمة العالمية A.R.T.P.O. . المداخلة الاولى للأستاذ مصطفى العراقي تحدث في مدخلها عن التقرير الذي أعدته حركة الطفولة الشعبية عن حقوق الاطفال في زمن كورونا بمشاركة أساتذة في الجامعات المغربية، منهم ذ. محمد مفيد ومحمد مومن وعبد المجيد مكني والدكتورة رقية اشمال والدكتور عبد الرحمان بلمامون ، التقرير سينشر لاحقا ورقيا والكترونيا.
يقول الاستاذ العراقي في مداخلته أن التقرير يهدف الى ابراز بعض أوجه معاناة فئة هشة باغتها الوباء القاتل التي اتنشر بسرعة ، وتسبب في حجر صحي قاس وتدابير واجراءات منهكة . واضاف ان التقرير اشتمل على عدة محاور ،وعمل على رسم صورة لواقع الطفولة ببلادنا ،واضاف هناكأن بعض المحاولات التي تم فيها التضييق على حقوق الاطفال ؛حيث أصبح السكن بين عشية وضحاها مدرسة ومقر عمل وفضاء للعب والترفيه، مما ادى الى ارتفاع درجة التوتر وحالات عنف طالت الاطفال على الخصوص وقال أن العطلة فقدت قيمتها التربوية ، وبالنسبة للجمعيات التربوية ودورها في تدبير أزمة الجائحة اعتبر التقرير انها أبانت عن قيم التضامن في المجتمع والتحسيس والتوعوية وتقديم الخدمات، وقدم تصورا عن ما يجب فعله لتجاوز مختلف الاعصاب والعودة الى الحياة الجمعوية
مداخلة الاستاذ مصطفى التاج كانت أكثر واقعية لامست الوضعية القائمة في المدرسة ، ومشاكل التفكك الاسري والاكراهات التي تواجهها الجمعيات تنظيما وتنشيطا وتأطيرا ، وابرز في معرض حديثه عن التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية ، التي تؤثر على المشهد المدرسي والعائلي والجمعوي ، وتخلق مظاهر تساهم في تدني المردودية والخدمات ، وتحث هزات في أواصر العلاقات يتنج عنها مآسي البطالة والتشرد والتسول والتعاطي للمخدرات والعنف والسرقة بالإضافة الى الهدر المدرسي أو الانقطاع أو الهجرة. الكاتب الوطني للشبيبة المدرسية قال عن دور الجمعيات باعتبارها وسيطا ومحركا للتربية على القيم والمشاركة الايجابية في التنمية ، والحاضنة لعروض ومشاريع ذات بعد ثقافي واجتماعي وابداعي وتوعوي وتحسيسي ،أن الجمعيات التي تحمل هما اجتماعيا تعاني من قلة الامكانيات والتحفيزات ، وأيضا من الحوار والاعتبار ولا يوجد من يتقاسم معها الهم التربوي ، وتصنف احيانا خصما أو منافسا ، بدل اعتبار الجمعيات الجادة شريكا وفاعلا ومحركا ، ونبه السيد التاج الى الانعكاسات السلبية من تجاهل الجمعيات وأبعاد الشباب عن صدارة الاهتمام والقرار والمشاركة ، وتساءل بحرقة عن الحرمان الذي يطال الطفولة والشباب بسبب غلق المخيمات ودور الشباب ومراكز الاستقبال ، وصم الادان عن مطالب الجمعيات بالعودة الى حياة الجمعوية وتحرير الاطفال من الحجر والخوف والقلق موازاة مع فتح نقاش موضوعي، وتقييم منتج حول التعليم عن بعد وتكلفة الجائحة على الحياة الاجتماعية ، وظاهرة الخطف والتحرش والقتل للأطفال، دون اتخاذ اجراءات مقنعة للحد منها ، ومعاقبة مرتكبي هذه الافعال الشنيعة .
المداخلة الثالثة في فعاليات الكرسي الثالث التي قدمها الاطار والكوتش محسن كريم الشركي ، توجهت بالتحليل والاستنتاج الى الحديث عن آليات تخليق الحياة الاسرية وتامين مناخ صحي لصيانتها وابعادها عن التوترات التي تهدد كيانها ، او تضر باستقرارها وقال الاستاذالكوتش في تنمية القيادة أن هناك عدة أطراف تساهم مباشرة أو غير مباشرة في الاساءة الى كيان الاسرة ، نستطيع رصدها في المدرسة والاسرة والاعلام والشارع ، فضلا عن الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة في تنامي الظواهر الصعبة.
من جهة اخرى تقاسم المتدخل الرأي الذي بلورته الطروحات السابقة ، في سياق الحماية الاجتماعية للطفولة والشباب والخروج بمرافعات جريئة تنبه الى الاعطاب التي تمس التنشئة الاجتماعية ، من خلال معالجة المقررات المدرسية ، واحداث منصات للطفولة والشباب وشعبة خاصة بالطفولة في الكليات والجامعات وفرق عمل للمساعدة على تنزيل الورش الملكي للحماية الاجتماعية .
وختم الاستاذ محسن كريم الشركي مداخلته بتقديم مجموعة من الحلول والوسائط والاجتهادات الممكن توظيفها في إصلاح الأعطاب ، وتكثيف الجهود للدفع بتنشئة اجتماعية سليمة تحافظ على القيم والمشترك فيما بيننا.