أشار الدكتور محمد زيدوح عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال إلى أن سنة 1963 هي سنة تاريخية بالنسبة للمشهد الديمقراطي في بلادنا. وأفاد زيدوح في محاضرة ألقاها أمام المشاركين ضمن فعاليات الملتقى الوطني للحوار التلمذي الذي تنظمه الشبيبة المدرسية بالرباط. أن الانتخابات التي أجريت تلك السنة أبانت على مستوى الوعي ودرجة اليقظة التي كان يمتاز بها المغاربة في تلك الفترة ضد أشكال الفساد والزور. فرغم أن وزارة الداخلية آنذاك حاولت تزوير الانتخابات إلا أن الهيئة الناخبة تصدت لتلك العملية بقدرتها على الدفاع عن مبادئها وتوجهاتها، وتأسف الدكتور زيدوح لاندثار تلك الروح الوطنية التي ميزت ذاك الجيل، حيث أن الشباب اليوم تراجعت نسبة ثقته في كل ما يمت بصلة للعمل السياسي. فاليوم حسب زيدوح لم تعد معالم المشهد السياسي المستقبلية واضحة مادمنا لانتوفر على شباب واعي سياسيا. وعزا سبب هذا التراجع إلى انكباب مجموعة من الفاعلين السياسيين على الدخول في متاهات مصلحية وعدم تفكيرها في مصير الشعب ومستقبله السياسي . وأوضح زيدوح أن واقع وآفاق المشهد السياسي يحتاج إلى تشخيص دقيق لواقع وآفاق الأحزاب السياسية بالمغرب، وإعادة الاعتبار إليها بعدما عمدت جهات على إضعافها. وتساءل المحاضر عن أي وضع سياسي نريده للمغرب غداً، وكيف السبيل الى إعادة الاعتبار أو تعيد المجد للمشروع الديمقراطي واستطرد عضو اللجنة المركزية قائلا إن ما يمكنه أن ينقذ الأحزاب ويخرجها من غرفة الإنعاش هو مواجهتها الجادة لكافة أنواع الفساد واحترامها لقيم الديمقراطية ومجابهتها لأشكال البيع والشراء التي يعرفها المشهد الانتخابي ببلادنا. كما على هذه الأحزاب أن تقوم بتحديث وترميم أجهزتها وتشبيب دولبها وأشار إلى أن مغرب الغد يبنى اليوم بسواعد الشباب الطموح. وبين محمد زيدوح كيف أن حزب الاستقلال ظل محافظا على مبادئه ومناهجه الديمقراطية. وبقي متمسكا بأعرافه المدافعة عن الدين والوطن والعرش وهو ما جعل الديمقراطية تنتصر له في الاستحقاقات الانتخابية السابقة وتفرز رئاسته للحكومة الحالية التي أبانت على أن لحزب الاستقلال الريادة في العمل الديمقراطي.