الثقافة والفنون مجال حيوي مهم، فهما يعكسان الواقع وكافة الحقائق التي تدور في العالم، كما تبرز خصوصيات الأمم وثقافتها وتحضرها، وتربط بينها بجسر عميق، يقرب المسافات لإبراز قيمتهما الشامخة، لأنهما يعكسان صورة سامية و إيجابية، للوصول بالمجتمع إلى مرحلة الكمال. أخذ المجال الثقافي والفني في إبراز حضوره مع مرور الزمن، و قاد إلى إنشاء معاهد ومؤسسات وكليات للثقافة والفنون بكافة مشاريعها، ذات مسارات متعددة وتخصصات مختلفة بكافة مجالاتها، لتصبح بذلك سلما هاما في التطوير و التنمية، و مع مرور السنوات، أصبح الوسط الثقافي والفني خصوصا بمدينة الدارالبيضاء، يعاني من التهميش و اللامبالاة، و لم يجد أي اهتمام في الأوساط التعليمية وخارجها وأصبح في أسفل القائمة و مركباته فارغة، مقارنة مع الدول الأخرى التي تساهم في إبرازه و إعطاء قيمته، فانعكس ذلك بشكل واضح على المجتمع، إلى حد تيبس الإحساس الثقافي والفني لدى كافة الناس.
وأصبحت الثقافة والفن تشكوان من سياسة التدبير التي فاقمت الوضع و جعلت منه عرضا لا يستساغ، و الذي عليها ان تتحمل مسؤوليته الكاملة الولاية الانتدابية للجماعة و ستة عشر مقاطعة التابعة لها، و التي أنفقت ما مجموعه عشرة مليار في ظرف خمس سنوات، علما أنها لم تقدم أي برنامج ينص على الاستفادة في هذا الإطار، وبدورها لم تقم بأي محاولة في استدعاء كبار الفنانين والمثقفين على مائدة الحوار.
إن مجال الثقافة والفنون ركيزة أساسية في توسيع مدارك الناس، مما يساعدهم على تذوق ونقد الفن بكافة صوره، لأنهما كنزان يستحقان العناء والاهتمام والرعاية، على إعتبار أنهما يساهمان في بناء مجتمع ووطن طموح حيوي ومنتج، و من تم فإن المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي مطالبين بوضع مخططات و برامج تروم الإرتقاء بالمجالين الثقافي والفني عبر دعمهما ماديا و معنويا، سعيا وراء تغيير الصورة النمطية التي أثرت سلبا على مختلف الإبداعات، لاسيما في ظل أزمة تداعيات انتشار فيروس كورونا، حيث أن الثقافة و الفن يعتبران رافدا قويا في إبراز كافة المؤهلات، و إمكانية لعب دور أساسي في حقل الدبلوماسية على جميع المستويات، وخلق مسار موازي في تطوير علاقات المغرب مع كل الدول.