تقاطعت مداخلات المشاركين في ندوة في قاعة الاجتماعات في مقر غرفة الصناعة والتجارة والخدمات في مدينة تازة، عند تأكيد أهمية الدبلوماسية الثقافية كرهان استراتيجي لخدمة الفن والثقافة من أجل نشر ثقافة السلم والسلام والتعايش والأمن والأمان في مختلف دول العالم. وأكد المتدخلون في ندوة “الدبلوماسية الثقافية في خدمة السلام”، التي نظمت في إطار فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان “ليالي السلام”، أن الدبلوماسية الثقافية لم تعد ترفا في ساحة العلاقات الدولية، اليوم، بل أداة محورية للتعريف بمقومات أي بلد، ورؤيته للعالم، وعمقه الحضاري، وحيوية شعبه من خلال إنتاجات المبدعين، والمثقفين في مختلف مجالات الفن، والإبداع. وتناول الدكتور الفرنسي “كريستيون باغيو” كلمته بخصوص موضوع الغناء الكورالي من الناحية العلمية من خلال هذه الظاهرة، التي تتكون من أصوات فردية وجماعية، بالإضافة إلى بعده الاجتماعي، الذي يعتبر من بين الأمور المنتشرة في العالم، والتي تساهم بشكل كبير في تجمع الناس، وإذابة الفوارق بينهم. واستدل “كريستيون باغيو” على ذلك بمشروع قامت به سفارة فرنسا في دولة “بومبي” عام 2014، حيث تم تسجيل رقصة “طابل” كتراث مادي، وساهمت في تغيير صورة البلد بعد الحرب الأهلية، التي تعرض لها، ناهيك عن مجموعة من الأعمال، التي أشرف عليها، وساهمت بمشاركة مختلف الفاعلين في الميدان بخلق نوع من التوازن. وأكدت الفنانة والممثلة المصرية، وفاء الحكيم، في تصريح لها ل”اليوم24″، أن “الثقافة والفن، رافدان أساسيان من روافد السلام، وليس لثقافة الإرهاب والعنف مكان بيننا، على عكس الثقافة والفن باعتبارها الداعم الأساسي، والرئيسي للحرية، والرقي للإنسان، على اعتبار أن التقدم الإنساني لا يأتي إلى بالسلام والثقافة والفن”. وطالب المشاركون من دول إفريقية، وأربية، وعربية، بالإضافة إلى فعاليات المجتمع المدني التازي، خلال فعاليات الندوة الدولية، التي أختير لها موضوع “الدبلوماسية الثقافية في خدمة السلام”، بإبداء المسؤولين المزيد من الاهتمام بالمبدعين، والمثقفين، وتشجيعهم بالإضطلاع بدورهم كسفراء لبلدانهم من أجل نشر ثقافة التعايش والسلام من خلال إبداعاتهم وأعمالهم الفنية.