أصحاب المقاهي والمحلات التجارية يأملون في السماح لهم بتنشيط الحركة الاقتصادية ليلا في رمضان تسود حالة من الترقب في صفوف أصحاب المقاهي والمحلات التجارية، حول ما إذا كانت الحكومة ستعلن خلال الأسبوع الجاري عن إبقاء العمل بالتدابير والإجراءات الاحترازية المعمول بها منذ فترة في مواجهة تفشي جائحة فيروس "كورونا"، أو الإعلان عن قرار جديد يقضي بتخفيف تلك الإجراءات خصوصا منها إلغاء فرض حظر التجوال الليلي الذي ستنتهي مهلة العمل به يوم 30 مارس الجاري.
وتأتي حالة الترقب هاته، موازاة مع اقتراب شهر رمضان، الذي تعود فيه البيضاويون على السهر والخروج ليلا من أجل التبضع والجلوس في المقاهي رفقة الأصدقاء، وزيارة الأهل والأحباب، حيث أن الجميع يأمل في التخلص من تلك الإجراءات التي فرضتها الحكومة للحد من انتشار جائحة (كوفيد-19)، على اعتبار أن شهر رمضان الكريم له مجموعة من الخصوصيات المتجذرة في ثقافة المغاربة بصفة عامة، سواء على المستوى الديني والروحي أو على المستوى التجاري، غير أن سريان واستمرار العمل بالتدابير والإجراءات المتخذة من شأنهما الحد من حركية الناس عند حدود التاسعة مساء، في إطار تطبيق قرار حظر التجوال الليلي بالعاصمة الاقتصادية المعمول به منذ فترة.
وفي ظل سماح سلطات ولاية جهة الدارالبيضاءسطات مؤخرا، لقطاعي الحمامات التقليدية والعصرية، والقاعات الرياضية بالعودة إلى استئناف نشاطهم المعهود، فإن مجموعة من أصحاب المقاهي والمحلات التجارية والباعة المتجولين، أكدوا في تصريحات متطابقة ليومية "العلم"، أنهم يناشدون السلطات المحلية بالسماح لهم بممارسة أنشطتهم التجارية في شهر رمضان انطلاقا من موعد الإفطار إلى غاية الساعة الحادية عشرة ليلا، وذلك اعتبارا لتراجع المعدل اليومي لعدد الحالات المصابة بفيروس "كورونا"، وأيضا عدد الوفيات والحالات الحرجة التي تتطلب العناية المركزة بأقسام الإنعاش والتنفس الاصطناعي، موضحين في الوقت ذاته، أن الحكومة إذا كانت قد اتخذت قرارا يقضي بتعايش المغاربة مع الفيروس منذ يونيو الماضي، من أجل عودة النسيج الاقتصادي إلى العمل، فإن مطلبهم بممارسة أنشطتهم التجارية ليلا لن يكون له أي تأثير على الوضعية الوبائية ببلادنا، وذلك انطلاقا من تساؤلهم (هل فيروس "كورونا" يظهر فقط بالليل؟)، حيث أن طرحهم نابع من المؤشرات الرسمية الخاصة بتتبع الرصد اليومية للحالة الوبائية، التي توضح أن الوضع أصبح متحكما فيه وغير مقلق، مما فسح المجال أمام ساكنة الدارالبيضاء وعلى رأسها أصحاب المقاهي والتجار، التشبث بخيط الأمل من خلال دعوة الحكومة إلى اتخاذ القرار المناسب، وذلك بإعادة النظر في مسألة إغلاق جميع المحلات في حدود الساعة الثامنة مساء، وهو الأمر الذي لا يخدم مصلحة الجميع في شهر رمضان، الذي يساهم بامتياز في خلق رواج اقتصادي مكثف خلال فترة الليل، وحركة تجارية كبيرة على جميع المستويات.