أكد رئيس جامعة القاضي عياض الأستاذ محمد مرزاق حرصه على أن تكون هذه الجامعة في الموعد وأن ترافق مراحل البرنامج الاستعجالي وتحقيق بنود وأهداف الاتفاق الذي وقعته أخيرا الجامعات مع الحكومة بهذا الخصوص. في الجلسة التي جمعتنا مع الرئيس بحضور نائبيه المكلفين بالشؤون الأكاديمية والبحث العلمي والتعاون والتكوين المستمر وأداء الخدمات كان الحديث عن عدة نقاط مرتبطة أساسا بدور وآفاق تطوير الجامعة والأهداف التي تصبو إليها في ظل المستجدات التي أتى بها المخطط الاستعجالي والتحديات التي تطرحها المرحلة الراهنة، نترك المجال للقراء لاستشفافها في هذا الحديث المطول: س : ما هي أهداف جامعة القاضي عياض، بصفتكم المسؤول الأول عنها وما هي السياسة التي تريدون تحقيقها؟ جواب: أهداف الجامعة مرسومة في وثيقتين: الأولى هي المتعلقة بمشروع تطوير الجامعة خلال الأربع سنوات القادمة والتي جاء بها رئيس الجامعة ولكن انطلاقا من هذا المشروع، وانطلاقا من تشخيص حالة الجامعة وآفاق تطويرها لمواكبة المخطط الاستعجالي العام الذي وضعته الدولة ووضعت من خلاله بعض الأهداف لتطوير الجامعة المغربية. ويضم المشروع الاستعجالي شقين: الأول يهم الثانويات والابتدائيات، وهناك شق ثان وبنسبة 20 بالمائة خاص بالتعليم العالي. وجوابا عن سؤالكم المرتبط باستراتيجيات تطوير جامعتنا، أقول بأن هناك بعض الأهداف الأساسية في هذه الاستراتيجية وتتلخص في عرض التكوينات التي ينبغي أن تجلب أكبر عدد ممكن من الطلبة وعلى خلق جاذبية، لأننا نسير الآن في المنافسة بين الجامعات المغربية. لذلك نريد أن تكون جامعتنا جذابة سواء بالنسبة للطلبة أو الأساتذة لأن سمعة الجامعة الجيدة والتكوين الممتاز مرد ذلك إلى كون الأساتذة في مستوى عال. أضف إلى ذلك أننا سنعمل على تحسين الحياة داخل الجامعة وتحسين حياة الطالب، وهذا هو الهدف الأول. أما الهدف الثاني فيتمثل في إعطاء جامعتنا هوية قوية علمية وتكنولوجية بمعنى خلق جامعة تهتم بكل ما هو علمي وتكنولوجي وبارتباط مع العالم الاقتصادي والسوسيواقتصادي المحيط بنا. والهدف الثالث أن نجعل جامعتنا مشعة وأن نرفع من إشعاعها على المستوى الدولي. والحمد لله فآخر ترتيب يمنحنا رتبة جد مشرفة على المستوى الوطني وحتى على الصعيد الدولي وإن كانت مرتبة بعيدة، ولكننا أول جامعة على صعيد المغرب العربي. نعم هدفنا أن يتقوى هذا الإشعاع على الصعيد الدولي، لأنه كلما كان اعتراف وإشعاع دولي كلما تقوت الجامعة. وسنعمل كذلك على تحسين الحكامة الجيدة حيث سنبدأ بتفعيل المخطط الاستعجالي الذي يصب مضمونه في هذا الاتجاه وذلك في إطار أهداف معينة ومؤشرات ينبغي أن نصل إليها. ومسألة تحقيق الأهداف تتبعها مباشرة عملية تقويم، بمعنى أنه إذا خططنا أهدافا ومنحت لنا إمكانيات، فلابد أن يليها تقييم لهذا العمل سنويا وسنحاسب عليه. وآخر هدف مهم سنعمل من خلاله على خلق نظام تكوين للموظفين الإداريين والأساتذة، كما سنعمل سنويا على برمجة تكوينات لإعادة تأهيل الأساتذة وبخاصة الجدد، إذ أن كل أستاذ جديد سيلتحق بنا سيكون له تكوين بيداغوجي محض يتعلق بكيفية تدريس المواد؛ لأن الأستاذ يحصل على الدكتوراه ويتقدم إلى مباراة وفي حالة نجاحه فيها يدخل مباشرة إلى المدرج أو القاعة. فمن المستحسن والحالة هذه أن نمكنه من سلاح بيداغوجي يساعده على الرفع من أدائه وبالتالي تحسين جودة التكوين والمردودية بالجامعة. س: إذن يمكن اعتبار جامعة القاضي عياض عقل جهة مراكش تانسيفت الحوز، فما هي مساهمة هذا العقل لرسم الطريق نحو الانعتاق من التخلف بتمظهراته المختلفة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا؟ ج: أعتقد أننا سنكذب على أنفسنا إذا قلنا أن الجامعة ستحل جميع المشاكل علما أن الجامعة المغربية وبالخصوص جامعة القاضي عياض لها دور مهم جدا يمكن لها أن تلعبه فيما يخص المساهمة في التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لجهة مراكش تانسيفت الحوز. ويمكن أن يمر هذا التطور أو التطوير عبر إجراءات، نعمل على تنفيذها من خلال تطبيق البرنامج الاستعجالي الذي خططنا له والذي سيهتم: أولا بالموارد البشرية والعمل على تكوينها وتقوية قدراتها والتي يجب أن تكون في مستوى عال، لأنها هي التي سيطلب منها العمل في المؤسسات العمومية أو الخاصة أو في المقاولات في جهتها. لذلك علينا الاهتمام بهذه الموارد البشرية وسنهتم بها. ثانيا: ستتم الاستجابة لخصوصيات القطاعات المنتجة سواء فيما يخص الموارد البشرية وكذلك فيما يخص البحث العلمي، لأنه لا يخفى عليكم أن البحث العلمي له أهمية قصوى فيما يخص الاستجابة وتجديد الابتكار في الميادين التي تعيش مشاكل. ففي مجال البيئة، لدينا مختبرات وباحثين في مستوى عالمي بإمكانهم المساهمة في حل بعض المشاكل الخاصة بالبيئة على مستوى الجهة وكذلك المساهمة في خلق المقاولات وإحياء روح الابتكار وروح المقاولة لدى طلبتنا. وأُعلن بالمناسبة أنه تمت اتفاقية شراكة ما بين الجامعة ووزارة الصناعة والتكنولوجيا الجديدة، إذ تم التوقيع خلال شهر يونيو الماضي مع الوزير السيد الشامي على اتفاقية بهذا الخصوص. وهذا الاتفاق حاصل مع جامعتين مغربيتين فقط هما أكدال والقاضي عياض على اعتبار أنهما متوفران على مراكز الابتكار (Centres d"Inovations). وهذا يدل طبعا على دينامية جامعتنا وكذلك على مستوى البحث العلمي وروح المقاولة. ونتوفر الآن على منتوج مهم هو الآن في طور التجريب، حيث تَمَّ أولا اختيار مقوماته على مستوى المقاولة ولكن الخطوة الموالية ستتطلب شهرا ونصف إلى شهرين لكي تبرز النتائج ويصبح المنتوج جاهزا ومتداولا. فهذا ابتكار خرج من رحم الجامعة قام به أحد الطلبة واحتضنته الجامعة. فالطالب أتى بالفكرة لخلق مقاولة وكانت لديه براءة اختراع دولي، ثم قام بهذا العمل الذي تطلب منه الكثير من الوقت. فنحن الآن في المراحل النهائية لإعداد هذا المنتوج الذي تم استخراجه من الصُّبار (الهندية)، وهو دواء عبارة عن أقراص بروتين (proteine) خاص بالتخسيس لفقدان الوزن ومكافحة الدهنيات. وأحيطكم علما بأن هذا الدواء، تم إنتاجه بشراكة مع وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية. وفي جانب آخر هناك أيضا التكوين المستمر بالنسبة للخريجين من المؤسسات والمعاهد الذين يعملون بعدة ميادين داخل المدينة. كما لدينا برنامج آخر مهم في مجال التكوين الثانوي بشراكة مع الأكاديمية. س: هل هناك تنسيق بينكم والسلطة الجهوية؟ ج: هناك نوع من التجاوب، وكلما طلبوا منا المساهمة في إبداء الرأي أو تقديم المشورة، أو المساهمة في العمل الميداني سواء بشكل فردي كباحثين جامعيين أو كمؤسسات جامعية، فإننا نستجيب لدعواتهم ونساهم حسب ما نستطيع السلطات تأخذ بعين الاعتبار مضمون مساهمتنا ، ونحن كمفكرين نأمل ونطمح أن يكون هناك تجاوبا أكبر بل شراكة أكبر ، وأفضل الحديث عن الشراكة أكثر من التجاوب، لأنها هي التي ستزيد من تمثين العلاقات مابين الجامعة ومحيطها، وبين الجهة ممثلة في السلطات المحلية وبخاصة في المنتخبين. ولدينا أمل كبير في أن يكون لدى المنتخبين الجدد وعي أو إدراك بما يمكن أن تقدمه الجامعة ، وقد بدأت بوادر ذلك تظهر، فهناك أمل في المستقبل. وأشير بالمناسبة أن هناك شراكة قائمة مع مجلس الجهة وكذلك مع البلدية ولكن تفعيلها لم يكن مستمرا. وكيفما كان الحال فنحن نعمل لصالح المدينة ولجهتنا، وهذا واجب علينا، سواء طلب منا أو لم يطلب، فنحن نوجه كل تكويناتنا لكي تصب في كل التوجهات الوطنية ويمكن أن أذكر منها تكوين 10 آلاف مهندس، وكذلك فيما تحتاجه المدينة في مجال السياحة، واعتقد أن الجامعة لها دور ولديها إشعاع ويمكن أن تلعب دورا مهما في الاقتصاد وفي البيئة وفي العمران وكذلك في المحافظة على التراث الثقافي للمدينة وللجهة، ونحن نعمل في هذا الشأن إما مع فرق البحث بالجامعة وكذلك في إطار والشراكة التي تجمعنا مع جامعات أجنبية ، وبالمناسبة فقد شارك مجموعة من الأساتذة منذ أزيد من أسبوع في ملتقى دولي بلشبونة حول المحافظة على التراث. في هذا الإطار عقدنا شراكات للنظر والمحافظة على تراثنا ومن ضمن مساهماتنا في الحفاظ على التراث والثقافة متحف تِسْكوِين كما تتوفر على مشروع تقوية متحف التاريخ الطبيعي والذي سيتم تطويره مستقبلا، لكونه يضم مسائل مهمة جدا. إننا نشتغل في ميادين كثيرة ومتنوعة منها: الطبوغرافيا وإخراج الخرائط،، الخ. وما ينقص الجامعة هو الاهتمام بها من طرف جهات أخرى ومساعدتها وعدم تهميشها أولنقل نسيانها، والقول بأنها قائمة الذات وتشتغل بل على العكس لابد من شراكة وتقديم دعم والإقرار بأهمية وضرورة هذا العقل كما جاء في سؤالكم. نتمنى أن يساعدوننا بتقديم الدعم لنا من أجل بناء أحياء جامعية راقية حتى يتمكن الطلبة من تحسين وتقوية طاقاتهم الاستيعابية، على اعتبار أن السكن الخاص بالطلبة يطرح مشكلا كبيرا بمراكش ، وقد سبقتنا في هذه التجربة مدينتي القنيطرة وطنجة. ونحن نأمل في تفعيل هذه الشراكة لما فيه صالح المدينة والوطن والجامعة ككل . س: بعد التوقيع على العقود بين الجامعات المغربية والحكومة قلتم إن ذلك يهدف الى تسريع وتيرة الاصلاح الجامعي وتفعيله أكثر وتحسين مردوديته الداخلية والخارجية، فهلا تفضلتم بتوضيح ذلك لجمهور القراء؟ ج: التسريع بوتيرة الاصلاح يعني بالأساس أننا حددنا الآن أهدافا مرقمة ومؤشرات ينبغي الوصول إليها بمعنى أن هناك التزامات. إن الحاجة الجديدة في هذه العملية، ولا نقول إصلاحا جديدا. بل لنقل جاء بمنظور ومقاربة جديدين يجسدان التعاقد بين الدولة والجامعة لمدة أربع سنوات. فيما قبل كنا ننتظر في بداية كل سنة جامعية التوفر على بعض الإمكانيات المالية ، والتي لاتكفينا، ومن ثمة نبرمج لما سنقوم به خلال الموسم مقيدين بتلك الامكانيات المحدودة. أما الآن فنحن نخطط لأربع سنوات بإمكانيات أفضل من أجل تحقيق أهدافنا المتطابقة مع الأهداف الوطنية والمتمثلة في تطوير وتنويع عروض التكوين والرفع من عدد الطلبة المسجلين، والتحفيز للتفوق ومحاربة التكرار والهدر الجامعي. إذن كل ما قدمناه يصب في هذا السياق، وهذه هي التزاماتنا مقابل التزام الدولة بإعطاء الامكانيات المالية والبشرية، وهذه المقاربة الجديدة تسمح بخلق مبدأ استقلالية الجامعة، علما أن توفر شرط الاستقلالية وتوفير الإمكانيات يعني بالضرورة القبول بمبدأ التقييم الذي تحدثت عنه سابقا، فهو تقييم سيتم سنويا من طرف لجنة خاصة للوقوف على ما تم تحقيقه ، ولمعرفة هل تم الوفاء من جهتنا بالالتزامات، إن التقييم والمحسابة شيء مهم في تسيير المؤسسات العمومية وخاصة الجامعية، وسيخلق تنافسية جديدة مابين الجامعات فيما سبق كان نفس التكوين المتواجد هنا بكلية الآداب هو نفسه في طنجة وفاس، وكذلك الأمر بالنسبة للحقوق. أما حاليا فقد أصبح هناك اجتهاد من طرف الأساتذة، وهم الذين سيعملون على خلق تكوينات جديدة.،لهذا أصبحت هناك تنافسية بهدف تطوير الأداء. س: إمضاء هذا الاتفاق يعد مسؤولية جسيمة على كاهل الجامعات المغربية ومسؤوليها وأساتذتها وطلبتها، فلم يبق إذن أي مبرر للتنصل من المسؤوليات مادامت الحكومة مجبرة على التمويل وعليه ماهو التصور الذي رسمتم لحاجيات جهة مراكش تانسيفت الحوز بجامعة، ماهي طبيعة تسييركم بجامعة القاضي عياض لتستجيب للتحديات التي يفرضها التطور؟ ج: عملنا الأساسي،والمنوط بكل جامعة من الجامعات، يتمثل في ثلاث مسائل هي: التكوين والبحث العلمي ثم المساهمة بطريقة أو بأخرى في تنمية الجهة. مانقوم ببرمجته هو التكوينات التي ستنفع الجامعة والجهة في ظل التطور. ولهذا أعطينا أهمية للبيئة وللسياحة وللإعلاميات بصفة عامة وللتكنولوجيا وللطاقات المتجددة. إذن نحن نشجع التكوين والبحث العلمي في المسائل التي لها أهمية وطنية. وهذا هو التوجه، حيث ننطلق مما يمكن للجامعة أن تقوم به وما هي إمكانياتها ونحو أي هدف. المسؤولون الآخرون هم من يسطرون ، فنحن لايمكن لنا أن نحل محل المنتخبين أو المجالس أو السلطات... إذا سطر المسؤولون عن المدينة لنشاط اقتصادي معين فنحن سننخرط فيه، وستكون الجامعة قوة اقتراحية. فمثلا عندما هذا البرنامج الاستعجالي الوطني فالجامعات المغربية انخرطت فيه لكي نحقق هذه الأهداف ولاتي ستنظر لها فيما بعد تطوير التكوينات، وجامعتنا رائدة في هذا الميدان حيث تساهم وتعمل على تكوين موارد بشرية وأبحاث علمية. واعتقد أن الجامعة لها دور ولديها إشعاع ويمكن أن تلعب دورا مهما في الاقتصاد وفي البيئة وفي العمران وكذلك في المحافظة على التراث الثقافي للمدينة وللجهة. ونحن نعمل في هذا الشأن إما مع فرق البحث بالجامعة وكذلك في إطار الشراكات التي تجمعنا مع جامعات أجنبية، وبالمناسبة فقد شارك مجموعة من الأساتذة منذ أزيد من أسبوع في ملتقى دولي بلشبونة حول المحافظة على الثرات عقدنا شراكات للنظر والمحافظة على ثراثتنا، ومن ثمن مساهماتنا في التراث والثقافة متحف تسكوين كما تتوفر على مشروع تقوية متحف التاريخ الطبيعي والذي سيتم تطويره مستقبلا، لكونه يضم مسائل مهمة جدا. إننا نشتغل في ميادين كثيرة ومتنوعة منها: الطبوغرافيا وإخراج الخرائط... الخ. وما ينقص الجامعة هو الاهتمام بها من طرف جهات أخرى ومساعدتها وعدم تهميشها أو لنقل نسيانها، والقول بأنها قائمة الذات وتشتغل بل على العكس لابد من شراكة وتقديم دعم والإقرار بأهمية وضرورة هذا العقل كما جاء في سؤالكم. نتمنى أن يساعدوننا بتقديم الدعم لنا من أجل بناء أحياء جامعية راقية، حتى يتمكن الطلبة من تحسين وتقوية الاستيعابية على اعتبار أن السكن الخاص بالطلبة يطرح مشكلا كبيرا بمراكش ، وقد سبقتنا في هذه التجربة مدينتي القنيطرة ثم طنجة. ونحن نأمل في تفعيل هذه الشراكة لما فيه صالح المدينة والوطن والجامعة ككل. س: بعد التوقيع على العقود بين الجامعات المغربية والحكومةقلتم إن ذلك يهدف الى تسريع وتيرة الاصلاح الجامعي وتفعيله أكثر وتحسين مردوديته الداخلية والخارجية، فهلا تفضلتم بتوضيح ذلك لجمهور القراء؟ ج: بتسريع بوثيرة الاصلاح يعني بالأساس أننا حددنا الآن أهدافا مرقمة ومؤشرات ينبغي الوصول إليها بمعنى أن هناك التزامات. إن الحاجة الجديدة في هذه العملية، ولانقول إصلاحا جديدا.