لم تمض سوى أيام قليلة جدا عن الشروع في استغلال حافلات الجيل الجديد للنقل الحضري بالعاصمة الاقتصادية، حتى بدأ المتهورون في رشق بعض الحافلات بالحجارة، مما تسبب في تكسير نوافذها وإلحاق أضرار مادية بها، الشيء الذي استنكرته العديد من الفعاليات التي طالبت باتخاذ عقوبات زجرية في حق المتورطين في هذا العمل الإجرامي، خاصة بعدما برزت العدوانية من طرف شخص دعا شباب ساكنة الرحمة بتخريب الحافلات الجديدة، وذلك بنشر تدوينة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، قال فيها: (ياالله أولاد الرحمة...مايكملوش عدنا شهر). وموازاة مع ظاهرة تخريب بعض الحافلات الجديدة، فإن أرباب وسائقي سيارات الأجرة الكبيرة، حاولوا عرقلة بعض الخطوط الجديدة لحافلات النقل الحضري التابعة لشركة "ألزا" التي تشرف على تدبير القطاع، حيث تجمهر سائقو عشرات سيارات الأجرة الكبيرة يومه الاثنين، أمام عمالة إقليم النواصر، وقاموا باعتراض حافلات (ألزا بيس) ومنعها من التجوال بخطوطها الجديدة الرابطة بين ساحة السراغنة بتراب عمالة الفداء مرس السلطان، ومنطقتي بوسكورة والجماعة الترابية أولاد صالح بإقليم النواصر، مطالبين خلال وقفتهم الاحتجاجية الجهات المسؤولة بإلغاء تلك الخطوط على اعتبار أن اشتغال الحافلات الجديدة أثر عليهم سلبا، وتسبب لهم في الركود عقب تفضيل المواطنين الراغبين في التنقل الركوب في الحافلات بدلا من سيارات الأجرة الكبيرة التي امتصت جيوبهم.
وبهذا الخصوص أكد مصدر نقابي، أن اجتماعا من المرتقب أن يجمع بين عامل إقليم النواصر، وممثلي سائقي سيارات الأجرة الكبيرة ببوسكوة، يومه الخميس من أجل دراسة ومناقشة الوضعية الجديدة عقب شروع حافلات النقل الحضري في العمل بالمنطقة، مشيرا إلى أنه يعارض بشدة تصرف بعض سائقي سيارات الأجرة، المتمثل في اعتراض سير بعض الحافلات، مما يعتبر تصرفا غير قانوني، مضيفا أنه يجب إيجاد حلول لمشاكل قطاع سيارات الأجرة الناجمة عن اشتغال الحافلات الجديدة.
يشار إلى أنه تم اعتقال مجموعة من المتورطين في الهجوم على تسع حافلات للنقل الحضري الجديدة، في انتظار تقديمه أمام القضاء، فيما أوضح المهدي صفوان، المدير العام لشركة "ألزا" المكلفة بتدبير القطاع، خلال تقديمه لعرض حول الحافلات الجديدة البالغ عددها 450 حافلة، في أشغال الدورة العادية لمجلس مؤسسة التعاون بين الجماعات الترابية للدار البيضاء، أن مجموع الحافلات التي سبق أن تعرضت نوافذها للرشق بالحجارة من طرف مجهولين قبل العمل بالحافلات الجديدة، يصل إلى 180 حافلة في الشهر، أي بمعدل ست حافلات في اليوم الواحد. بينما بلغ عدد الحافلات الجديدة التي كسرت نوافذها إلى 9 حافلات، بمنطقة تراب حي مولاي رشيد والحي الحسني وغيرها من المناطق، حيث أن عصرنة أسطول حافلات النقل الحضري خلال السنة الجارية، يروم الاستجابة لحاجيات ساكنة الدارالبيضاء والأقاليم المجاورة، عقب معاناة دامت لسنوات.