شهدت قاعة المتحف الأمازيغي بأكادير أخيرا أول ندوة أدبية لجمعية تيرّا (رابطة الكتاب باللغة الأمازيغية)، بحضور عدد كبير من المبدعين والنقاد والكتاب والمهتمين عموما بالشأن الأدبي والثقافي الامازيغي. وقد ترأس الروائي عبد الله صبري هذه الندوة ، وتناول بعد ذلك الكلمة السيد عبد الوهاب بوشطرت الكاتب العام للرابطة قدم فيها الإطار الجديد والتعريف بأهدافه والبرنامج الذي سطرته الجمعية لتنفيذه هذه السنة، بعدها أفسح المجال للعروض التي تروم تقديم نبذة عامة عن حصيلة أزيد من ثلاثة عقود من تاريخ الكتابة باللغة الامازيغية بالمغرب. وكانت البداية مع مداخلة محمد أكوناض رئيس الرابطة حيث قدم لمحة مركزة عن ماضي الكتابة بالامازيغية وبعض الشواهد المؤكدة لقدم علاقة الامازيغ بالممارسة الكرافية ، وسلط الضوء على زمرة من المفكرين الامازيغ القدامى الذين طواهم النسيان رغم مساهمتهم الكبرى في إغناء الفكر الإنساني، مشيدا ببحث عبد السلام بن ميس في هذا الإطار بعنوان (مظاهر الفكر العقلاني في الثقافة الامازيغية القديمة). وقدم محمد أوسوس لمحة عن التجربة الشعرية الأمازيغية الحديثة التي انطلقت مع صدور أول ديوان شعري أمازيغي، حيث عرض المحاضر جردا إجماليا للدواوين الصادرة بكل من الجنوب والريف والأطلس المتوسط، مع مقارنة كمية لهذه الدواوين حسب هذه المناطق، وتصنيف لهذه التجارب ختمها الباحث بتقديم ملاحظات عامة عن الحضور النسوي ودور المواقع الالكترونية والجرائد الأمازيغية في هذه الدينامية الأدبية، بينما تطرقت مداخلة لحسن زهور للكتابة السردية الأمازيغية مصنفا الكتاب في هذا السياق إلى عدة اتجاهات تبعا لتفاوت إسهاماتهم وتعدد مشاربهم وتم اختتام المداخلات بعرض عبد الوهاب بوشطرت ركز فيه على تقديم حصيلة الترجمة في الأمازيغية، حيث صنف الأعمال المنجزة إلى ما هو متعلق بالجانب الديني وتندرج ضمنه مؤلفات الحسين الجهادي في ترجمة معاني القرآن وحديث البخاري والحديث القدسي والسيرة النبوية، وما هو متعلق بالجانب الحقوقي والقانوني وتندرج فيه بعض الترجمات المتعلقة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومدونة الأسرة أو الاتفاقية المتعلقة بالشعوب الأصلية، أما الشق الثالث فخصص للترجمات التي تمت في المجال الأدبي، ولاحظ غياب المعاجم المتخصصة او الوظيفية.