إن عزمتَ على زيارة بيت خناتة، فاستقل سيارة أجرة، واطلب من السائق أن يرشدك إلى سكناها. لست فضوليا لأسألك عن سبب الزيارة، فقد تكون ضحية مرض أو خداع أو نصب أو وهم أو فقط تحب الاستطلاع. ليس الأمر ذا بال، فغالبا ما تثير زيارة خناتة التساؤلات والتكهنات. الأساسي أن تقتنع أن ذهابك سيرا على الأقدام يعرضك لمخاطر قد تجعل رجوعك متعذرا وربما مستحيلا. بيت خناتة الوطيء يتوسط بيوتا تشبهه، يتعرف عليه الوافد بالراية الخضراء الباهتة اللون المنتصبة فوق الباب، وكذلك بوصمة خمسة أصابع منقوشة بالحناء، ذلك أول ما يطالعك قبل أن تظهر صورة الشخص الذي يستقبلك، وقد يصعب عليك فرز ملامحه فهو غالبا ما يكون مغلفا بأطياف بخور تتماوج بحثا عن منفذ. بالرغم من أنني أدمنت زيارة خناتة، فإنني كنت أفقد كل مرة خريطة الطريق، انتبهت أول الأمر وأنا تائه بين الحارات أن البيوت أنشئت لأهداف غير السكن، فالحيطان كانت قصيرة والممرات ملتوية وجد ضيقة، والأزقة متداخلة في ما بينها، شبيهة بالأمكنة المخصصة لإخضاع الفئران للتجارب والأبحاث الطبية، أو لتعليم نوع من فنون الحرب المتواضعة. ويتصادف أن يتخذها بعض الأطفال فضاء للعب، لكنها تبقى غير مأمونة العواقب، إذ يحدث أن يتيه الصغار بين تلك الدهاليز المغلقة، حيث يخسر كل متفقد، طفلا هناك، هدوءه وأعصابه قبل أن يفلح في العثور على المفقود. ولا شك أن الوافدين على خناتة أو الرحمة خناتة، كما يطيب للجميع مناداتها، تساءلوا عن سر هذه البيوت وعما سخرت له قبل أن تحوّل إلى سكن، والغريب أن الأسلئة لا تلبث أن ترحل عندما نتمكن من لقاء خناتة وجها لوجه، وننشغل بشرح موضوع الزيارة. سعدت كثيرا عندما هل دوري بعد طول انتظار بالقاعة المستطيلة المقصية بالبيت، حيطانها تحمل خدوش معالم صور وكتابات زمن بعيد، قاومت البرودة المستقرة بها صورة فارس يشهر سيفه تجاه حيوان أسطوري يحمل رؤوس كائنات متعددة، كما علقت آيات قرآنية فوق لوائح خشبية وتدلت تمائم وقلائد مهترئة وأعشاب يابسة وهياكل بعض الحيوانات المحنطة (فئران يتيمة، رؤوس ضباع، رؤوس حمير دون ألسنة... ) إلى جانب أحذية رياضية «سبرديلات». شديد الوجل، تحركت للجلوس قرب خناتة، بسرعة، مسحت عيني المكتظّتين بالقاعة المستطيلة، لم يرتطم نظري بأي وجه مألوف، ذاك ما توهمه بصري، جمعت ركبتي لأحدّ مجال الحديث، احتطت أن يبقى محاصرا وسط الفضاء الذي أغلقته بركبتي الناتئتين. سرعان ما سقطت الجدران الوهمية التي بنيتها لمجال البوح مع خناتة، إذ استقرت طلقة عينيها الكاشفة فوقي، وطالت شظاياها كل محيطي، تململت منزعجا، عدلت من جلستي، شعرت بأحد المكتظين ورائي يوسع من رقعة جلوسه. وغير مهتمة بارتباكي، سألتني خناتة عن اسمي واسم كل فرد من أسرتي، وكانت تنقل إجاباتي على جدول، وترسم مربعات بقلم من قصب، بدربة المريد، يعبر عن ولاء متوارث، تندلق منه حبات صمغ أحمر لا يلبث أن يمتصها ظمأ الورق دفعة واحدة، وبِشَرَه ينتظر قطرات غيرها. وتخط خناتة أرقاما تقابلها بحروف، ثم تضرب أرقاما في حروف وترسم حروفا وسط أرقام. سألتني: - هل تعرف خديجة؟ .... امرأة طويلة القامة، عريضة الجبهة، قمحية اللون، شعرها فاحم. - خديجة؟ رحت أنقب على ال»خديجات»،... كثيرة هن النساء اللواتي يحملن هذا الاسم، شرعت أقتفي أثرهن بصفحات دفتر حياتي: أمي...أمي قصيرة القامة... قصيرة القامة قياسا بي، انتبهت إلى جليستي، جلستها تفضح بدانتها، أعتقد أنها مربوعة القد، المنديل يحجب شعرها، لم أتبين إن كان فاحم السواد، حتى أمي خديجة، قليلة هي المرات التي كشفت لي عن شعرها، آخرها يوم ضبطتها بحمام البيت تطلي صباغة سوداء، أفزعتها رؤيتي، وبررت الطلاء بكونه يخفف حدة ارتفاع الضغط. تستمر خناتة في مواجهة الحروف بالأرقام، وأستمر في عرض كل النساء اللاتي يحملن اسم خديجة، وأخضعهن لمقاييس الطول ولون الشعر. لم أوفق في ضبط خديجة تستجيب لمعايير خناتة. - أنت مريض ومهووس بعد أن «ثقفوك». بعد هجر زوجتك الحامل. اكتويت باكتشاف عجزك، هجرك النوم والراحة، وتشردت باحثا عن زوجتك وحملها وأشيائك الأخرى. ينقبض قلبي، وينقبض الشد على ركبتي، تسلمني خناتة قطعة حجر أملس، تأمرني بوضعها على القلب مع ترديد: «يا قلبي يا تخمامي، دِر النية، ونْعَس مع القلوب الحية، يتحقق المراد: تْوگض الأعضاء المثقفة، وترجع الهمة لمولاها بلا شرط بلاحْميّة». دفنت قطعة الحجر وسط يدي، ولاشك أن المكتظين قربي ينبسون: «يا قلبي يا تخمامي...»، إذ استوقفتني خناتة: خسارتنا كبيرة، كيف نعوّل عل العليل...؟ والّ عليل ما تفخر به سلالة». واستمرت معاتبة، وحِدّة مواجهتها تلسع عيون ترقبي الجاحظة: «جرّي على رجولتك، قبل ما يغبر ثْقافك بالروضة المنسيّة!». أتحامل وأنا أضيق الشد على الركبتين، يرتد بصري خاسئا بعد أن ارتطم بهامات المكتظين المنتظرين أدوارهم. يشير علي أحدهم بالدخول إلى غرفة مجاورة، ترشح أجواؤها برائحة القطران، حيث أخبرتني سيدة هناك عن موعد الزيارة المقبلة، وشرحت لي بتفصيل ما يتعين علي إحضاره بعد أن تسلمت مني «الفتوح»، وذكرتني بتكلفة إنقاذ ذكورتي من قبضة «الثقاف». عند زيارتي لبيت خناتة للمرة الثانية، وجئت حاملا معي صورة حديثة لزوجتي من الحجم الكبير، والملابس الداخلية التي كانت ترتديها في خلوتها الأخيرة معي، ونعلها المنزلي، ومجموعة الحلي المفضلة لديها، ونظارتها الطبية وشعرها المستعار الذي تستعمله في بعض المناسبات، والملقط الذي تنتف به الشعيرات الزائغة عن الخط المحدد لهيئة حاجبيها. ودزينة شموع بيضاء، وديك رومي أسود. لم أفلح في إعداد نهج سيرة مختصر لحياة زوجتي العاطفية كما طُلِب مني، وتطلعاتها المستقبلية، إذ لم أفهم ما تريد بالتطلعات المستقبلية، قلت مع نفسي حينها، ربما تقصد المستقبل الاجتماعي أو السياسي، استدركت، دائما مع نفسي طبعا، وأنا بالغرفة المرشحة بالقطران حيطانها، ما شأن زوجتي والسياسة؟ تريثت، ربما ترمي إلى الجوانب العاطفية، ارتحت لهذا التأويل، انطلاقا من أن النساء لهن بعد نظر عاطفي محدد، وهن غالبا ما يقتتن من تطلعات مرتبطة بالقلب. واحتفظت بالتأويل، مخافة أن تعتبرني السيدة شخصا جسورا مثقفا يستصغر شأن النساء. فأنا وبغض النظر عن كيدهن العظيم، ما تجرأت يوما على احتقار النساء؟ استغرقت زيارتي الموالية وقتا طويلا، وكان ينذر بضياع تحكمي في أعصابي، إذ صدمتني إحدى مساعدات خناتة، ولم تكن سيدة غرفة القطران، بهالة محياها والوشم الذي غطى وجهها الخيّر، بقامتها الفارعة، وبياض بشرتها النقي، اكتشفت أنها تستجيب لمعايير خناتة في خديجة، معذبتي، التي تملك لا محالة سر «تثقيفي». تعلقت بأمل عابر، مطمئنا، انبطحت أمامها، أتمتم بمعاناتي. كنت ضعيفا، متعبا... شعرت بدوار، ثم بحنين إلى الارتماء فوق حضن أمي، والاستغراق في نوم عميق. دعتني المساعدة للانضباط، قالت «كاين الراجل، والرويجل وخشلاع الدار، وأنت خشلاع، خشلاع مْندّي، ما يصْلاح لا لعافية لا لغبار». سلمتني حبة دواء، في حجم حبة الأسبرين، وأمرتني بابتلاعها، لم أتجرأ على طلب الماء. تعتصم الحبة بحلقومي، ولا تأبه المساعدة بحالتي، لما انضاف الشعور بالاختناق إلى حالة الوهن والعجز. استمرت غاضبة «تگعد عَلْقنّب إنك متهاون وجبان، تعطلت فيك ذكورتك، بعد افتقارك لرجولتك». منعت الحبة مرور الغصة. حاولت لملمة شتات أفكار منفرطة. عزمت على التجلد أمام هذا السيل المذل لي من قبل النساء، فهدفي هو استرداد زوجتي وأشيائي الأخرى. ولن يثنيني حاجز عن الوصول إلى تحقيق غرضي. لم تترك لي المساعدة فرصة التحكم في ما تبقى من أفكار تحت سيطرتي. صرختْ: كم من النساء تحب؟ تتبعثر رزمة الأفكار حبات، أتدارك، أحب أمي، أتوق «أن أبقى الصبي على يديها إلى أبد الآبدين»، أحب...وبدأت الصور تتسلسل، كانت كثيرة: نساء، ورجال وأطفال في مختلف الأعمار والأشكال والألوان، أحبهم جميعا. ما قصد سائلتي بالحب؟ تقوى عجزي الذي أعاني منه، بالعجز عن تحديد المراد من السؤال. شرعت أدندن: «وأنا كاع بنادم نبغيه، كيف ضانو يبغيني، لكن شحال من حد بغا حد ولا راه، لحْباب وقت الشدة غابوا، الخوت كلها دار قفل لبابو، فالحزة والضيق ما يتصابو، وأنا حالي غير زايد فَتْعابو». يتعاظم لدي الشعور بالعجز والتوق بأن أبقى الصبي بين راحتي أمي، وأسترجع زوجتي وأشيائي الأخرى. أستعد للكلام. تصدني. بامتعاض تصفني بالتخلف، وتصنفني جنسا آيلا للانقراض، تأمر: «ارحل قبل أن تلتهمك هذه الحيطان الواطئة، ارحل قبل أن تدوسك عجلة زمن ما عادت تحتمل تدبدب قناعاتك. مضطر أخوك الآن لتنفيذ الأوامر، ملزم الآن بالرحيل، أرحل، سأرحل، لكن كيف أرحل وأنا لا أقوى على الحركة؟ أتستطيع أنت أن ترحل عندما يشكك مخاطبك في جنسك؟ أترحل وأنت مبتور النصف؟ أترحل وقد فقدت كل شيء جميل فيك؟ كيف ترحل وأنت قد أضعت أنت. انتهيتَ بعد أن لازمكَ العجز وفقدتَ الصبي فيك. أتقوى فعلا على الرحيل؟ ولأني الآن لا أستطيع الحركة حتى، ضجرت المساعدة انتظار رد فعلي، ضغطت على زر قربها، وللتو دخلت أربع نساء. باقتضاب خاطبتهن: هذا يدخل في باب «ألدون». تقاسمت الأربع نساء حملي، ارتحت بينهن، أتينني فردا وحيدا أعزل من ذكورتي، تساءلت ماذا تقصد السيدة ذات الوشم الدقيق الذي يفرق وجهها الجميل ويتوسط جبهتها العريضة بأنني أدخل في باب «آلدون»، اجتهدت، هل تعني بذلك «اللادون» هل تقصد أنني شخص بدون رجولة، بدون هوية، أم بدون حاضر؟ أم بدون مستقبل؟ من أدراها بذلك؟ كيف جازفت بهذا التصنيف؟ هل كنت ضعيفا لدرجة أرتب بخانة «اللادون». حملتني الأربع نساء، وكن في حملهن رحيمات، قطعن دهاليز مظلمة، يسود البخور فضاءها الخانق، شعرت بدبيب دافىء يسري بركبتي، بدأت الحركة تنشط، كنت قادرا على القفز أو النط أو الجري أو ما تشاء النساء الأربع أو إحداهن، تداركت: الطريق إلى زوجتي التي هجرتني من البيت بعد هجرها لي بالمضجع طويل وشاق، فلأتمهل، وأنا الآن بين ثماني أيد تحملنني، كيف لأِهْبَل ناكر لنعم الله أن يفكر في التخلص من قبضات هاته النسوة. أوف، « بعيني قوصت على نفسي»، تدخل النساء محملات بشخصي الموصوف بلْدون إلى غرفة مربع شكلها، اعتقدت لأول وهلة أنها غرفة القطران. ليست هي، هاته يتوسطها فرن دائري كبير، تتراقص به نيران متأججة. وتملأ أركان الغرفة قطع كبيرة من معدن رقيق رمادي. تترك كل واحدة من النساء يدا من قبضاتهن علي، وتأخذن قطعا من المعدن، وتقذفن به بين النيران التي تتهيج كمن دخلتها أرواح الشياطين، ثم تحملنني بقوة أشد، وتتلاعبن بجسدي فوق المهل المتدفق. افترست النيران النهمة المعدن بشراسة الانتقام. تتراقص أضواء شموع بيضاء، ربما تلك التي حملتها من قبل. فوق الحيطان، تنعكس صورة لي، أنا أنط فوق الحيطان، كنت مدثرا بعريي. هل صرت «الرجل العنكبوت»؟ سبيدر-مان هازم الأفران، فأنا أقفز بين الجدران وأخترق السقف وأنبعث من الفرن بخفة الشياطين، وأنفلت من قبضات النساء وأعود إليها ببراعة، وأنسج أوردة من المعدن المنصهر تمد تمزقات العجز بي. تنعكس أشباح النيران فوق جدار ظهر لي قد تنحى عن مكانه، بفعل «ألدون» المذاب تحت أنظاره، أو ربما لعوامل أخرى أجهلها. أخذت أعضائي تنكمش على بعضها البعض. شرعت النساء ترددن بأصوات تتجاوب مع حدة النيران: «ألدون يفك كل سحر معمول للمس من رجولتك، ألدون يقهر السحرة والشياطين، تبخر بالشبة وروح صلبان مع الفاسوخ وكروية، كل حاجة لها أماليها، راه عين بني آدم هي محور الشر، عين شرانية مؤذية، تفرق بين الحب والخير، عين تعمر القبر، الله يعطيك ما يرضيك، ويبعد عليك البلاوات بحق رافع السماوات». وأخذن يتلاعبن بي بحركات قوية، غرست دبيب الحرارة بي، تداخل ألدون بالبيدون وانصهرا معا. دخت واختنقت. خفت اللهيب المتراقص بعد أن انسحبت أياد من حملي وأخذت ترش ماء ورد وماء زهر فوق اللهيب المستعير، أخمدت شراسة الغليان. تخلت عن حملي النساء، تراجعن إلى الخلف، أمرتني إحداهن بتفحص الأشكال التي صنعها المهل والتعرف عليها. كانت هيآت معوجة وغامضة، احداها تمثل الصورة التي عكستها أضواء الشموع على الجدار المتنحي، هل هي صورتي. فشلت في التعرف على ما تمثله. غير أني اقتنعت أنها لم تكن صورة أمي خديجة. وضحت لي إحدى النساء بأن الوجوه تنقل صورة الأشخاص الذين تسببوا في إلحاق الأضرار بي، وأن ألدون بقوته وفعاليته قضى على عملهم وانتقم منهم بأن أفسد وجوههم. رغبت التعرف على مصدر الضرر. وكان أن فُِرض علي الرحيل سريعا، والعودة من جديد لحصة أخرى بألدون، كانت تلك إرادتها، ولم أكن أقوى على رفض أوامر خناتة. خرجت تجرني أطياف البخور و»ألدون» والذكرى والأمل في العثور على زوجتي وأشيائي الأخرى، والرغبة في «أن أبقى دوما الصبي على يد أمي إلى أبد الآبدين». غشا نظري سواد ورماد حجب عنها الرؤية، قطعت الممرات الملتوية ببطء وبحذر شديد لكي لا أتوه. وتهت. تهت بين السراديب والمنعطفات، تتدافعني الأسوار الواطئة بينها، ومشيت منتبها تحاصرني الوجوه المعوجة المشكلة من ألدون، كانت مكشرة الأنياب، سكنني الخوف من أن تنفرد وتتحرش بي في الخلاء، فبالرغم من أنني «مْثقف»، فذلك غير كاف لصد الخطر المحدق بعضوي التناسلي. لا أنصحك بزيارة خناتة بمفردك ومشيا على الأقدام. فأنت مثلي أدمنت زيارتها وأدمنت الرقص فوق ألسنة ألدون وتقمص الرجل العنكبوت. وأدمنت البحث عن امرأة، تتوق إلى توسد قطعة من جسدها. أية امرأة، وإن أضحت امرأة من سراب. فأنت مثلي، ضائع، محترق فوق ألهبة «ألدون»، للبحث عن ماهية «اللادون». أدمننا الجري وراء خناتة ونسائها، وصرنا مهرة في تفكيك قسمات مختلف الوجوه التي يصنعها ألدون، وألفينا أنفسنا نضيّع خارطة الطريق عند كل زيارة لبيت خناتة الوطيء. وها أنت تتسمر قبالتي، مشدوها تتساءل عن سر وجودي بين مساعدي خناتة، لا بصفة «مثقف» يتلمس سبل العلاج، ولكن فردا من حاشية خناتة. تستغرب ?يف ?ندسست تحت مظلة الحاشية. وها أنت أضعت السؤال عن خريطة الطريق، واتخذت السؤال عن كيفية الوصول إلى حاشية خناتة، هدفا. هل تصدق الآن صعوبة الرحيل بجسد عليل، وهل تدرك هول عجزي في كوني «مثقف». أحجم عن سرد ما وقع لرجل العنكبوت فيّ، إنما أحيلك على خديجة ذات الوجه الموشوم، قبالة غرفة القطران، هناك دائما، تنسج حكايات «الرجٌالة لمثقفين».